خطة ترمب فرصة لوقف العدوان وبدء الحل السياسي في حوار خاص مع «الرياض»، أكد معالي سفير دولة فلسطين لدى المملكة العربية السعودية مازن محمد راتب غنيم، أن المواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية كانت وما زالت مواقف ثابتة ومشرفة منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مرورًا بجميع المراحل التاريخية، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشار معاليه إلى أن القيادة السعودية اليوم تواصل حمل لواء الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، سياسيًا وإنسانيًا ودبلوماسيًا، من منطلق مبدئي أصيل، يعكس التزام المملكة التاريخي تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى. دعم لا يتغير عبر العقود وأضاف السفير مازن غنيم، أن الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية ليس طارئًا أو مرتبطًا بظرف سياسي معين، بل هو موقف متأصل في سياسة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ومرورًا بجميع العهود حتى يومنا هذا، في كل المراحل كانت المملكة إلى جانب فلسطين في جميع المحطات السياسية والإنسانية، تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتسانده في المحافل الدولية دون تردد. وأضاف معاليه: ربما ذاكرة الناس قصيرة ولا تستحضر حجم المواقف التي سُجلت عبر العقود، لكننا في فلسطين ندرك تمامًا أن دعم المملكة لم ينقطع يومًا، بل على العكس تعزز هذا الدعم في هذه المرحلة من خلال جهود ملموسة تقوم بها المملكة على المستويين السياسي والإنساني. وأكد السفير الفلسطيني، أن السنوات الأخيرة شهدت حراكًا سعوديًا كثيفًا لدعم الحقوق الفلسطينية، موضحًا أن المملكة تبنّت سياسة نشطة هدفت إلى حشد الموقفين العربي والدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية. نتائج ملموسة واعترافات جديدة وقال السفير غنيم: إن المملكة نجحت في قيادة تحركات دبلوماسية مؤثرة أسفرت عن مكاسب سياسية حقيقية للقضية الفلسطينية، موضحًا؛ لقد رأينا تحركات كبيرة من المملكة خلال العامين الماضيين، سواء من خلال القمم العربية والإسلامية، أو عبر مؤتمر حل الدولتين، الذي شكّل منصة سياسية قوية لإعادة إحياء الإجماع الدولي حول الحق الفلسطيني. وأضاف: بفضل هذه الجهود، تمكنا من تحقيق اختراقات دبلوماسية مهمة، تمثلت في حصول فلسطين على اعترافات جديدة من دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا، إضافة إلى دول أخرى كأستراليا وكندا، هذه الاعترافات جاءت نتيجة مباشرة للتحركات التي قادتها المملكة. وأشار إلى أن تلك الجهود أسهمت كذلك في عزل إسرائيل دولياً على المستويين الرسمي والشعبي، وقال: نشهد اليوم تحولًا متزايدًا في الرأي العام داخل الغرب، وحتى في الولاياتالمتحدة نفسها، حيث بدأت الأصوات ترتفع ضد سياسات الاحتلال وضد المجازر التي ترتكب في غزة، وهذه التحولات لم تكن لتحدث لولا الحراك الدبلوماسي العربي بقيادة المملكة. خطة ترمب.. بين التحدي والفرصة وحول ما يُعرف ب"مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب" المتعلقة بغزة، أوضح السفير الفلسطيني أن الجانب الفلسطيني يتعامل مع هذه المبادرة بروح من الواقعية السياسية، مضيفا: نحن نثمّن أي جهد يُسهم في وقف المجازر والجرائم بحق أبناء شعبنا في غزة، نتعامل مع هذه المبادرة باعتبارها فرصة حقيقية لوقف العدوان. الأولوية الآن هي إنهاء الحرب ووقف نزيف الدم، وبعد ذلك يمكن الانتقال إلى الملفات السياسية المتعلقة بعملية السلام وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض. وتابع: وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية وإنقاذ أهلنا في غزة هو الخطوة الأولى، تليها مرحلة العمل السياسي وصولًا إلى إنهاء الاحتلال بالكامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس على حدود 1967. الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب وعن استعدادات السلطة الفلسطينية للمرحلة التالية، قال السفير غنيم: مؤسساتنا الفلسطينية تعمل منذ اليوم الأول للعدوان وفق خطط مؤسسية واضحة تشمل الطوارئ والتعافي المبكر وإعادة الإعمار، بالتعاون مع شركائنا الدوليين، نعمل على معالجة آثار الدمار وتأمين الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغذاء ودواء، إلى جانب إعادة بناء ما دمّره الاحتلال، هذه الخطط جاهزة وتنتظر التنفيذ فور توقف الحرب وتهيئة الظروف المناسبة لذلك. وأضاف أن هذه المرحلة تتطلب دعمًا دوليًا واسعًا لتثبيت الاستقرار وضمان عدم تكرار المأساة، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة. مواقف المملكة ودورها التاريخي وعبّر السفير الفلسطيني عن امتنانه للمملكة وقيادتها الحكيمة، وقال: نوجّه شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية على مواقفها الثابتة وجهودها الكبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لدعم القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى استمرار هذا الدعم حتى نيل شعبنا حقوقه المشروعة كاملة. السفير مازن غنيم متحدثاً للزميل مفضي الخمساني (عدسة: بندر بخش)