أمير منطقة جازان يطمئن على صحة الأديب إبراهيم مفتاح    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (11690) نقطة    أمير جازان يستقبل المدير العام لفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    وزير النقل يفتتح المؤتمر السعودي الدولي للخطوط الحديدية    "خيرية القطيف" تشارك "الأمل" ب"التبكيرة خيرة"    انطلق معسكر تطوير الأداء للاتحاد السعودي للهوكي في سلطنة عُمان    فرع الشؤون الإسلامية بجازان ينفّذ حملة وقائية ضد الإنفلونزا الموسمية في صبيا    نائب أمير الشرقية يستقبل المشرف العام على البعثة التعليمية في البحرين ومدير عام التعليم بالمنطقة    أمير القصيم يستقبل محافظ البكيرية ورئيس جمعية تحفيظ القرآن بالهلالية    أكثر من 10 آلاف فرصة استثمارية لرواد الأعمال في "بيبان 2025"    ترتيب هدافي دوري روشن.. ثنائي النصر في القمة    حملة لتعليم الأحساء والتجمع الصحي لفحص طلاب التعليم المستمر    مفردات من قلب الجنوب 26    انطلاق الجولة الخامسة من دوري "يلو" للمحترفين.. صراع الصدارة يشتعل بين العلا والدرعية    وسام الطب القابضة تعلن عن إنشاء مستشفى متخصص في أمراض الدم والأورام بالشراكة مع مجموعة مكلارين    ضبط 37 مكتب استقدام لارتكابهم عددا من المخالفات    أفراح الشبيلي والحقيل في ليلة فاخرة جمعت النخبة بالعاصمة الرياض    الحوار من التواصل التقليدي إلى البودكاست    3 مسببات للحوادث المرورية في منطقة عسير    غدًا.. إنطلاق ملتقى "خُطى التمكين" بجازان    ديوان المظالم يحصل على شهادة الهلال الأحمر للسلامة الإسعافية    الشاشات تقلل التحصيل الدراسي لدى الأطفال    الأمم المتحدة تبدأ عملية كبرى لإزالة أنقاض غزة وفتح الطرق الرئيسة أمام الخدمات الحيوية    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب إندونيسيا    باحثون صينيون يصممون روبوتًا دقيقًا ثلاثي الأبعاد للعلاج الدقيق    مفتي روسيا يشيد بجهود المملكة على رعايتها الدائمة لمسلمي روسيا    رصد المذنب C/2025 R2 (SWAN) في سماء الحدود الشمالية    في رثاء د. عبدالله عمر نصيف    34 قتيلًا و122 جريحًا.. انتهاكات إسرائيلية لوقف النار بغزة    الأمم المتحدة تواجه صعوبات في إيصال المساعدات الغذائية    القطان يحتفل بزواج حسن    فتاة تخرج «عجوزاً» بعد ربع قرن على احتجازها    «زاتكا» تحبط 1507 محاولات تهريب    خلال الجولة الآسيوية للرئيس الأمريكي.. قمة مرتقبة بين ترمب وكيم جونغ    41 ألف شهادة منشأ جديدة    الحد الأدنى لأجر الأخصائي 7000 ريال.. بدء رفع نسب التوطين ل 4 مهن صحية    «911» يتلقى 83 ألف مكالمة في يوم واحد    اختتام منافسات الأسبوع الأول من سباقات الخيل بالرياض    «بوح الثقافي» يكرم الضامن    بيع فرخ شاهين ب119 ألفاً في ثامن ليالي مزاد الصقور    ياغي يؤكد أن تمكين ولي العهد أسهم في مسيرته العملية.. والسواحه: دعم القيادة حقق المنجزات لأبناء وبنات الوطن    كلاسيكو مرتقب يجمع ليفربول ومانشستر يونايتد    في ختام الجولة الخامسة من دوري روشن.. القادسية وضمك ضيفان على نيوم والتعاون    أمير مكة: المشروع يعكس اهتمام القيادة بتنمية المنطقة    إصابة الإعلامية نجوى إبراهيم في حادث بأميركا    إنجاز طبي ينهي أزمة زراعة الكلى عالمياً    الإعلام الحقوقي.. ضرورة وطنية مُلحّة    أرتيتا ينتقد ال VAR بعد فوز أرسنال على فولهام    غرينوود يقود مارسيليا لقمة الدوري الفرنسي    «ابن صالح» إمام المسجد النبوي ومربي الأجيال.. توازن بين العلم والعمل    خطيب المسجد الحرام: الثبات على الإيمان منّة من الله    أكثر من 13 