في مشهد يزدان بتنوع المواهب السعودية وإبداعاتها، برزت هلا الحلواني في منتدى الأفلام السعودي بمنطقة الرياض ضمن منطقة الطفل، حيث قدمت ورشًا تدريبية نوعية في فنون الأداء الصوتي والدوبلاج، استهدفت من خلالها صقل مهارات النشء وتعريفهم بخبايا هذا الفن الذي يمزج بين الإحساس والتمثيل والصوت. وتُعد الحلواني أول مدربة سعودية معتمدة في مجال الدوبلاج محليًا من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (TVTC)، ودوليًا من الأكاديمية الأوروبية للتدريب والتطوير بلندن، لتغدو نموذجًا رائدًا في قطاع فني صاعد يواكب التحول الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة في ظل رؤية السعودية 2030. دخلت الحلواني عالم الدوبلاج عام 2018م، ومنذ ذلك الحين شاركت في أكثر من 16 عملًا كرتونيًا عُرضت على قنوات ومنصات شهيرة مثل سبيستون، MBC، وشاهد، لتصبح من أبرز الأصوات السعودية التي أسهمت في إثراء الفنون الصوتية العربية بروح سعودية أصيلة. ولم يقتصر عطاؤها على الأداء الفني، إذ أطلقت هلا الحلواني مشروعها التدريبي الرائد «يلا ندبلج»، الذي يهدف إلى إعداد جيل جديد من الموهوبين في مجال الدوبلاج، من الأطفال واليافعين، عبر برامج تدريبية معتمدة رسميًا من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. ويُعد المشروع خطوة نوعية في بناء قاعدة وطنية من المواهب القادرة على المنافسة في هذا المجال الإبداعي المتكامل الذي يجمع بين الأداء التمثيلي والإحساس والنطق السليم. وفي حديثها ل"الرياض"، أوضحت الحلواني أن حلمها يتجاوز مجرد التدريب إلى صناعة مجتمع صوتي محترف داخل المملكة، قائلة: "هدفي أن أكون جسرًا يعبر به الدوبلاج السعودي إلى قلوب العالم العربي، وأن أترك بصمة لا تُمحى تُلهم المواهب القادمة وتدعم بناء مجتمع سعودي مؤهل ومنافس في هذا الفن". وأضافت هلا أن الدوبلاج ليس مجرد أداء صوتي فحسب، بل هو فنٌّ متكامل يحتاج إلى تدريب وصبر وإحساس عميق، مؤكدة أن الإقبال المتزايد من الأطفال والشباب على ورشها التدريبية دليل على وعي جديد يتشكل في المجتمع تجاه هذا المجال الإبداعي. وهكذا، تبرز تجربة هلا الحلواني كقصة نجاح سعودية تُجسّد الإرادة والإلهام، وتؤكد أن الشغف حين يقترن بالإصرار يصنع الفارق في صناعة الفن وصوت المستقبل.