عرض إبراهيم محمد مضواح في إصداره الحديث المعنون بمسمى - رادة التعليم في ألمع من المعلامة إلى المدرسة الحديثة - بمقدمة أجمل فيها الكتاب على ثلاثة أقسام بداية بسرد أسماء بعض المعلامات ومواقعها منوهاً بالمدرستين الحفظيتين في بلدة رُجال وقرية عثالف، واستعرض جهود الدولة السخية في نشر منظومة التعليم الحديث لكافة أنحاء المملكة بما في ذلك محافظة رجال ألمع التي شهدت في وقت مبكر افتتاح أول مدرسة حكومية ببلدة «رُجال» عام ( 1359 ) تلاها افتتاح أول مدرسة للبنات 1390 عقب ذلك افتتاح المعهد العلمي 1398 ثم افتتاح أول معهد لإعداد المعلمات عام 1401 وتدشين إدارة تعليم المحافظة عام 1405 للهجرة، لتشهد المحافظة عام 1430 إنشاء التعليم الجامعي والكلية التقنية خدمة للإنسان والمكان داخل هذه المحافظة المبهرة، وسلط الأضواء في القسم الثاني من هذا الإصدار الترجمة لثلاثة وثلاثين معلماً من معلمي المعلامات في ألمع، وتضمن هذا القسم أيضاً ترجمة للشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي وفاء لدوره في نشر مزيد من هذه المدارس التقليدية في رجال ألمع، وما رتب لمعلميها وطلابها من المكافآت بما أمدته به الدولة -أيدها الله- من المال لهذا الغرض النبيل ما شجع على استمرار المعلامات القائمة وإنشاء الجديد منها، وقدم في القسم الثالث من هذه الطبعة ترجمة أخرى لأربعة وتسعين معلماً ألمعياً من معلمي المدارس النظامية داخل وخارج المحافظة خلال أكثر من أربعين سنة تدثرت بتلك الحقبة الزمنية الجميلة. وبين المؤلف مضواح أن رصد هذه المرحلة كانت هي الأصعب لانعدام الطرق في غالب جهات المحافظة ووسائل النقل عدا الدواب أو السير على الأقدام، ومع كل هذه المصاعب إلا أن هذا الرعيل المخلص لرسالة التعليم قد صمدوا في سبيل أداء رسالتهم التعليمية السامية ومن ضمن هؤلاء المعلمين المترجم لهم معلمان مكيان هما المعلم محمد عمر رفيع والمعلم عيسى علي فهيم، منوهاً في هذا القسم بالدور الكبير للدكتور علي بن عبد الله الألمعي، لأنه وإن لم يباشر التعليم مهنة كما ذكر مضواح إلا أنه كان شغوفاً برسالة التعليم من خلال موقعه رئيساً لتعليم البنات بمحافظة الأحساء شرق المملكة، حيث قدم الدكتور الألمعي بعد تقاعده جائزة قدرها - مئة وخمسون ألفا - تقدم سنوياً للمتفوقين والمتفوقات في كافة مراحل التعليم ومازالت هذه الجائزة تمنح حتى الآن، مشيداً في إصداره بجهود نخبة من غير أبنائها من أبناء الوطن القادمين من أنحاء المملكة، وتطرق مضواح إلى دور الأشقاء العرب الذين أسهموا في إثراء الجانب العلمي المعرفي لبلاد ألمع السهل والجبل، وأكد في ختام حديثه لثقافة «الرياض» حرص بنات ألمع بالمبادرة في للالتحاق بهذه المعاقل التعليمية منذ افتتاحها واللاتي حققن الكفاية والكفاءة وملأن مواقعهن في مدارس ألمع وخارجها شأن كل بنات الوطن بفضل الله ثم بما أولي تعليم البنات من رعاية وعناية. يذكر أن الكاتب والروائي والقاص إبراهيم مضواح كان قد صدر له العديد من الكتب التي يأتي على رأسها من طيبات أبي الطيب وروائع الطنطاوي والفوائد الطنطاوية، إضافة إلى كتاب الطنطاوي بعيون مختلفة والمجموعة الشعرية الكاملة للشاعر عبد الله الزمزمي، رحمه الله.