اختتمت وزارة الداخلية مشاركتها في مؤتمر ومعرض الحج 2025 المقام بمحافظة جدة تحت شعار "من مكة إلى العالم"، بعد أن قدمت عبر جناحها تجربة تفاعلية متميزة جسدت رحلة ضيف الرحمن منذ لحظة وصوله إلى المملكة وحتى مغادرته، في مشهد متكامل يجمع بين الأمن والتقنية والإنسانية، ويعكس واقع التطور المتسارع في منظومة العمل الأمني والخدمي بالمملكة. وجاء تصميم جناح الوزارة مستوحى من باب مكة التاريخي، رمزًا يجمع بين عبق الماضي وأصالة الضيافة التي ميزت المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، ليكون بوابة رمزية تنطلق منها رحلة الحاج عبر منظومة رقمية متكاملة تحاكي مراحل القدوم والتنقل والمغادرة، وتبرز الجهود التكاملية بين قطاعات الوزارة المختلفة تحت مظلة واحدة هي خدمة الإنسان أولًا. الجوازات.. من المسار الذكي إلى الروبوت التفاعلي والتأشيرة السياحية استعرضت المديرية العامة للجوازات خلال مشاركتها أحدث حلولها الرقمية في تسهيل إجراءات دخول وخروج ضيوف الرحمن عبر المنافذ الدولية، بما ينسجم مع مستهدفات التحول الرقمي في منظومة الحج والعمرة. وكان من أبرز ما عُرض المسار الذكي في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، الذي أطلق بالشراكة مع هيئة الحكومة الرقمية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ويعد أحد أبرز مبادرات التحول الرقمي في المنافذ الجوية. ويعمل النظام على التعرف على وجه المسافر من خلال الكاميرات الذكية بعد التحقق المسبق من بياناته، ليسهم في اختصار الوقت والجهد وتمكين المسافر من عبور المسار دون تدخل بشري مباشر. كما استعرضت الجوازات الروبوت التفاعلي الذي يتنقل بين صالات المطار للإجابة على استفسارات المسافرين والزوار بعدة لغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية، إلى جانب إتاحة تعبئة استبيانات إلكترونية حول الخدمات ورفع المقترحات مباشرة، في مشهد يجسد التحول إلى التواصل الذكي والشفاف مع الجمهور. وأبرز الجناح كذلك دور التأشيرة السياحية في تسهيل القدوم إلى المملكة لأداء العمرة وزيارة المواقع التاريخية، وما تمثله من نقلة نوعية في تسهيل الرحلة الإيمانية لزوار المملكة من مختلف الدول. الدفاع المدني.. طائرات الصقر والمنصات الذكية والروبوتات الميدانية قدمت المديرية العامة للدفاع المدني عرضًا متكاملًا لحلولها التقنية الميدانية التي تسهم في رفع كفاءة السلامة داخل المشاعر المقدسة والمناطق المحيطة بالحرم، وتضمن استجابة سريعة وفاعلة عند الطوارئ. وشملت المعروضات الطائرة دون طيار "الصقر" المخصصة لأعمال الإطفاء في المواقع المرتفعة والمناطق الوعرة، إلى جانب طائرات أخرى مزودة بكاميرات حرارية للكشف عن المواد الكيميائية والإشعاعية، تستخدم في المسوحات الوقائية وتأمين سلامة الحجاج. كما استعرض الدفاع المدني روبوت مكافحة الحرائق الذي يعمل في البيئات الصعبة ذات المخاطر العالية، إلى جانب تجهيزات فريق البحث والإنقاذ السعودي المعتمد دوليًا، والذي يمثل أحد أهم النماذج في كفاءة الاستجابة للحوادث الكبرى. وتضمن العرض أيضًا المنصة الوطنية للإنذار المبكر التي تتيح تنبيه الجهات المعنية فورًا عند رصد مؤشرات الخطر، وبوابة سلامة الإلكترونية التي تمكن من متابعة اشتراطات السلامة في المنشآت والمواقع بشكل رقمي متكامل، ما يعزز من سرعة التدخل وكفاءة الإجراءات الميدانية. الأمن العام.. جاهزية ميدانية ورؤية إنسانية في خدمة ضيوف الرحمن جسد الأمن العام في جناح وزارة الداخلية مفهوم الأمن الشامل في خدمة الحجاج والمعتمرين، من خلال مزيج من التقنيات الميدانية الحديثة والجهود الإنسانية التي تبذلها قوات أمن الحج والعمرة داخل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. واستعرض الأمن العام الطائرات الاستطلاعية دون طيار المستخدمة في مراقبة الأوضاع الميدانية ورصد المخالفين لأنظمة الحج، ونقل الصورة الحية لغرف العمليات المشتركة بما يضمن سرعة اتخاذ القرار ودقة التوجيه. كما عرض