لم تعد استضافة السعودية للمنتديات والمؤتمرات والمعارض الرياضية العالمية مجرد فعالية عابرة؛ بل تحولت في السعودية إلى أحد المحركات الرئيسة في تطوير المشروع الرياضي السعودي، وركيزة استراتيجية في بناء بيئة احترافية متكاملة تواكب رؤية المملكة 2030. فعندما تستقبل الرياض أو أي مدينة أخرى في المملكة، نخبة صناع القرار الرياضي والإداريين والخبراء الدوليين، فإن المملكة لا تكتفي بعرض طاقتها التنظيمية، ولا قدراتها البشرية، بل تستثمر كل حدث كمصدر معرفي ضخم يتيح نقل الخبرات مباشرة إلى الكوادر المحلية، وكشبكة علاقات يبحث عنها الجميع للتعارف وتلاقح الأفكار وبناء شراكات جديدة في مجال الأعمال، وهنا تكمن القيمة الحقيقية، من خلال اكتساب الخبرات العالمية من مصادرها، وتطور بيئة الأعمال في القطاع الرياضي، بما يعجّل من بناء منظومة إدارية وفنية قادرة على إدارة المشهد الرياضي السعودي بكفاءة عالية واتقان كبير. ولا يقف الأثر عند حدود الكوادر فحسب، بل يمتد إلى تطوير البنية التشريعية والاقتصادية للقطاع الرياضي، فالمؤتمرات العالمية تُسهم في صياغة توجهات جديدة للاستثمار الرياضي، وتفتح أبواب الشراكات الدولية، وتعزز حضور المملكة كمنصة اقتصادية قادرة على جذب كبرى الشركات والاتحادات حول العالم، وبذلك يصبح الحدث بوابة لصناعة فرص عمل جديدة، وتحفيز النمو في القطاعات المساندة مثل الإعلام والتقنية والسياحة. أما على مستوى السمعة الدولية، فخلال الخمس سنوات الماضية، نجحت المملكة العربية السعودية في تثبيت موقعها كقوة صاعدة في صناعة الرياضة العالمية، فالتواصل المباشر مع المؤسسات الرياضية الكبرى حول العالم، منح المشروع الرياضي السعودي وزنًا إضافيًا في الخارطة الدولية، وجعل المملكة شريكًا مؤثرًا في صياغة المستقبل الرياضي، لا مجرد متلقٍ للتجارب العالمية. في ختام هذا المقال، ينبغي أن يعرف الجميع أن استضافة هذه المنصات الفكرية والقيادية ليست ترفًا تنظيميًا، بل استثمارا استراتيجيا طويل الأمد، ودورها في تسريع نمو المشروع الرياضي السعودي أصبح اليوم واضحًا: من خلال بناء معرفة، وتبادل خبرات، تكوين العلاقات، تحفيز الاقتصاد، وتعزيز مكانة دولية، وكل ذلك يرسّخ حقيقة أن المملكة لا تطور الرياضة فحسب، بل تبني صناعة رياضية مستدامة تليق بطموحها الكبير.