في أعقاب مشاركته في "قمة مستقبل الضيافة العالمية" التي استضافتها دبي، تحدّث ديميتريس مانيكيس، رئيس ومدير العمليات لفنادق ومنتجعات ويندام في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إلى "الرياض" حول آفاق النمو النوعي لقطاع الضيافة في الخليج، والتوجهات التي تقود مستقبل السياحة في المنطقة، ودور ويندام في دعم هذه التحولات عبر نماذج سكنية مبتكرة وشراكات استراتيجية تمتد من السعودية إلى الإماراتوقطر. مانيكيس يؤكد أن الخليج لم يعد مجرد سوق واعد، بل بات محركاً عالمياً لصناعة الضيافة، مشيراً إلى أن المملكة تحديداً تشهد أحد أكبر برامج التوسع الفندقي في تاريخ المنطقة من خلال اتفاقية تطوير 100 فندق من علامة "سوبر 8 من ويندام". وفيما يلي نص الحوار: كانت الشقق الفندقية من أبرز محاور النقاش في قمة مستقبل الضيافة العالمية، كيف توسّع فنادق ومنتجعات ويندام حضورها في هذا القطاع عبر منطقة الخليج، وكيف ساهم إطلاق "رامادا ريزيدنسز دبي الجداف من ويندام" في تعزيز مسار نمو الشركة؟ أثبتت فنادق ومنتجعات ويندام حضورها في قطاع الشقق الفندقية في المنطقة منذ سنوات عديدة، ومن أبرز الأمثلة "ويندام ريزيدنسز النخلة" الذي بات أحد أهم نماذج الضيافة السكنية في دبي. يقوم هذا المشروع على نموذج "رينتل بول" الذي يقوم على بيع الوحدات السكنية لمستثمرين مع إبقاء التسيير تحت إدارة ويندام، ما يضمن الحفاظ على الخدمة الفندقية عالية الجودة، ويواكب الطلب المتزايد على الإقامات طويلة الأمد وأنماط العيش العصرية. ومع إطلاق "رامادا ريزيدنسز دبي الجداف من ويندام" عززنا توسعنا في هذا القطاع بنموذج مختلف تماماً، فهو مشروع سكني مستقل بتملّك كامل، ويمكن للمالكين الإقامة فيه أو تأجيره بشكل مستقل، دون ارتباط بنظام فندقي أو نموذج "رينتل بول". ويُقدَّم كأصل عقاري كامل يستفيد من قوة علامة ويندام. هذا التنوع في النماذج يمنحنا ميزة تنافسية واضحة في الخليج، ويسمح باستهداف شرائح مختلفة من المستثمرين وتلبية احتياجات متنوعة للضيوف، وذلك ضمن خطط توسّع أكبر تشمل مشاريع جديدة للوحدات السكنية قيد التنفيذ. مع استمرار دول الخليج إعطاء الأولوية للاستثمار في قطاع الضيافة، كيف ترصد ويندام الفرص الجديدة في السعودية والإماراتوقطر؟ تُعد المنطقة من أكثر أسواق الضيافة حيوية على مستوى العالم، وتعمل ويندام على مواءمة استراتيجيتها مع هذا النمو المتسارع. ويبرز ذلك بوضوح من خلال اتفاقيتنا لإنشاء 100 فندق من علامة "سوبر 8 من ويندام" في السعودية خلال السنوات العشر المقبلة، وهي من أكبر اتفاقيات التطوير الفندقي في تاريخ المنطقة. وتعكس هذه الخطوة ثقتنا بالسياحة المحلية في المملكة والدور الكبير للفنادق الاقتصادية والمتوسطة في دعم مستهدفات رؤية 2030. وفي الإمارات، نواصل تعزيز حضورنا عبر محفظة متنوعة من العلامات، بدءاً من "تريب باي ويندام برشا هايتس"، إلى "ويندام دبي ديرة"، و"رمادا داون تاون أبوظبي"، و"ويندام جاردن كورنيش عجمان"، ما يجسّد تنوع عروضنا وقدرتنا على دعم المالكين عبر التحويلات والامتيازات والمشاريع الجديدة. وفي قطر، تعزز فنادق مثل "ويندام الدوحة ويست باي" و"رمادا من ويندام الدوحة أولد تاون" مكانتنا في سوق يواصل التوسع لما بعد الفعاليات الكبرى. لطالما كانت الشراكات محوراً أساسياً في نجاحكم بالمنطقة، ما دورها اليوم في توسعكم الإقليمي؟ الشراكات ركيزة في نهج ويندام، ويظهر ذلك جلياً في اتفاقية "سوبر 8 من ويندام" المدعومة من وزارة السياحة السعودية، والتي نُفذت بالشراكة مع جهات محلية. هذه الاتفاقية مثال واضح على دور التعاون البنّاء في خدمة أولويات القطاع السياحي، وتتيح توفير خيارات إقامة عالية الجودة يحتاجها السوق، وتسهم في خلق فرص عمل وتعزيز مشاركة الكفاءات المحلية. وترتبط ويندام أيضاً بشراكات وثيقة مع مطوّرين مثل "بي إن دبليو ديفلوبرز" في مشاريع الشقق الفندقية، إضافة إلى تعاونها مع شركاء في مجالات التكنولوجيا والتوزيع والاستدامة. كما يقدم "امتياز ويندام" منظومة متكاملة للمالكين تشمل نظام حجوزات عالمياً ودعماً مهنياً وبرنامج الولاء العالمي "ويندام ريواردز" الذي يضم أكثر من 120 مليون عضو. بعد مشاركتكم في "قمة مستقبل الضيافة العالمية"، ما أبرز ما خرجتم به من هذه المشاركة؟ أكدت القمة أن الشرق الأوسط لم يعد سوقاً ناشئاً، بل أصبح محركاً رئيسياً لنمو قطاع الضيافة عالمياً. وقد عززت النقاشات قناعتنا بأهمية التركيز على التنويع، والتحول الرقمي، والتوسع المستدام كركائز لنهج ويندام في المنطقة. نركز اليوم على تعزيز حضورنا عبر مختلف الفئات الفندقية، من الاقتصادية والمتوسطة إلى الفئات الراقية والإقامات الممتدة. كما نحرص على تصميم كل علامة بطريقة تلبي احتياجات المسافرين والمالكين، وتقديم تجربة متسقة عبر مختلف مراحل الرحلة. ويتجسد ذلك في شراكات مثل "سوبر 8 من ويندام" و"رامادا ريزيدنسز" التي تعكس تطور محفظتنا وقدرتنا على مواكبة المتطلبات المتسارعة للسياحة الإقليمية. كيف تسهمون في دعم التوطين وتطوير الكفاءات الوطنية، خصوصاً في السعودية؟ يمثل التوطين محوراً أساسياً في استراتيجيتنا الإقليمية، ومن خلال تعاوننا مع وزارة السياحة السعودية نعمل على إرساء منظومة متكاملة لإعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة قطاع الضيافة مستقبلاً، خصوصاً ضمن التوسع الكبير لعلامة "سوبر 8 من ويندام". ونولي ضمن محفظتنا في المملكة اهتماماً كبيراً بالتوظيف المحلي وتنمية المهارات وصقل القدرات القيادية، بالاعتماد على منظومة تدريبية عالمية تشمل التعلم الإلكتروني، والإرشاد المهني داخل المنشآت، والبرامج القيادية الإقليمية. هدفنا هو تمكين الشباب السعودي وتوفير مسارات مهنية مستدامة تتوافق مع رؤية 2030. يواصل ملف الاستدامة تصدّر الحوار في قطاع الضيافة، كيف تضمن ويندام ترسيخ هذا المبدأ في استراتيجيتها؟ الاستدامة محور رئيس في جميع علامات ويندام. ومن خلال برنامج "ويندام جرين" طورنا منظومة اعتماد من خمسة مستويات تساعد فنادقنا على قياس أدائها البيئي وتحسينه. وقد نجح "ويندام جاردن الدمّام" في تحقيق المستوى الخامس، وهو الأعلى في البرنامج. يشمل نهجنا المستدام مجالات إدارة الطاقة والمياه، تقليل النفايات، المشتريات المستدامة، الحوكمة، والمشاركة المجتمعية. ويتماشى هذا النهج مع الأجندات الوطنية مثل "رؤية السعودية 2030" و"الحياد المناخي للإمارات 2050". ما أبرز الفرص المستقبلية التي ترون أنها ستحدث تحولاً نوعياً في قطاع الضيافة الخليجي؟ تستعد المنطقة لمرحلة يمكن وصفها بالعصر الذهبي للسياحة. الفرصة الحقيقية اليوم تكمن في إعادة صياغة مستقبل السفر للأجيال القادمة. فدول الخليج باتت تصنع اتجاهات الضيافة العالمية، من المشاريع العملاقة في السعودية إلى الاستراتيجيات طويلة الأمد في الإماراتوقطر. نرى إمكانات هائلة في ضيافة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقوى عاملة مؤهلة، وتنمية وجهات متوازنة، وخيارات إقامة متنوعة لجميع فئات الزوار. كما تعزز مبادرات وزارة السياحة السعودية لتطوير الشفافية في سوق العمل والتوطين بناء منظومة ضيافة مستقبلية أكثر جاهزية. ونطمح في ويندام إلى أن نكون في صميم هذا التحول عبر التوسع المستمر في مختلف الفئات الفندقية، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتقديم قيمة مضافة لضيوفنا عبر برنامج الولاء العالمي "ويندام ريواردز". إن الفرصة الكبرى اليوم تتمثل في بناء نموذج سياحي مسؤول، قائم على التكنولوجيا والاستدامة وتمكين الإنسان، وهذا ما نلتزم بدعمه من خلال علامتنا وشراكاتنا.