السكوتر الكهربائي الذي يستخدم لتسهيل حركة رجال الأمن في الممرات والمناطق المزدحمة داخل المشاعر، ما يعزز سرعة الانتشار والاستجابة الميدانية. وفي جانب آخر، أبرز الجناح منظومة المراقبة الأمنية الذكية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل الصور لرصد الحالات الطارئة وتوجيه الكوادر الميدانية بدقة عالية. كما سلط الضوء على الجهود الأمنية والإنسانية لرجال قوات أمن الحج والعمرة الذين يجمعون بين الانضباط الميداني وروح الخدمة، ويشكلون الوجه الإنساني لوزارة الداخلية في الحرمين الشريفين، حيث يسهمون في تقديم المساعدة لكبار السن وذوي الإعاقة، ويعكسون أسمى صور الرحمة والالتزام في الميدان. الخدمات الطبية بوزارة الداخلية.. سوار ذكي لمتابعة الحالة الصحية لرجال الأمن استعرضت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية ابتكارًا نوعيًا في الرعاية الصحية الميدانية لرجال الأمن العاملين في موسم الحج، من خلال السوار الذكي الذي يتيح متابعة المؤشرات الحيوية للرجال في الميدان، مثل معدل نبض القلب ومستوى الإجهاد والحرارة، ويرتبط مباشرةً بالأنظمة الطبية لتقديم الدعم الصحي الفوري عند الحاجة. ويسهم هذا الابتكار في تعزيز الوقاية والحفاظ على صحة رجال الأمن الذين يعملون في ظروف ميدانية متنوعة، ويعد أحد النماذج المتقدمة للتحول التقني في الرعاية الطبية الوقائية داخل قطاعات وزارة الداخلية. الأحوال المدنية.. خدمات فورية لزوار المعرض والمشاعر قدمت وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية خدماتها المتنقلة لزوار المعرض والمشاركين، من خلال الوحدات المجهزة لإصدار وتجديد بطاقة الهوية الوطنية، وتقديم خدمات بدل تالف وبدل فاقد بشكل فوري داخل الجناح. كما عرضت الأحوال المدنية جهودها الميدانية في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، حيث تسهم وحداتها في خدمة رجال الأمن والمواطنين القائمين على رعاية ضيوف الرحمن، بما يعكس مرونة المنظومة الخدمية ودعمها للعمل الميداني المتكامل. حرس الحدود.. حضور ميداني فاعل لتيسير مغادرة الحجاج كان لحرس الحدود حضور بارز ضمن جناح وزارة الداخلية، من خلال استعراض جهوده الميدانية في تيسير مغادرة حجاج بيت الله الحرام عبر المنافذ البرية والبحرية بعد إتمامهم مناسك الحج، ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الأمنية والميدانية. وتعمل وحدات حرس الحدود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على تنظيم حركة مغادرة الحجاج، وتقديم الإرشاد والتوجيه لضمان انسيابية العبور، بما يسهم في توفير بيئة آمنة تحقق الراحة والسلامة لضيوف الرحمن حتى لحظة مغادرتهم أراضي المملكة. ويعد هذا الدور امتدادًا لحضور حرس الحدود في جميع مراحل الحج، دعمًا لجهود الوزارة في إحكام منظومة المنافذ وحماية الحدود البرية والبحرية. تكامل ميداني لخدمة ضيوف الرحمن أبرزت قوات أمن المنشآت جهودها في حماية المنشآت الحيوية ومحطات الخدمات والطاقة التي تدعم منظومة الحج، بينما قدمت قوات المجاهدين عرضًا حول الحقيبة المتنقلة الاستطلاعية التي تستخدم في أعمال المسح الأمني والمراقبة الميدانية، والمجهزة بأحدث التقنيات لدعم رجال الأمن في المواقع المختلفة. كما استعرض الجناح مبادرة طريق مكة التي تنفذ بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية لإنهاء إجراءات الحجاج في بلدانهم قبل قدومهم إلى المملكة، بما يسهم في انسيابية الدخول ويعد نموذجًا للتكامل بين الجهات. خدمة إنسانية وتقنية متكاملة برؤية وطنية واختتمت مشاركة وزارة الداخلية برسالة وطنية تعبر عن التزام المملكة وقيادتها الرشيدة بخدمة ضيوف الرحمن وتسخير كل الطاقات لضمان راحتهم وأمنهم وسلامتهم. وقدم جناح الوزارة في مؤتمر ومعرض الحج نموذجًا عمليًا للتكامل بين الأمن والخدمة والذكاء التقني، التي جعلت تجربة ضيف الرحمن نموذجًا عالميًا ينطلق من مكة إلى العالم. استجابة سريعة وفاعلة عند الطوارئ في المشاعر المقدسة