هناك ثلاث مراحل يمر بها الشاب، الأولى الطفولة المبكرة من سنة حتى ست سنوات والثانية من 6 - 12 سنة وتسمى الطفولة المتأخرة كما يقول علماء النفس، ثم ينتقل هذا الشاب إلى المرحلة مرحلة المراهقة من 14 سنة حتى 20 سنة قد تنقص في الأعوام أو تزيد، وفي هذه المراحل ينشأ الشاب متأثرا بما يسمع وما يقال ويختزن بعض المواقف في عقله الباطني تظهر في الوقت المناسب للموقف فعلى الآباء والأمهات أن يراعوا فترة المراهقة، وقبل هذا أن يزرعوا في أبنائهم التربية الحسنة التي تقوم السلوك فيها يتعاملون معه مع أفراد الأسرة من الوالدين والأخوات والإخوان، وأن يراعوا هذه الفترة الحساسة بالتعامل الحسن والطيب؛ لأن هذا المراهق أصبح يرى نفسه أنه كبر جسمانياً وعقلياً، فلا تفرض عليه رأياً قد يكرهه؛ إلا إذا كان يصب في مصلحته، واقتنع بذلك. فإذا تربى هذا المراهق على هذه التربية، امتدت إلى التعامل مع أقرانه في المدرسة والصحبة والجيرة، وبقية أفراد المجتمع. علينا أن يكون شعارنا هو التعامل بمبدأ الوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)، سورة البقرة، فهذه الوسطية تجعل أولياء الأمور من أفراد الأسرة يتعاملون مع هذا التوجيه الإلهي الذي هو أعرف وأدرى بأحوال العباد. فيا أولياء الأمور، ويا أيّها المعلمون والمعلمات، اجعلوا شعاركم نبراسا للوسطية؛ لأن اللين ما كان في شيء إلا زانه، فهؤلاء المراهقون هم رجال المستقبل، ويشكلون أكبر نسبة في العدد السكاني للمملكة. وفي هذه الوسطية التي وجه بها الخالق سبحانه وتعالى، وإذا التزمنا بها، سوف يكون هناك مجتمع متماسك ومتعاضد، يشد بعضه بعضاً، ولن يسمح أفراده بوجود خلل في التعامل فيما بينهم، اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه، واحفظ قيادتنا من كل شر ومكروه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده -متعهما الله بالصحة والعافية-، وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).