مليون قاصد للحرمين الشريفين خلال أسبوع    69 إجمالي الطائرات الإغاثية السعودية لغزة    لائحة لإنشاء الأوقاف وتمويلها عبر التبرعات    التحالف الإسلامي يطلق المبادرة العسكرية "كفاءة" في الغابون    أمير منطقة جازان يطمئن على صحة الأديب إبراهيم مفتاح    د. عبدالحق عزوزي يترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية    أمير منطقة جازان يطمئن على صحة الشيخ العامري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عامان على حرب غزة.. انتهت ولم تنطفئ نيرانها
نشر في الرياض يوم 16 - 10 - 2025

استشهاد 76,639 فلسطينياً
تعرض 169,583 شخصاً للإصابة منذ بداية الحرب
قتل أكثر من 20,000 طفل
توقف صوت أزيز الرصاص وانطفأت نيران الصواريخ وأصوات القصف بعد عامين من حربٍ إسرائيلية طاحنة أتت على الأخضر واليابس في قطاع غزة، إلا أن نيرانها ما زالت مستعرة في قلوب المواطنين الفلسطينيين على أحبة رحلوا، وبيوت سُوَّيت بالأرض وأصبحت أثراً بعد عين، ومرضى أنهكتهم الحرب ينتظرون بفارغ الصبر جرعة علاج لم يعرف مصيرهم بَعد، ومستقبل تعليم يمضي إلى المجهول، وحياة ستبدأ من نقطة الصفر.
وبعد توقف الحرب يشهد قطاع غزة حرباً أخرى بدأت تتضح معالمها بعد الانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق القطاع عشية إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مساء التاسع من أكتوبر الجاري، لتبدأ معركة جديدة في محاولة لملمة ما تبقى من الحياة في ظل الدمار الهائل، والنهوض بالخدمات الأساسية المنهارة من جديد.
المعاناة اليومية
يواجه أكثر من 2.4 مليون شخص في قطاع غزة واقعًا مأساويًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل عامين، حيث عاشوا 732 يومًا من القصف، التجويع، وعمليات التهجير القسري، أكثر من 80 % من مساحة القطاع خضعت لسيطرة الاحتلال المباشرة أو غير المباشرة، في حين لحق الدمار الشامل بنحو 90 % من البنية التحتية، ما ترك المدنيين في حالة من الانعدام شبه الكامل للأمن والحياة الكريمة.
الشهداء والمفقودون
سجلت الحرب منذ بدايتها استشهاد 76,639 شخصًا، بينهم 67,139 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات و9,500 مفقود تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول، فيما شكل الأطفال والنساء والمسنون 55 % من الضحايا، حيث استشهد أكثر من 20,000 طفل و12,500 امرأة، وبلغ عدد الأمهات الشهيدات نحو 9,000 والآباء 22,426.
واستهدف الاحتلال أيضًا الطواقم الطبية والصحفيين وموظفي البلديات، مما أدى إلى فقدان آلاف الكوادر الحيوية في القطاع المدني، كما فقد أكثر من 2,000 رضيع حياتهم، إلى جانب 1,015 طفلًا دون عام واحد، فيما أدت الظروف الإنسانية القاسية إلى وفاة 460 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفلاً.
وأدى نقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض إلى وفاة نسبة 42 % من مرضى الكلى، كما سُجّلت أكثر من 12,000 حالة إجهاض بين الحوامل نتيجة الظروف القاسية.
الإصابات والاعتقالات
تعرض 169,583 شخصًا للإصابة منذ بداية الحرب، منهم أكثر من 19,000 بحاجة لتأهيل طويل الأمد، وشمل ذلك 4,800 حالة بتر، و1,200 حالة شلل و1,200 حالة فقدان بصر، بالإضافة إلى إصابة 433 صحفيًا.
وشهدت الاعتقالات استهداف أكثر من 6,700 مدني، منهم 362 من الكوادر الطبية و48 صحفيًا و26 من الدفاع المدني.
وأدت الحرب إلى تشريد أعداد هائلة من الأطفال والأرامل، حيث بلغ عدد الأطفال الأيتام 56,348 وعدد الأرامل 21,193، فيما أصيب أكثر من مليوني شخص بأمراض معدية نتيجة النزوح القسري.
