في المؤتمر الصحفي الذي أُعلن فيه بيع شركة نوكيا إلى مايكروسوفت، أنهى الرئيس التنفيذي كلمته بجملةٍ أصبحت رمزًا لنهاية مرحلة: (لم نفعل شيئًا خاطئًا... لكن بطريقةٍ ما، خسرنا). حينها، بكى هو وفريقه. لم تكن نوكيا سيئة الإدارة، لكنها لم تتغيّر بينما العالم يتغيّر بسرعة من حولها. تأخرت نوكيا عن مواكبة التطور... فخسرت مكانها في القمة، بل وخسرت وجودها نفسه.. هذه الحكاية ليست مجرد فاصلٍ تاريخي في صناعة الهواتف، بل رسالة عميقة عن طبيعة المنافسة في عصرنا. التغيّر ليس خيارًا يضاف إلى قائمة الأولويات، بل شرط حيّ للبقاء..المؤسسات والأفراد الذين يكونوا في حالة الراحة أمام الإنجازات الماضية يجدون أنفسهم يوماً خارج المعادلة، بعدما يتقدم الزمن بخطى سريعة. المفهوم هنا واضح: من لا يتغيّر، يُستبعَد. ومن يتوقف عن التعلّم، يتجاوزه الزمن. الفشل الحقيقي ليس أن تخسر، بل أن تظن أنك عرفت كل شيء. في عالم يتغيّر فيه الابتكار بسرعةٍ تفوق الخيال، التعلّم المستمر يصبح حجر الأساس لاستمرار النمو والوجود في هذا العصر.. التعلّم ليس رفاهيةً ولا خيارًا؛ إنه طوق نجاةٍ يربط بين البقاء والتقدّم. إن التعليم المستمر، التكيف مع التكنولوجيات الجديدة، وتبنّي نماذج عمل مرنة هي ممرّ الإبداع والابتكار وقاعدة الاستدامة. حتى لو حقّقنا نجاحًا مؤقتًا، يبقى السؤال: هل نملك القدرة على التغيّر قبل أن يُفرض علينا التغيير؟ الإجابة الحاسمة: نعم. بشرط أن نجعل التعلّم عادةً يومية، وألا نسمح لاعتقاد اكتمال المعرفة بأن يوقف عجلة التطور لدينا. فالتغيّر ليس مجرد خيارٍ، بل شرطٌ للبقاء.