في مشهد مفعم بالألوان والابتسامات، حازت منطقة الأطفال في منتدى الأفلام السعودي على حضور واسع من العائلات، لتتحول إلى واحدة من أكثر محطات المنتدى حيوية وجذبًا، فقد شكلت تجربة ثرية تمزج بين المرح والمعرفة، وتفتح أمام الصغار نوافذ الخيال والإبداع الفني. تضم المنطقة عددًا من الأركان التفاعلية التي صُممت بعناية لتلبي احتياجات الطفل وتنمّي مهاراته، من أبرزها ركن الرسم على الوجه الذي أضفى أجواء مرحة بالألوان، وركن التصوير الذي أتاح للأطفال خوض تجربة الوقوف أمام الكاميرا والتعرّف على مبادئ التصوير السينمائي، إضافة إلى ركن الرسم الحر الذي أطلق العنان لأفكارهم وخيالهم الفني. كما جذبت منطقة مشاهدة التلفاز الزوار الصغار لتجربة المشاهدة الجماعية والتفاعل مع المواد المرئية بطريقة تعليمية ممتعة، بينما شكّل ركن حلّ الألغاز محطةً محفزة للتفكير وتنشيط الإبداع الذهني. أما الركن الذي نال تفاعلًا خاصًا فكان ركن تعليم الدبلجة، الذي أدارته المدربة هلا الحلواني -أول مدربة سعودية معتمدة في فن الدوبلاج- حيث قدّمت للأطفال تجربةً فريدة للتعرّف على أداء الأصوات وتحريك الشخصيات خلف الميكروفون، مما أضفى على المكان جوًا من الحماس والاكتشاف الفني. وجاءت هذه المبادرة لتؤكد حرص منتدى الأفلام السعودي على بناء جيل واعد من المبدعين الصغار، من خلال توفير بيئة تعليمية وترفيهية متكاملة، تُنمي حب الفن والمعرفة منذ الصغر، وتُعرّف الأطفال على الجوانب التقنية والإبداعية في عالم السينما بأسلوب مبسط وممتع. ويأتي هذا التوجه امتدادًا لجهود وزارة الثقافة عبر هيئة الأفلام في دعم المواهب الناشئة، وترسيخ ثقافة الفنون البصرية لدى الجيل الجديد، بما يعزز من مكانة المملكة كمركز إبداعي مزدهر يحتضن الفنون ويستثمر في طاقات أبنائه، تحقيقًا لأهداف رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع واعٍ وثقافة مزدهرة.