إبادة القطاع الصحي
لم ينجُ القطاع الصحي من استهداف الاحتلال، فقد دُمر 38 مستشفى و96 مركزًا للرعاية الصحية، واستهدفت 197 سيارة إسعاف و61 مركبة دفاع مدني، بينما شهدت الخدمات الصحية أكثر من 788 هجومًا على مرافقها ومركباتها وسلاسل الإمداد، هذا الاستهداف المتواصل حال دون تقديم الرعاية الطبية الكافية للسكان، وعرض آلاف المرضى المزمنين والحوامل والرضع للخطر المباشر. وأكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن شأنها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد. وذكر التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر (54 % من السكان) يواجهون المرحلة الرابعة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد «الطارئ»، ويواجه 396 ألفاً (20 % من السكان) المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد «الأزمة».
وقالت وكالات الأمم المتحدة إن «التطورات الأخيرة، بما فيها تصاعد القتال وتكرار النزوح وتشديد الحظر على الوصول الإنساني، فاقمت الوضع الإنساني». وذكرت أن الأثر التراكمي لتلك العوامل دفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة حيث يقيد بشدة وصول غالبية السكان إلى الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
كما شدد الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 مارس حصاره المفروض على قطاع غزة، وأغلق المعابر أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. وأكدت وكالة /الأونروا/ أن 1.9 مليون شخص نزحوا قسراً في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من سكان القطاع نزحوا مرة واحدة على الأقل.
وأعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص جراء العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة منذ منتصف مارس الماضي.
من ناحية أخرى حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن التعافي من الأضرار البيئية في غزة قد يستغرق عقودا.
وأكد البرنامج، أن الوضع البيئي في غزة شهد تدهورا كبيرا في جميع المؤشرات تقريبا منذ التقييم الأخير الذي أجري في شهر يونيو 2024. وأشار إلى أن إمدادات المياه العذبة باتت شحيحة للغاية وأن كمية كبيرة مما تبقى منها ملوث.
تدمير المدارس والجامعات
تضررت 95 % من مدارس غزة فيما تحتاج أكثر من 90 % من المباني التعليمية إلى إعادة بناء شاملة، وتعرض 668 مبنى مدرسيًّا للقصف المباشر، ودُمّرت كليًا 165 مؤسسة تعليمية، وجزئيًا 392 مؤسسة.
وحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم العالي، فإن الاحتلال دمر أكثر من 179 مدرسة حكومية بالكامل، و118 مدرسة حكومية تعرضت لقصف وتخريب، وأكثر من 100 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تعرضت لقصف وتخريب، فيما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عال لأضرار بالغة، وجرى تدمير أكثر من 63 مبنى تابعًا للجامعات بشكل كامل.
وسجلت الوزارة استشهاد أكثر من 18069 من طلبة المدارس وجرح أكثر من 26391 آخرين، واستشهاد أكثر من 1319 من طلبة الجامعات وجرح أكثر من 2809 آخرين منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة وحتى 30 سبتمبر الماضي، فيما استشهد 1016 من الكوادر التعليمية في المدارس والجامعات وجرح أكثر من 4667 كادرًا.
وقالت الوزارة، إن 30 مدرسة في غزة بطلبتها ومعلميها أزيلت من السجل التعليمي. وحرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من حقهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر 2023، عدا عن عشرات الآلاف الذين بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.
وتسببت حرب الإبادة في حرمان أكثر من 70 ألف طالب وطالبة من مواليد 2006 و2007 من التقدم للامتحان.
كما عملت الوزارة على افتتاح مدارس افتراضية، إلى جانب توفير مساحات تعليمية وجاهية.
من جهته قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استهداف الجيش الإسرائيلي المنهجي وواسع النطاق للجامعات والأعيان الثقافية قضى على آخر مظاهر الحياة في قطاع غزة، في جانب آخر من تكريس جريمة الإبادة الجماعية التي نفذها منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة أدت إلى تعطيل كامل للعملية التعليمية في كافة الجامعات والكليات الجامعية والمجتمعية، إلا أن التداعيات الوخيمة لم تتوقف عند ذلك. إذ إن ثلاثة من رؤساء الجامعات قتلوا في غارات إسرائيلية إلى جانب أكثر من (95) من عمداء وأساتذة الجامعات، من بينهم (68) شخصية تحمل درجة البروفيسور، في وقت تم حرمان (88) ألف طالبة وطالب من مواصلة تلقي تعليمهم الجامعي، وتعذر على (555) طالب وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج.
ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن (5) من أصل (6) جامعات في قطاع غزة تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي بفعل عمليات الاستهداف الإسرائيلي، منها (3) تم تدميرها بشكل كامل، بحسب نتائج الإحصاء الأولى لحدة التدمير الإسرائيلي المستمر في القطاع.
