حددت الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الخامس من شهر جمادى الأولى الحالي موعداً لفصل الخدمات عن عقارات حي البياري وريع الكحل بالعاصمة المقدسة، تمهيداً لنزع ملكيات العقارات، فيما تشترك شرطة العاصمة المقدسة، وشركتا المياه والكهرباء، وأمانة العاصمة المقدسة، في أعمال تهيئة الموقع أمام معدات القطه والهدم الصخري. "الرياض" رصدت ملامح الحراك الاجتماعي والاقتصادي في الحيين الشعبيين، اللذين يتاخمان مشاريع مركزية مكةالمكرمة، ووقوعهما أمام نفق جرول المؤدي لساحات التوسعة السعودية الثالثة. ارتياح كبير، وفرحة غامرة، مغلفة بآمال عريضة، لغد مشرق لوجهات فاخرة، تحقق التنمية، وتوفر فرص التوظيف، هكذا، كانت مشاعر المواطنين وهو يرصدون تسارع وتيرة أعمال التسوير الحديدي للمواقع المقرر إزالتها. أحياء البياري وريع الكحل اللذان يلفظان أنفاسهما الأخيرة، بعد أكثر من سبعين عاماً في الذاكرة المكية، ضمن الأحياء التي كانت شاهد عصر على الحراك الاجتماعي والاقتصادي بشمال مركزية مكةالمكرمة. جولة "الرياض" خرجت بحزمة مشاهدات وقصص وحكايات، رواها عدد من سكان الحيين الموغلين في القدم، حيث سمي حي البياري بهذا الاسم نسبة لإنشاء واحدة من أقدم محطات الوقود بمكة وكانت باسم محطة حسن بياري، فيما اشتهر الحي بقربه من حلقة جرول واحتضانه لمجمع الفساتين النسائية، وقربه من الأسواق والمراكز التجارية، ويشتهر، بمحلاته الشعبية التي تقدم والمراكز التجارية الحديثة التي تلبي احتياجات السكان اليومية، كما يُعرف الحي بأجوائه المفعمة بالحياة، حيث تتنوع الأنشطة التجارية والاجتماعية بين سكانه، مما يخلق بيئة متكاملة ومميزة. ولعل من أبرز معالم حي البياري محطة النويصر، ومسجد ابن معتق، الذي يعود للشيخ عبدالله بن معتق اللحياني، ومدرسة عبدالله الناصر، وبازان عين زبيدة. الحي تميز بقلة أعداد المبان الفندقية، مقابل نسبة هائلة من العقارات السكنية العشوائية التي تفوق نسبتها 90 % وسط تكدس كبير، وازقة ضيقة، وحلزونية، انعكست على الحركة المرورية. في ذات الاتجاه عُرف حي ريع الكحل بأنه ملتقى محلات التصوير والنسخ والخدمات الطلابية والعلمية، لقربه من مقر جامعة أم القرى للطالبات، كما عُرف بأنه مجمع مطاعم المندي وخدمات السيارات، فيما يغوص الحي في عشوائية خانقة، ومبان سكنية على سفوح الجبال يعصب وصول المركبات إليها. اقتصادياً ووفقاً لمتخصصين فإن البياري وريع الكحل هي أحياء للاستثمار العقاري والفندقي والتجاري، لموقعهما الاستراتيجي بين مسجد التنعيم والمسجد الحرام، والطرق المؤدية إلى المدينةالمنورةوجدة والمشاعر المقدسة، فيما يجاور الحيان، مشروعات تنموية عملاقة وغير مسبوقة مثل مشروع بوابة الملك سلمان، ويُتوقع أن يشهد الحيان نقلات تنموية، تستثمر مساحته الكبيرة غير المستغلة، ومن المتوقع أن ترتفع قيمة الأراضي والعقارات للأحياء القريبة من البياري وجرول بشكل ملحوظ مع استمرار التطوير في المنطقة. البياري وريع الكحل كحيين يعكسان الصورة المشرقة عن تطور سوق العقارات في مكةالمكرمة، حيث يجمعان بين أصالة المكان وفرص الاستثمار العصرية، حيث عاش الحيان لسنوات طويلة سابقة اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين والمطورين، مما يعكس ثقته بمستقبل المنطقة. مع استمرار المشاريع التطويرية وتحسين البنية التحتية، يُتوقع أن يكون البياري وريع الكحل محورين رئيسين للنمو السكني الفندقي والتجاري في السنوات المقبلة. حارة المندي جزء من تاريخ الحي