هناك وثيقة أو عقد زواج تتداولها مواقع التواصل كمقارنة طريفة كتب منذ أكثر من 58 عاما وجاءت نصا بعد بسم الله الرحمن الرحيم أنه في يوم الأربعاء الموافق 22/ 1 / 1389ه حضر عبدالعزيز وحضر لحضوره إبراهيم وسبب حضورهم هو أن إبراهيم خطب من عبدالعزيز ابنته (سماها) فأجاب بالقبول وزوجه ابنته على صداق معلوم قدره (خمسة آلاف ريال عربي سعودي ورق) واثنا عشر بشتا ستة رجالي وستة نسائي وناقة وثلاث قطم رز (أكياس زنة الواحد 70 كغ) وصندوق صلصة وكيس سكر وصندوق شاهي وحطب وفحم وتقريبا كيلوين هيل وستة كيلو قهوة. وبعد تسمية الشهود ختمت قبل توقيع الولي والزوج (بصمة) إضافة للشهود بعبارة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم. الصداق أو المهر الذي احتوته الوثيقة وإن بدا لنا ضئيل جدا لا يساوي قيمة جوال في زمننا الحاضر إلا أنه في حساب المرحلة كان كبيرا وكبير جدا لا من ناحية مبلغ ال5000 ريال الذي اسموه ريال نصا (ورق) ذلك لأن الإصدار الورقي لم يمض عليه وقتها أكثر من عشر سنوات ولا زال يستخدم إلى جانبه الريال السعودي الفضة والفرانسي وبعض العملات المعدنية التي تفوق قيمته وكان القبول به محفوفا بالخوف والتوجس. لم يكن هذا المبلغ قليلا ومثلة الاثنى عشر بشتا وبقية الصداق من الناقة إلى كيلات القهوة الستة الذي ربما عده البعض صداقا وقتها مرهقا وبدعة مخالفة لأعراف الزواج قد تتحول إلى ظاهرة وتسابق يترتب عليه تعطيل كثير من الزيجات وتزيد من الضغط على الشباب المقبل على الزواج مع ندرة الفتيات، وانفتاح ثغرة تنافسية طرفها بعض السعوديين الذين زحفوا إلى دول خليجية مجاورة واستقروا هناك بحثا عن لقمة العيش وصاروا يملكون إمكانيات مادية أفضل رجحت كفتهم للظفر بأجمل الفتيات اللاتي صاروا يقتنصونهن لاسيما وهم يمتلكون أيضا بيئة معيشية أفضل فكان موضوع اختطاف العرائس السعوديات إلى أواخر سبعينيات القرن الميلادي المنصرم من قبل خليجيين أو سعوديين يعيشون هناك قصة أخرى تركت لنا الكثير من الحكايات والقصائد الطريفة وثقت لنا المرحلة بكل أبعادها بطلها كما كانوا يسمونه (الجيب الأشهب) أو أبو شراع الذي كان يتوغل إلى القرى وأطراف المدن والبراري خلسة فيكون وسيلة التشريف الذي غالبا ما يحسم الموقف ويرجح الكفة لصالح سائقه أو راكبه مثل ذلك الشاب الذي خرج من أطراف بريدة يسوق حمارا حمله بجهاز (تجهيزات) خطيبته ابنة عمه وعندما وصل إلى مضارب قومها مساء في عمق الثويرات وكان مثقلا بتعب المسير. وأثناء ما كان يستعد لإنزال حمولة حماره فاجأهم الجيب الأشهب قادما من الكويت فقلب المعادلة في إغماضة عين وبدلا من أن يكون صاحب الحمار عريسا قيد اسمه كواحد من شهود عقد قران خطيبته على صاحب الجيب: لقد كانوا يستعيذون بالله من هذا الأشهب المشؤوم سبع مرات ويقفزون أثره ويبصقون عليها كل ما عثروا عليها في الصحراء. محتوى الوثيقة أو عقد الزواج المرفق اعتبر وقتها منحنى آخر في حساب تكاليف الزواج وعبئا للغالبية الذين لا يستطيعون توفير مثل هذه التكاليف الباهظة حيث كانت في واقعها أكثر تيسيرا للشباب ولا تصل إلى مثل هذه الأرقام والتي لخصها أحد الشعراء شعر مع بدايات المغالاة في تكاليف المهور ببيتين من قصيده قال فيها: من اول العرس ستر وثوب واليوم خمسة عشر ميه زادوا علينا بتسع جيوب اهل البيوت الشمالية لقد كانوا يحسبون المبالغ الباهظة على طريقة التفنيد الدقيق مثل هذا المبلغ الكبير والبالغ 1500 ريال فقال عنه شاعرهم وبلغة العصر خمسة عشر ميه أما الجيوب التي رفعها أهل البيوت الشمالية كما قال إلى تسع جيوب فهي ليست من نوع سيارات الدفع الرباعي الفاخرة كما قد يتصورها البعض وإنما قصد بها الشاعر تسع ثياب للعروس وأقاربها. المهر خمسة آلاف وكرتون صلصة وشاهي وقطعتا زل وبساطان ثمة وثيقة زواج لا تبتعد كثيرا عن الأولى كتبت أول سنة 1390ه كنت أرحم في مقدار الصداق النقدي الذي لم يتجاوز ألفي ريال لكنها احتوت شروطا عينية أخرى كانت موضة مهور الفترة مثل شرط القطيفتين زل (فراش صوف) وبساطين (حنبل) وفراش السرير الكامل ونوع آخر للنوم يفرش نصفه ويلتحف نصفه الآخر ومن الشروط ستة خواتم وست بناجر قطع ذهب أو فضة عبارة عن غويش عريض أيضا رشرش (قلادة) أبو ثلاث دلع (أدوار) وأخيرا حاجة لأمها. بقي طرفه نعود بها للجيب أبو شراع ظهرت مع سنوات الطفرة عند ما تحسنت الظروف الاقتصادية وارتفع مؤشر مستوى المعيشة لنتفوق على كثير من جيراننا ألغت دور أو سلطة الجيب أبو شراع كانوا جيراننا يطقطقون علينا بأنهم ظفروا بأجمل الفتيات وتركوا لنا البقية ولا نستطيع الرد. وقتها كان قد انعكست المعادلة وصاروا الشباب السعوديين قد بدؤوا يخارون زوجات من جيراننا وهنا بدؤوا يردون عليهم بأنهم حان الوقت لرد الدين بدل الواحدة اثنتان من بنات كسب (الجيب الأشهب). الجيب الأشهب وثيقة زواج اول سنة 1390ه الرشرش سجاد الزل