دور العبادة والمقابر
تعرضت دور العبادة والمساجد الى تدمير ممنهج، حيث دُمّرت 835 مسجداً كليًا و180 جزئيًا من أصل 1244 مسجدًا في القطاع، بينها مساجد مملوكية وعثمانية يزيد عمر بعضها على سبعة قرون.
واستهدفت ثلاث كنائس بشكل متكرر، بينما دُمّرت 40 مقبرة من أصل 60، كما سرق الاحتلال أكثر من 2,450 جثمانًا، وأقيمت سبع مقابر جماعية داخل المستشفيات، انتُشل منها 529 شهيدًا، مما يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة للحقوق الدينية والمدنية.
السكن والنزوح القسري
بلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة بالكامل حوالي 268,000، فيما دُمّرت 148,000 بشكل بليغ وغير صالحة للسكن، و 153,000 جزئيًا.
وفقدت أكثر من 288,000 أسرة منازلها، ونزح نحو 2 مليون مدني بسبب التهجير القسري، بينما أصبحت مراكز الإيواء المستهدفة 293 مركزًا، ما جعل آلاف المدنيين ينامون في العراء دون مأوى.
التجويع ومنع المساعدات
أغلق الاحتلال المعابر لفترات تجاوزت 220 يومًا، ومنع دخول أكثر من 120,000 شاحنة مساعدات ووقود، كما استهدف 47 تكية طعام و 61 مركز توزيع مساعدات، وقتل 540 عاملًا في المجال الإغاثي. ما يزيد الوضع مأساوية هو معاناة 650,000 طفل من سوء التغذية و40,000 رضيع مهدد بالموت بسبب نقص الحليب، كما منع الاحتلال آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج، بينهم 12,500 مريض سرطان و350,000 مريض مزمن، إضافة إلى 107,000 امرأة حامل ومرضعة في خطر.
تدمير البنية التحتية
تدمّر قطاع غزة بالكامل، حيث خرج 725 بئرًا مركزية و134 مشروع مياه عن الخدمة، ودُمرت شبكات الكهرباء الممتدة على 5,080 كم، و2,285 محولة توزيع كهرباء، و 235,000 عداد كهربائي، كما فقد سكان غزة أكثر من 2,123 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء.
ودُمرت شبكات المياه والصرف الصحي بطول 700,000 متر لكل منهما، فيما دُمّرت 3 ملايين متر طولي من الطرق والشوارع، و247 مقرًا حكوميًا، و292 منشأة رياضية وملاعب، و208 مواقع أثرية وتراثية.
الزراعة والثروة الحيوانية
تضررت أكثر من 94 % من الأراضي الزراعية، ودُمّرت 1,223 بئرًا زراعية و665 مزرعة حيوانية. تقلصت الأراضي المزروعة بالخضروات من 93,000 دونم إلى 4,000 دونم، فيما تضررت أكثر من 85 % من الدفيئات الزراعية. وانخفض إنتاج الخضروات السنوي من 405,000 طن إلى 28,000 طن فقط، بينما تأثرت الثروة السمكية بالكامل.
الخسائر الاقتصادية
قدّرت الخسائر الأولية المباشرة للحرب بنحو 70 مليار دولار، شملت القطاعات الحيوية كافة: الصحة (5 مليارات دولار)، التعليم (4 مليارات)، الإسكان (28 مليار)، الديني (مليار)، الصناعة (4 مليارات)، التجارة (4.5 مليارات)، الزراعة (ملياران)، الإعلام، النقل، الكهرباء، الخدمات البلدية، في حين تكبد القطاع المنزلي خسائر بنحو 4 مليارات دولار.
مفقودون بالآلاف
وخلال عامين بلغ عدد الشهداء والمفقودين حوالي 77 ألف شهيدٍ ومفقود، وصل منهم إلى المستشفيات أكثر من 67 ألفاً، بينما لا يزال 9,500 فلسطيني في عداد المفقودين.
وعليه، فقد بدأ جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بانتشال الشهداء الذين وصل عددهم أكثر من 150 شهيداً مُنذ الجمعة، فيما تلقى أكثر من 75 نداء استغاثة منذ فجر اليوم السبت، بينما يحتاج بشكل عاجل لآليات حديثة لإزالة الركام وانتشال الشهداء، والاستجابة للنداءات.
