تتجه الأنظار إلى مدينة جدة التي تستعد لاحتضان النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (IDWS2025)، الحدث الأضخم الذي تنظمه الهيئة السعودية للمياه خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025. يشارك في المؤتمر أكثر من 169 متحدثًا ونحو 7.3 آلاف مشارك متوقع حضورهم من 133 دولة، تشمل قوى عالمية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، والمملكة المتحدة، وكندا، وسويسرا، إضافة إلى عدد من الدول الخليجية والعربية، ليصبح بذلك أكبر تجمع دولي لروّاد الابتكار في القطاع المائي. المملكة.. ريادة عالمية تنطلق من تحلية البحر أكد معالي رئيس الهيئة السعودية للمياه، المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، خلال لقاء تعريفي بالمؤتمر، أن المملكة تتميز بريادة عالمية في تحلية مياه البحر، ليس فقط في كميات الإنتاج والمشاريع العملاقة، ولكن أيضًا في استخدام وحدات صغيرة ذات كفاءة عالية. وأوضح معاليه أن المملكة نجحت في تحقيق وصول للمياه بكفاءة وحجم ونطاق لا مثيل له عالميًا، رغم اعتمادها على البحر كمصدر رئيسي، مشددًا على أن الابتكار أصبح ضرورة لضمان استدامة المياه وتوفيرها لأكثر من 24 ألف تجمع سكاني في المملكة. كما لفت إلى حجم التحدي العالمي، حيث يواجه 700 مليون شخص خطر النزوح بحلول عام 2030 بسبب نقص المياه، وتقدر نسبة الوفيات العالمية ب 2.5% سنويًا نتيجة مصادر المياه غير الآمنة. منصة عالمية لصناعة المستقبل المائي شدد العبدالكريم على أن مؤتمر IDWS2025 ليس مجرد حدث تستضيفه المملكة، بل هو مؤتمر عالمي تُصدره بلادنا للعالم، ليعكس مكانتها القيادية في هذا القطاع. ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة من قيادات الحكومات والشركات والجامعات والمراكز البحثية، مما يجعله منصة دولية حقيقية لتبادل الخبرات وصياغة مستقبل مائي مستدام. ونوّه معاليه إلى أن المملكة حظيت بإشادة من الأممالمتحدة كنموذج رائد في الإدارة المتكاملة للمياه، كما نالت إشادة البنك الدولي بكفاءتها في الإنتاج على نطاق واسع. وأكد أن قطاع المياه هو عنصر رئيسي في الاقتصاد والأمن الغذائي والصحة، وأن المملكة تلتزم ببصمة عالمية مؤثرة في هذا المجال. فعاليات ترسم خارطة الطريق تتضمن فعاليات المؤتمر جدول أعمال حافل، سيتم خلالها الإعلان عن الفائزين في النسخة الثالثة من جائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW)، حيث تتنافس 36 مشروعًا نهائيًا ضمن ست فئات، تشمل التقنيات المتقدمة للإنتاج وجودة المياه والمعالجة الدائرية. كما تشمل الفعاليات "مياهثون" و"واحة الابتكار" اللذين يجمعان المبتكرين والباحثين والمستثمرين لتطوير الأفكار وتسريع تبني التقنيات، ويُتوقع مشاركة أكثر من 23 شركة ناشئة. ويهدف المؤتمر لتمكين الشراكات وتحويل الابتكارات إلى حلول تطبيقية، حيث يُتوقّع توقيع اتفاقيات نوعية بقيمة سوقية تتجاوز 200 مليون ريال في "يوم الصفقات". وستقدم أكاديمية المياه برامج تدريبية متقدمة بالشراكة مع جامعات وخبرات عالمية لتمكين الكفاءات البشرية. تأتي إقامة المؤتمر تأكيدًا لالتزام المملكة بتعزيز الابتكار وتطوير التقنيات وتفعيل الاقتصاد الدائري للمياه، بما يدعم رؤيتها الوطنية في تأمين موارد مستدامة للأجيال المقبلة.