هناك أحداث لا تقتصر أهميتها على كونها فعاليات عابرة بل تُشكّل مفاصل حقيقية في صناعة المستقبل ومنتدى الأفلام السعودي أصبح واحدًا منها، فالنسخة الثالثة من المنتدى المقرر انعقاده في الرياض بين 22 و25 أكتوبر تحت شعار «لقاءٌ يغير المشهد» ليس مجرد تجمع سنوي، بل بوابة حقيقية لفهم تطور صناعة السينما في المملكة، ومكان لصناعة الفرص الحقيقية، وهي تخلق فرصا حقيقية. الأهم في هذا المنتدى ليس عدد المشاركين أو حجم المعرض، بل الفكرة نفسها أن السعودية اليوم تقدم منصة تجمع بين المواهب المحلية والخبراء العالميين، بين المستثمرين وروّاد الصناعة، لتفتح المجال أمام شراكات حقيقية وإبداع متواصل، فالمنتدى ليس فقط مكانًا لتبادل الأفكار، بل مساحة لتشكيل الرؤية المستقبلية للسينما السعودية والتي أصبحت اليوم صناعة، وهذا ما يجعله حدثًا لا يُفوَّت، حيث أن النسخة الحالية تستهدف أن تقدم 13 جلسة حوارية و15 ورشة عمل تتناول التمويل، تطوير المحتوى، التنظيم، والتقنيات الحديثة، لتكون تجربة تعليمية وتجريبية في الوقت نفسه، والمعرض الموسع الذي يضم أكثر من 120 جهة محلية ودولية يتيح للشركات والمواهب عرض مشاريعها وابتكاراتها، ويمكّنهم من بناء شراكات استراتيجية على مستوى عالمي. كما أرى في هذا المنتدى أيضًا فرصة ذهبية للمواهب الشابة في ظل رؤية السعودية 2030، إذ أصبح من الضروري أن نشجع الأجيال الجديدة على التعلم المباشر من الخبراء، وتهيئتها لتكون جزءًا من صناعة مستدامة ومنافسة على المستوى العالمي، والمنتدى يقدم لهم ذلك بشكل عملي وواضح، وليس مجرد حديث نظري عن المستقبل. ومن خلال متابعتي للنسخة الثانية في 2024، يمكن القول إن المنتدى أصبح حدثًا استراتيجيًا يعكس النمو الحقيقي لصناعة الأفلام في المملكة، والنسخة الحالية سترفع المستوى أكثر، مع محتوى أعمق وفرص أكبر للابتكار والشراكات النوعية. في النهاية، أجد أن حضور منتدى الأفلام السعودي 2025 لم يعد ترفًا أو خيارًا، بل ضرورة لكل من يريد أن يفهم السوق، ويشارك في بناء مستقبل السينما السعودية، فالمنتدى يجمع الخبرة والإبداع والاستثمار في مساحة واحدة، ويجعل الحاضر والمستقبل متاحين لكل من يقرر المشاركة بفعالية، باختصار، هذا هو «اللقاء الذي يصنع المستقبل»، ومن يغيب عنه سيبقى متفرجًا بينما يصنع الآخرون حاضر ومستقبل السينما السعودية.