مازالت حارات وأزقة جدة القديمة تحتفظ بقيمتها وعبقها التاريخي وخاصة في مجال الطراز الحجازي الذي لازال شاهداً على النواة الأولى التي برزت منها ولها أهم المدن التجارية، " بيت الرشايدة " يقف شامخاً بتاريخه العميق الذي تسيد حارة الشام وبالتحديد شارع أبو عنبه حيث تبرز للعيان أجمل المباني التي توشحت اللون الأخضر بين الحصون الأثرية يحمل على بابه لوحة معدنية نحت عليها آية قرآنية أرخت عام "1301" وسمي هذا المعمار بمسمى "بيت الرشايدة" نسبة إلى مؤسسه محمد عبدالرحمن الرشيد. ويتكون هذا المبنى من عدة أدوار وقد أوقفه الرشيد علي العثماني عام 1333 للهجرة، هذا ويعد البيت الأخضر من أبرز البيوت التراثية وسط جدة التاريخية وكان هذا البيت التراثي قد احتضن أول نشاط أكاديمي حيث قام الفنان التشكيلي هشام أحمد بنجابي باستئجاره من الأوقاف وتحويله إلى أكاديمية متخصصة بالفنون بعد عام من إعادة ترميمه وتهيئته ليكون أحد أهم المزارات التشكيلية التي تضم لوحات مختلفة تسطر للزائر -حكاية تراث- وسط مدينة جده إضافة إلى إقامة جملة من الدورات الفنية باعتبارها رافداً للجذب السياحي للمنطقة التاريخية وسط المدينة جعلت من هذه الحصون أماكن حية وفعالة طوال العام ومزاراً لمحبي الإرث الفني والثقافي.