وعلى الصعيد الإسكاني، دمّر الاحتلال قرابة 300 ألف وحدة سكنية كلياً و200 ألف أخرى بشكل بليغ أو جزئي، ما أدى إلى تهجير نحو مليوي إنسان قسراً، وتكدسهم في خيام مهترئة غير صالحة للعيش، عاشوا فيها ظروفاً قاسية إلى أبعد الحدود، وفقاً لبيانات الإعلامي الحكومي.
ومع عودة نصف مليون نازح الى مدينة غزة، أوضح الدفاع المدني أنه لا خيام ولا بيوت متنقلة لإيواء العائدين من جنوبي القطاع إلى شماليه، بينما يتكدس الركام ويُغلق الطرقات.
ركام بملايين الأطنان
وفي السياق، أكد رئيس بلدية غزة يحيى السراج، أن إعادة فتح المدينة عملية معقدة، في غياب آليات متطورة، وفي ظل حجم الدمار الهائل الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية، وعمليات القصف والنسف والتدمير.
ويقول السراج في تصريحات إعلامية، إنه لا يوجد شارع في غزة إلا تضرر، وأن أكثر من 85 % من إجمالي الآليات الثقيلة دمرها الاحتلال، وهو ما يعرقل عمليات البلدية لتأهيل المدينة.
وبين أن طواقم البلدية تعمل تحت ضغوط ضخمة، في غياب الإمكانيات وجراء الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال.
ولا يختلف الحال في خان يونس التي دمرت بنسبة 85 % وفق ما أعلنه رئيس بلديتها علاء الدين البطة، موضحاً أن نحو 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة، بينما تدمر 300 كيلومتر من شبكات المياه.
وتفيد تصريحات «البطة» أن 75 % من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمر، مردفا أنه على البلدية التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في خان يونس.
وتعمل 9 فرق عمل على فتح الطرق في خانيونس، إلا أنها تحتاج إلى وقود الديزل لإنجاز المهمة، وآليات حديثة للتعامل مع الركام، ومولدات كهرباء لاستبدال المولدات المدمرة والمتهالكة.
34 صحفية
تزايدت جرائم وانتهاكات الاحتلال ومستعمريه بحق الصحفيين خلال العامين الماضيين، عبر الملاحقات والمضايقات المستمرة للصحفيين والإعلاميين الرقميين.
وأظهرت بيانات رصد لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، ارتفاع حجم هذه الانتهاكات بشكل متدرج خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، مع تصاعد ملحوظ خلال عام 2025 حتى بداية أكتوبر، حيث تم توثيق استشهاد 252 شهيدًا، من بينهم 34 زميلة صحفية ارتقوا بنيران جيش الاحتلال في عدوانه على أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي يتعرض لجرائم متواصلة متصاعدة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وكان عام 2023 الأكثر قسوة بحق الصحفيين، حيث استشهد 102 صحفي وعامل في القطاع الإعلامي ونشطاء على مواقع التواصل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات وتدمير المؤسسات الإعلامية، مع استهداف مباشر للصحفيين الميدانيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي عام 2024، استشهد 91 صحفيًا مع استمرار الجرائم بوتيرة مرتفعة، شملت الاعتقالات الميدانية والمضايقات الإلكترونية وتدمير المعدات الإعلامية، مع ارتفاع عدد الإصابات الجسدية أثناء التغطية. ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 59 صحفيًا، وسجلت بيانات اللجنة زيادة ملحوظة في الاستهداف المباشر للحياة والممتلكات الصحفية، مع ارتفاع عدد الصحفيات المستشهدات ووقوع اعتداءات جسدية مباشرة أثناء التغطية.
تدمير المكاتب الصحفية
دمر جيش الاحتلال أكثر من 150 مكتبًا ومؤسسة إعلامية منذ عام 2023، بما في ذلك مكاتب تم استصلاحها بمدينة غزة، على النحو التالي:
في عام 2023 تم تدمير 90 مؤسسة إعلامية ومكتباً، عام 2024 دمر الاحتلال 30 مؤسسة صحفية، وهذا العام تم تدمير 20 مؤسسة إعلامية ومكتباً.
ولم تتوانَ قوات الاحتلال عن استهداف الصحفيين في منازلهم، ما أسفر عن استشهاد أطفال وأمهات وآباء وأزواج وأخوة وأخوات، إضافة إلى أقاربهم، كما أصيب 255 صحفياً برصاص الاحتلال منذ بدء العدوان. كما استخدمت قوات الاحتلال هذه القنابل لإلحاق ضرر أكبر بالصحفيين، حيث تم نقل العشرات منهم إلى المستشفيات.
