تعد المجموعة السعودية للورم النقوي المتعدد، إحدى المبادرات الطبية الرائدة التي انطلقت لتوحيد الجهود الوطنية في مواجهة هذا المرض النادر وتعزيز الوعي به. وفي هذا الحوار يحدثنا الدكتور غازي العتيبي رئيس المجموعة، عن نشأة المبادرة، وأبرز أنشطتها العلمية والتوعوية، ودورها في دعم الممارسين الصحيين والمرضى على حد سواء، إضافةً إلى خططها المستقبلية الرامية إلى الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وتحقيق التكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال الطب المتخصص. 1. في البداية، دكتور نود أن نتعرّف منكم على المجموعة السعودية للورم النقوي المتعدد. كيف انطلقت هذه المبادرة، وما هو الدور الذي تقوم به على مستوى المملكة؟ انطلقت المجموعة السعودية للورم النقوي المتعدد من مبادرة وطنية قادها عدد من استشاريي أمراض الدم والأورام في مختلف مناطق المملكة، استشعارًا لأهمية توحيد الجهود في التعامل مع هذا المرض النادر والمعقّد، الذي يتطلب خبرات متعددة ومتابعة دقيقة. جاءت المبادرة لتعزيز التواصل العلمي بين المختصين، ووضع إطار وطني موحد للتشخيص والعلاج والرعاية، يتماشى مع أحدث المعايير العالمية، مع مراعاة خصوصية النظام الصحي في المملكة. وتقوم المجموعة بدور محوري في بناء منظومة متكاملة تُعنى بتطوير الممارسة الإكلينيكية، ودعم الأبحاث العلمية، وتنظيم اللقاءات المتخصصة لتبادل الخبرات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي الصحي لدى المرضى والمجتمع، لتكون مرجعًا وطنيًا في مجال الورم النقوي المتعدد، ومظلة تجمع الكفاءات السعودية العاملة في هذا التخصص. 1. ما أبرز الأنشطة والبرامج العلمية والتوعوية التي قامت بها المجموعة السعودية للورم النقوي المتعدد خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى الممارسين الصحيين أو المجتمع؟ شهدت الفترة الماضية تنفيذ العديد من البرامج العلمية والمؤتمرات الطبية والأنشطة التوعوية التي رسّخت حضور المجموعة كمصدر علمي موثوق. فقد نظّمت المجموعة سلسلة من اللقاءات والندوات وورش العمل المعتمدة للكوادر الصحية، تناولت أحدث المستجدات في تشخيص وعلاج الورم النقوي المتعدد، وأبرزت التجارب السريرية والخيارات العلاجية الحديثة. كما شاركت في إعداد توصيات وطنية للممارسات الإكلينيكية تسهم في توحيد أساليب العلاج بين مراكز المملكة. أما على صعيد التوعية العامة، فقد أطلقت المجموعة حملات تثقيفية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتعريف المجتمع بأعراض المرض وأهمية الكشف المبكر، كما أنتجت مواد مرئية ومقروءة موجهة للمرضى وأسرهم، إلى جانب مشاركتها في فعاليات طبية وطنية مثل المؤتمرات السنوية لأمراض الدم والأورام، مما عزّز التواصل مع المجتمع الطبي والجمهور العام على حد سواء. 1. أطلقت المجموعة حملة وطنية للتوعية بالورم النقوي المتعدد. هل يمكن أن تزوّدنا بنبذة عن هذه الحملة، وأهم رسائلها التوعوية، والفئات التي تستهدفها؟ جاءت الحملة الوطنية للتوعية بالورم النقوي المتعدد ضمن التزام المجموعة بمسؤوليتها المجتمعية في رفع الوعي الصحي حول هذا المرض. ركّزت الحملة على التعريف بطبيعة المايلوما، وأعراضه المبكرة مثل آلام العظام المتكررة وفقر الدم والضعف العام، ودعت إلى أهمية مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض. كما هدفت الحملة إلى طمأنة المرضى بأن هذا النوع من الأورام أصبح قابلاً للعلاج والسيطرة بفضل التطورات الطبية الحديثة، مع التأكيد على أهمية التشخيص المبكر لتحسين فرص الشفاء وجودة الحياة. وشملت الحملة رسائل توعوية موجّهة إلى المرضى وعائلاتهم والممارسين الصحيين والمجتمع عامة، ونُفّذت عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وبالتعاون مع المستشفيات والمراكز الطبية، لتعزيز الوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. 1. على صعيد التطوير المستقبلي، ما هي أبرز الخطط التي تعمل عليها المجموعة السعودية للورم النقوي المتعدد فيما يتعلق بخدمة المجتمع، وتعزيز الوعي الصحي، ودعم التعليم الطبي المستمر للممارسين الصحيين في المملكة؟ تعمل المجموعة على خطة تطوير طموحة تشمل عدة مسارات متكاملة. فعلى صعيد خدمة المجتمع، يجري العمل على توسيع قاعدة التوعية لتشمل مختلف مناطق المملكة من خلال مبادرات ميدانية ومنصات رقمية تفاعلية، مع تطوير محتوى تثقيفي باللغة العربية يستهدف المرضى وذويهم. وفي الجانب المهني، تسعى المجموعة إلى إطلاق برامج تعليم طبي مستمر بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وإقامة مؤتمرات علمية دورية تجمع الخبراء المحليين والدوليين لتبادل الخبرات وإبراز الكفاءات الوطنية. كما تتطلع إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية لمرضى الورم النقوي المتعدد، تُسهم في دعم البحث العلمي وتحسين جودة الرعاية. وتؤكد المجموعة التزامها بمواصلة العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق رؤيتها في أن تكون نموذجًا وطنيًا يُحتذى به في التخصصات الدقيقة، وداعمًا رئيسيًا لأهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الرعاية الصحية المتخصصة. في الختام نتوجه بالشكر لجامعة الملك سعود والسادة المثقفين والاستشاريين الذين قدموا كل الدعم من اجل انجاح هذا اليوم وكذلك الشركات الراعية فايزر وجونسون وسانوفي وكذلك شركة ميركاتوس المنظمة لهذه الحملة التوعوية.