مرة أخرى يكتب سالم الدوسري اسمه بحروف من ذهب في سجل كرة القدم السعودية، بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية في تاريخه، وليس غريبًا أن يعود سالم ويتصدر المشهد، فبين أقدامه تمر الحكايات، وعبر لمساته تُروى فصول المجد. منذ بزوغ نجمه، وسالم يقدّم نفسه لاعبًا من طراز نادر، يجمع بين المهارة والإصرار، بين الموهبة الفطرية والانضباط العالي. ما يميّزه أنه لا يكتفي بأن يكون نجمًا في موسم، بل يعمل ليكون حاضرًا في كل موسم، من خلال تجدده الدائم، كما لو أنه يبدأ من الصفر في كل مرة، هذه الروح التنافسية هي ما جعلت الجائزة تجد طريقها إليه مجددًا، عن جدارة واستحقاق. في موسم امتلأ بالأسماء اللامعة والنجوم العالميين الذين غزوا الملاعب السعودية، أثبت سالم أن اللاعب المحلي قادر على أن ينافس ويخطف الأضواء، حيث لم يتأثر ببريق الأسماء ولا بزحمة الأضواء، بل جعل من التحدي دافعًا ليقدّم الأفضل، قيادةً وأداءً وحسمًا. تتويجه الثاني لا يعني فقط استمرار تميّزه، بل يؤكد أن الكرة السعودية تمتلك رموزًا حقيقية، تشكّل الجسر بين الأجيال، وتمنح الجماهير فخرًا متجددًا، فكل مرة يرفع فيها سالم كأساً أو يتوج بجائزة، يرفع معها طموح لاعب شاب يحلم بأن يسير على خطاه. سالم الدوسري اليوم ليس مجرد لاعب نال جائزة، بل قصة إصرار واحتراف تُروى للأجيال القادمة، هو دليل أن المجد لا يُهدى، بل يُنتزع بالعرق والتعب والحلم الذي لا يشيخ.