عند التفكير في مستقبل البيئة لدينا والإمكانات المتاحة أمامنا من الفرص والتحديات، نجد أن الحكومة أدركت أهمية المحافظة على البيئة ومد رقعة الغطاء النباتي وتبذل الجهات المعنية جهودًا كبيرة لمدّ الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وخفض درجات الحرارة العالية، وأنسنة المدن، وتعزيز الاستدامة البيئية والصحية. تحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يتم بشكل منفرد، فالمجتمع شريك أساسي إلى جانب المؤسسات الحكومية. ومن خلال هذه الشراكات تتحول التطلعات إلى فرص حقيقية لبناء مستقبل أكثر استدامة لبيئة نظيفة وصحية. تعمل البلديات والأمانات بجهود مكثفة لزيادة الغطاء النباتي عبر إنشاء الحدائق والميادين العامة وتزويدها بالملاعب والمعدات الرياضية، لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة والاستجمام في الهواء الطلق. ومع ذلك، تبقى ثقافة المحافظة على الممتلكات العامة بحاجة إلى مزيد من الوعي، إذ رغم جمال تصاميم الحدائق من ممرات وألعاب، إلا أن بعض مرتادي الحدائق بحاجة إلى ثقافة الوعي بأهمية المحافظة على النظافة العامة ورمي النفايات والمخلفات خلفهم، مما يشوه المنظر ويهدد الصحة العامة. ولأن النظافة مسؤولية مشتركة، فإن تعزيز الوعي المجتمعي وسنّ القوانين الرادعة للمخالفين خطوة ضرورية للحفاظ على بيئتنا وصحتنا وجودة حياتنا، فالمكان الذي نحافظ عليه اليوم هو حق للآخرين مثل ما هو حق لنا وهو مستقبل الأجيال القادمة. وكما يذكر الكاتب اكهارت في كتابه «الأرض الجديدة» أن السبب وراء مشكلات بني البشر وتدميرهم لكوكب الأرض هو خلل في التفكير الإنساني حيث تقوده عواطفه ومشاعره في تصرفاته بشكل غير واعٍ. علاقة الإنسان بمحيطه وبيئته علاقة أزلية قائمة على البذل والعطاء، فمن واجبنا نحو الأجيال القادمة أن نحافظ على بيئتنا الطبيعية.