اقتصاد مشلول
ويعيش اقتصاد القطاع حالة شلل شبه كامل، بمرور عامين على حرب الإبادة بخسائر إجمالية تجاوزت 70 مليار دولار، بينما تراجعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الفلسطيني إلى 3 % فقط.
وفقد القطاع الصناعي، وفقاً لخبراء اقتصاد أكثر من 90 % من قدرته الإنتاجية بعد تدمير مئات المصانع والمنشآت، لتتراجع مساهمته من 20 % إلى أقل من 2 %.
وعلى صعيد الزراعة فقد دمَّر الاحتلال القطاع الزراعي بنسبة 95 % بعد تجريف آلاف الدونمات الزراعية، ما أدى إلى فقدان الاكتفاء الذاتي وارتفاع أسعار الخضروات بأكثر من عشرة أضعاف.
وفي المقابل تهاوى القطاع التجاري تحت وطأة الحصار ومنع إدخال المواد الخام، لتتجاوز خسائره 8 مليارات دولار، وخسر أكثر من 100 ألف وظيفة.
بينما يواجه القطاع المالي أزمة سيولة خانقة مع توقف البنوك وانتشار السوق السوداء التي تفرض عمولات تصل إلى 40 % على الحوالات النقدية، لتتحول العملة إلى سلعة نادرة وترتفع الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
500 ألف عامل
قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، إن حرب الإبادة على غزة أدت إلى تعطل أكثر من 507 آلاف عامل فلسطيني عن أعمالهم لأكثر من عامين، وتكبّد الاقتصاد الفلسطيني خسائر كبيرة جدا.
كما حرمت الإبادة الإسرائيلية آلاف العمال من الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي عام 1948، ما تسبب بخسائر شهرية تتجاوز ملياراً وثلاثمئة وخمسين مليون شيكل.
وأشار الباحث الاقتصادي محمد أبو جياب إلى أنّ حرب الإبادة تسبب بتعطيل نحو 93 % من القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية، التي تضم مئات آلاف العمال، ومنهم عمال المياومة الذين يعتمدون على دخلهم اليومي لتوفير متطلبات عوائلهم، وقد أدت خسارتهم لمصادر دخلهم إلى تفاقم أوضاعهم المعيشية والمادية سوءاً.
ويقول أبو جياب في تصريح صحفي له أن التأثيرات الكارثية الصعبة للحصار الإسرائيلي الذي سبق العدوان تسببت في زيادة نسب الفقر والبطالة، فيما جاءت الإبادة لتضاعف تلك النسب، إذ أصبحت نسبة الفقر تتخطى 90 % وفق بعض الإحصاءات.
ويعتقد أن فتح المعابر ودخول المساعدات والبضائع قد يخفف من حدة الأزمة الإنسانية، لكن تراجع تداعياتها الاقتصادية مرتبط بعملية الإعمار وخطط الإنعاش الاقتصادي.
توقف المخابز
قال رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي إن مخابز القطاع تعرضت خلال العامين الماضيين لحالة شلل تام نتيجة الحصار والعدوان المتواصل، مؤكداً أن القطاع يعيش واحدة من أسوأ مراحل التجويع في تاريخه الحديث.
وأوضح العجرمي أن أكثر من 85 % من المخابز توقفت عن العمل كلياً منذ ما يزيد على عامين، بسبب انقطاع الوقود والدقيق واستهداف المرافق الإنتاجية، ما حرم ملايين المواطنين من أبسط مقومات الحياة اليومية وهي الخبز. وأشار إلى أن الاحتلال استخدم سياسة «التجويع الجماعي» كأداة من أدوات الحرب، عبر حرمان غزة من المواد الأساسية وتعمد استهداف المخابز والمطاحن والمستودعات، ما أدى إلى أزمات إنسانية متلاحقة. وبيّن العجرمي أن ما تبقى من المخابز العاملة في مناطق محدودة تعمل بإمكانات بدائية للغاية، وغالباً ما تتوقف لساعات طويلة بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الطحين أو الوقود، الأمر الذي يجعل الحصول على رغيف الخبز «حلماً يومياً» للمواطنين. وأوضح أن قطاع المخابز فقد خلال العدوان مئات العاملين بين شهيد وجريح، إلى جانب تدمير عشرات المنشآت الحيوية، مؤكداً أن استمرار هذا الواقع «ينذر بكارثة غذائية حقيقية تهدد حياة السكان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.