منذ عام 2022، وبصفتي صحفيًا صينيًا، زرتُ المملكة العربية السعودية أكثر من عشر مرات. لاحظتُ أن العديد من الأهداف الواردة في "رؤية 2030" السعودية قد تحققت أو يجري تحقيقها: فقد ازداد عدد السياح الدوليين، وشُيّدت ناطحات السحاب، وبدأ التحول نحو التنويع الاقتصادي يُظهر نتائجه الأولية... وما أدهشني بشكل خاص أن معدل توظيف النساء في سن العمل في المملكة العربية السعودية قد ارتفع من 17٪ عام 2017 إلى 37٪ عام 2022، بزيادة قدرها 20 نقطة مئوية، والذي يعد انجازا كبيرا جدا. هناك قولٌ صينيٌّ قديمٌ يقول: "النساءُ يحملنَ نصفَ السماء". النساءُ مُبدعاتٌ ومُروِّجاتٌ ووارثاتٌ مهماتٌ للحضارة الإنسانية. ولا يُمكن فصلُ التنميةِ عن المرأة، بل يجبُ أن تعودَ بالنفعِ على الجميع، بمن فيهم النساء. خلال مقابلاتي، لاحظتُ أنه في إطار "رؤية 2030"، تلعبُ المرأةُ السعوديةُ دورًا محوريًا في الابتكارِ والبحثِ العلميِّ والتكنولوجيا الحديثة، حيثُ أصبحت مُروِّجةً للمعرفةِ وشريكةً فاعلةً في التغيير، وتُشاركُ في تطويرِ الصناعاتِ التقنيةِ والبحثِ العلميِّ والابتكارِ وريادةِ الأعمال، مما يُعطي زخمًا كبيرًا لتحوّلِ البلادِ إلى اقتصادٍ تنافسيٍّ قائمٍ على المعرفة. علاوة على ذلك، تتوسع حقوق المرأة السعودية في الحياة الاجتماعية، على سبيل المثال، يُسمح للمرأة بقيادة السيارة، وحضور المباريات والحفلات الموسيقية في الملاعب، ويمكن للمرأة السعودية التي تزيد أعمارها عن 21 عامًا التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر للسفر إلى الخارج بمفردها، وغيرها من الحقوق الاخرى. قبل فترة وجيزة، نشرت جريدة الرياض تقريرًا هامًا حول تطور تمكين المرأة في المملكة العربية السعودية. وقد منحني هذا التقرير فهمًا أشمل لتطور تمكين المرأة في المملكة. كما أتفق تمامًا مع آراء الخبراء في المقابلات، على سبيل المثال، قالت نورة الحمدان، كاتبة سعودية معروفة: "تضع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تمكين المرأة في صميم خطتها التنموية، إيمانًا منها بضرورة عدم استبعاد نصف السكان من التنمية." وأضافت، أن المرأة السعودية اليوم أصبحت قدوة عالمية في الهوية الوطنية والتطلعات العالمية، وتمثل الوجه الحضاري للمملكة العربية السعودية الحديثة. تولي الصين أهمية بالغة لتنمية قضايا المرأة أيضا، وتمثل النساء أكثر من 40% من إجمالي القوى العاملة في الصين، وأكثر من نصف رواد الأعمال في قطاع الإنترنت، ومثلن أكثر من 60% من الفائزين بالميداليات في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية الأربع الماضية. كما تشارك المرأة الصينية في العصر الجديد في مجمل عملية الحوكمة الوطنية والاجتماعية بثقة وحيوية غير مسبوقتين. وحقق تطور قضايا المرأة في الصين في العصر الجديد إنجازات تاريخية، ويزداد اتساع مسار تنمية المرأة في إطار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. عُقدت القمة العالمية للمرأة في بكين في أكتوبر من هذا العام. وفي حفل افتتاح القمة، دعا الرئيس الصيني إلى توافق أوسع، ومسارات أوسع، وإجراءات أكثر عملية لتسريع العملية الجديدة للتنمية الشاملة للمرأة. يصادف هذا العام الذكرى ال 35 لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السعودية. وعلى مدار السنوات ال35 الماضية، وبفضل التوجيه الاستراتيجي والدعم الشخصي من قيادتي البلدين، دخلت العلاقات الصينية السعودية أفضل مراحلها التاريخية، محققةً تعاونًا عمليًا مثمرًا. ويتوافق البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" السعودية بشكل عميق، حيث تلتزم كل من الصين والمملكة العربية السعودية، وهما حضارتان عظيمتان، ببناء نموذج للوحدة والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، مما يضخ زخمًا في السلام والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ويمكّن للمرأة أن تلعب دورًا فريدًا ومهمًا في التعاون الشامل بين الجانبين، كما أنها جانب مهم لتحسين رفاهية الشعبين. أُقدّر بشدة تصريح السيدة نوال الجبر، رئيسة القسم النسائي في جريدة الرياض، بأن المرأة السعودية لم تعد تنتظر الفرص، بل تُبدعها بنشاط، ولم تعد على الهامش، بل أصبحت في قلب الحدث. وأؤمن بأن النساء في جميع أنحاء العالم قادرات على استخلاص أخبار قيّمة من إنجازات تنمية المرأة في الصين والمملكة العربية السعودية. وأتطلع إلى تضافر جهود النساء من الصين والمملكة العربية السعودية ودول أخرى لتسريع العملية الجديدة للتنمية الشاملة للمرأة، وبناء مستقبل أفضل للصين والمملكة العربية السعودية والبشرية جمعاء. *كبير مراسلي صحيفة الشعب اليومية