ما بين سوق الندى وسوق العلوي وفي وسط شارع قابل تبرز "الشونة" كعلم أثري يجسد العمق التاريخي لمنطقة جدة التاريخية، كموقع قديم كان ينبض بالحياة بالقرب من ساحل البحر الأحمر. هي ما يعرف بالشونة بمبانيها الحجرية التقليدية المبنية من الحجر المرجاني البحري، وبطراز معماري اعتمد على الأقواس والأعمدة، وكان أشبه بمستودعات، ومخازن للغلال والمؤن، والمواد الغذائية، التي كانت تجلب من فوق السفن التجارية العتيقة التي تقف على ميناء جدة، وترسم ملامح اقتصاد جدة كمدينة تعتبر بوابة الحجاج في اتجاه البيت العتيق بمكة المكرمة. "الرياض" التي دلفت إلى داخل المبنى العتيق، الذي يجسد ملامح العمارة الحجرية الحجازية القديمة، يخضع لأعمال التأهيل الأثري وتحويله لوجهة تاريخية وسياحية، يقع على يمين الذاهب إلى سوق البدو عبر شارع قابل الشهير. المبنى الذي يفوح منه عبق الماضي الموغل في القدم، سيكون إضافة ثقافية مهمة لاحتضان الفعاليات الثقافية، وورش العمل والفعاليات والمعارض المؤقتة. وبين واقع مبنى الشونة كمبنى تاريخي يصور تاريخ تخزين بضائع تجار جدة في عروس البحر الأحمر، تبرز المفارقات الكبيرة ونحن نربط المدن اللوجستية كمستودعات عصرية بمساحات مهولة، وأنظمة مراقبة وتحكم، وإدارة رقمية، وسلاسل إمداد حديثة. واليوم أصبح موقع الشونة مزيجاً رائعاً مشبعاً للذائقة يجمع بين الأصالة حيث ملامح جدة التاريخية، وبين الحداثة حيث الأبراج الفاخرة والبنية العصرية. بقايا مبانٍ أثرية للشونة