أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن هجوم على ناقلتي نفط في البحر الأسود، قائلة إنها استهدفت بمسيّرات بحرية سفنا تابعة للأسطول الشبح الروسي الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية. وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني إن الناقلتين "كايروس" و"فيرات" استُهدفتا بمسيّرات من طراز "سي بيبي" خلال عملية مشتركة بين جهاز الأمن الأوكراني والبحرية الأوكرانية. وكانت السلطات التركية أعلنت أن ناقلة النفط "فيرات" التي تعرضت لهجوم بمُسيّرة بحرية الجمعة، استُهدفت مجددا صباح السبت قبالة السواحل التركية، بعدما أبلغت عن انفجار مساء الجمعة على متن سفينة أخرى تُستخدم أيضا لتصدير النفط الروسي. وأعلن وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو أن الهجومين على ناقلتي النفط "فيرات" و"كايروس" اللتين ترفعان علم غامبيا، وقعا داخل منطقة اقتصادية خاصة في البحر الأسود، وليس في المياه الإقليمية التركية. وأوضحت وزارة النقل التركية أن ناقلة النفط "فيرات" التي تعرّضت لهجوم على بُعد نحو 35 ميلا بحريا (65 كيلومترا) من الساحل التركي "أُصيبت بأضرار طفيفة في جانبها الأيمن فوق الماء"، مؤكدة "عدم اندلاع حريق على متنها وأن الطاقم بخير". وتخضع الناقلتان اللتان كانت عنابرهما فارغة لعقوبات غربية لانتهاكهما العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا في فبراير 2022 ونقلهما النفط من موانئها. ونشرت المديرية العامة للشؤون البحرية التركية صورا مساء الجمعة للسفينة "كايروس" مشتعلة ويتصاعد منها دخان أسود كثيف. وأشارت السلطات التركية التي لم ترصد بعد أي تلوث في محيط كايروس، إلى أنه سيتم إرسال فريق من خبراء البيئة والغواصين إلى الموقع فور إخماد الحريق على متن الناقلة. وتخضع السفينتان لعقوبات أوروبية وعقوبات من دول الكومنولث، فيما تخضع "فيرات" أيضا لعقوبات أميركية. وأفادت أجهزة الأمن الأوكرانية بأن الناقلتين كانتا في طريقهما إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي الواقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود قرب مدخل بحر آزوف في جنوبروسيا، حيث كانتا ستتزودان بحمولة. إلى ذلك، أعربت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، عن استيائها من أن أجواء بلادها قد انتهكت أيضا خلال الهجمات الروسية الضخمة بالطائرات المسيرة على أوكرانيا، وذلك في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي السبت. وقالت ساندو: "في طريقها لقتل المدنيين، انتهكت الطائرات المسيرة الروسية مرة أخرى الأجواء المولدوفية، مما اضطر إلى إغلاقها مؤقتا"، وأضافت وسائل الإعلام المولدوفية أن الإقلاع والهبوط في مطار العاصمة كيشيناو أصبح مستحيلا مؤقتا هذه المرة أيضا، ما أدى إلى تأخيرات وتحويل الرحلات إلى رومانيا المجاورة. وأبلغت مولدوفا مرارا عن انتهاكات للأجواء خلال الحرب الروسية على أوكرانيا. وفي يوم الثلاثاء فقط، نشرت الشرطة المولدوفية صورة لطائرة مسيرة. وتابعت ساندو: "ندين هذه الهجمات ونقف إلى جانب أوكرانيا". من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن مفاوضي بلاده غادروا إلى واشنطن سعيا من أجل "سلام يحفظ الكرامة" والتوصل إلى نهاية سريعة للحرب التي شنتها روسيا في 2022. ويقود الفريق حاليا وزير الدفاع السابق رستم عميروف بعد تعديلات في اللحظة الأخيرة وسط فضيحة فساد متفاقمة في كييف. وكتب زيلينسكي عبر منصة إكس أن المهمة واضحة وهي "التوصل للخطوات المطلوبة لإنهاء الحرب سريعا وبشكل فعلي". وذكر زيلينسكي أنه "من الواقعي تماما أن يتم استكمال الخطوات في الأيام المقبلة لتحديد كيفية إنهاء الحرب بطريقة تحفظ الكرامة. ويتعين أن يتم التوصل إلى الخطوات اللازمة سريعا وبشكل فعلي". وأضاف زيلينسكي أن كييف كانت تناقش مع واشنطن أكثر طريقة بناءة ممكنة، مشددا على أن "أوكرانيا تعمل من أجل سلام يحفظ الكرامة". وبينما تسعى كييف للاحتفاظ بأوراق تستخدمها في المفاوضات، استهدفت هجمات بزوارق مسيّرة بحرية في وقت مبكر من صباح السبت محطة نفطية رئيسية في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. ويُستخدم هذا المرفق لتصدير النفط الآتي من أحد أكبر خطوط الأنابيب في العالم، الذي ينقل الخام من الحقول الكازاخية الواقعة على ضفاف بحر قزوين مرورا بالأراضي الروسية وصولا إلى البحر الأسود. وقال كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين (كاسبيان بايبلاين كونسورتيوم) الذي يدير نحو 1% من الإمدادات العالمية للنفط في بيان إن "مرسى الشحن الرقم 2 تعرّض لأضرار كبيرة نتيجة هجوم إرهابي موجّه بواسطة زوارق غير مأهولة". وأضافت الشركة أنّ "عمليات التحميل وغيرها من الأنشطة توقّفت، كما حُوّل مسار الناقلات إلى خارج المياه التابعة للمجمّع"، مؤكدة عدم وقوع إصابات في صفوف موظفيها أو المتعاقدين معها. كما قتل شخص وأصيب 11 آخرون في هجوم روسي بطائرات مسيرة ليل السبت الأحد على مشارف العاصمة الأوكرانية، وفق ما أفاد مسؤول أوكراني. وأعلن حاكم منطقة كييف، ميكولا كالاشنيك، في منشور على تيليغرام عن "هجوم آخر بطائرات مسيرة"، مضيفا أن رجال الانقاذ يقومون بإخلاء برج سكني بينما تتم مكافحة الحرائق المشتعلة فيه. وقال "للأسف، نتيجة هجوم العدو على فيشغورود، قتل شخص وأصيب 11 آخرون، من بينهم طفل". وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الأحد، أن منظومات الدفاع الجوي الروسية أسقطت 33 مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية خلال الليلة قبل الماضية.