يسعدنا أن نسلّط الضوء على جانب مشرّف يتعلق بحكامنا المحليين، الذين ظُلموا كثيراً وشُكّك في قدراتهم، بل وصل الأمر أحياناً إلى الخوض في نواياهم ونزاهتهم. هذا التشكيك أسهم في تقليل فرصهم ومنح الأفضلية للحكام الأجانب. إلا أن الجولة التاسعة جاءت لتؤكد أن الحكم السعودي قادر على الظهور كنجمة لامعة، متفوّقاً على نظيره الأجنبي الذي يرى البعض من إعلام وجماهير أنه الأجدر بالثقة. الجميع شاهد حكم مباراة قمة الجولة بين الأهلي والقادسية، وكيف ظهر بضعفٍ في شخصيته وقراراته، وهو ما جعل غالبية خبراء التحكيم يضعون له تقييماً متدنياً، لأنه لم يكن كفؤاً لقيادة قمة من قمم الدوري، ولا مانع من الاستعانة بحكم أجنبي، لكن ينبغي أن يكون أفضل من الموجودين لدينا، لا أقل منهم مستوى. وفي المقابل، سعدنا بتألق حكامنا المحليين؛ سامي الجريس في قيادة مباراة الحزم والخلود، وشكري الحنفوش في مباراة الاتحاد والرياض، فقد كانوا العلامة المضيئة في الجولة التاسعة، والبرهان على أن الثقة بالحكم السعودي يجب أن تعود ليستعيد هيبته وقدرته على قيادة مباريات الدوري وجميع المحافل الرياضية. ومن المفترض.. بدءاً من اليوم فصاعداً يجب أن يكون للاتحاد السعودي لكرة القدم موقف واضح وقرار شجاع بشأن عودة الحكم المحلي لقيادة المباريات، وأن يحظى بالنصيب الأكبر منها، بدلاً من الاعتماد على الحكام الأجانب الذين تستقدمهم الأندية بمبالغ طائلة لدرء الشك، بينما المتواجد محلياً لا يقل عنهم كفاءة، بل قد يتفوق عليهم. ومن مظاهر الضعف أن يُترك القرار بيد الأندية، بينما الاتحاد يقف متفرجاً أمام نفوذها، يخشى ردود أفعالها الجماهيرية والإعلامية. ومن الواجب أن يُدعم الحكام المحليون، فهم أبناء هذا الوطن، ويجب الوقوف معهم لاستعادة ثقتهم بأنفسهم، بدلاً من التشويه المستمر والطعن في سمعتهم ليل نهار عبر البرامج الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي. ختاماً: لنكن صريحين.. الأندية المؤثرة تسعى وراء مصالحها الخاصة دون النظر للمصلحة العامة، والقوة الحقيقية تكمن فيمن يفرض قراره بشجاعة، ويقدّم المصلحة العامة، ولا يخاف في الحق لومة لائم. حسين البراهيم - الدمام