قال وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تدرس منح قواتها المتمركزة في كوريا الجنوبية قدرا أكبر من "المرونة" للتعامل مع التهديدات الإقليمية، لكن جوهر التحالف مع سيئول سيظل منصبا على ردع كوريا الشمالية. وتحدث إلى جانب نظيره الكوري الجنوبي خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية شملت في وقت سابق رحلة إلى المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع كوريا الشمالية. وعندما سئل عما إذا كان من الممكن استخدام القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية والبالغ عددها 28500 جندي في أي صراعات خارج شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك مع الصين، قال هيغسيث في إفادة صحفية إن الحماية من كوريا الشمالية المسلحة نوويا هو هدف التحالف. وأضاف "لكن بلا شك المرونة في حالات الطوارئ الإقليمية هو الأمر الذي نسعى إليه". وأكد أن الحليفين اتفقا أيضا على أن تقوم كوريا الجنوبية بصيانة وإصلاح السفن الأميركية، مما يسمح لها بالبقاء في المنطقة وأن تكون جاهزة إذا لزم الأمر. وأشار مسؤولون أميركيون إلى خطة لجعل القوات الأميركية أكثر مرونة لاحتمال العمل خارج شبه الجزيرة الكورية، ردا على مجموعة أوسع من التهديدات، مثل الدفاع عن تايوان ومراقبة الانتشار العسكري المتنامي للصين. وقاومت كوريا الجنوبية فكرة تغيير دور القوات الأميركية، لكنها عملت على تنمية قدراتها الدفاعية في السنوات العشرين الماضية، بهدف أن تكون قادرة على تولي قيادة القوات الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة في زمن الحرب. ويبلغ عدد القوات الكورية الجنوبية 450 ألف فرد. من جهتها أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ مدفعية قبل ساعة على زيارة وزير الدفاع هيغسيث الحدود التي تفصلها عن الشطر الجنوبي، بحسب ما أفاد الجيش في سيئول الثلاثاء. كما أطلقت بيونغ يانغ قذائف مشابهة قبل دقائق على عقد الرئيس الكوري الجنوبي محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي، بحسب ما أفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية. وذكرت هيئة الأركان بأنها رصدت مؤخرا "حوالي عشرة صواريخ مدفعية أطلقت إلى الجزء الشمالي من بحر الغرب"، وهو الاسم الذي تطلقه سيول على البحر الأصفر. وأضافت الهيئة بأن "سلطات الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية تحلل عن كثب تفاصيل المقذوفات حاليا". وزار هيغسيث المنطقة الحدودية شديدة التحصين الفاصلة بين الكوريتين الاثنين ليكون أول وزير أميركي للدفاع يقوم بذلك منذ ثماني سنوات. وقام بجولة في بانمونجوم، القرية الحدودية الرمزية حيث تقف قوات من الكوريتين بمواجهة بعضها بعضا، بعد محطة في نقطة "أوليت" للمراقبة المطلة على المنطقة منزوعة السلاح. وذكرت وزارة الدفاع في سيئول بأن هيغسيث ونظيره الكوري الجنوبي أهن غيو-باك "أكدا على الموقف الدفاعي المشترك القوي والتعاون الوثيق بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة". وأفاد هيغسيث أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع أهن الثلاثاء بأن كوريا الجنوبية تواجه "بيئة أمنية خطيرة". كما لفت إلى أن زيادة كوريا الجنوبية إنفاقها الدفاعي سيسرّع "قدرتها على قيادة ردعها التقليدي ودفاعها في مواجهة كوريا الشمالية". وقال لي الثلاثاء إن سيئول ستطبق أكبر زيادة في ميزانيتها الدفاعية منذ ست سنوات مع زيادة نسبتها 8,2 في المئة عن هذا العام إلى 66,3 تريليون وون (4,6 مليارات دولار).