في مشهدٍ رقميٍّ يتغير بوتيرةٍ غير مسبوقة، برز "سناب شات" كأحد أكثر المنصات تأثيرًا وحضورًا في حياة السعوديين اليومية. من التواصل العائلي إلى سرد القصص الإبداعية، ومن تمكين المبدعين إلى دعم مسيرة التحول الرقمي، أصبحت الكاميرا الصفراء مرآةً حقيقيةً للمجتمع السعودي الشاب والمبدع. في هذا الحوار الخاص مع «الرياض»، يتحدث عبدالله الحمادي، المدير العام لشركة "سناب شات" في المملكة، عن قصة الحضور السعودي في المنصة، واستثمار الشركة في الكفاءات الوطنية، وكيف تتحول التقنية إلى أداة تمكين إنساني وثقافي. "سناب شات" في المملكة.. قصة انتماء قبل أن تكون أرقامًا س: بدايةً، كيف تصفون حضور "سناب شات" في المملكة العربية السعودية اليوم؟ ج: المملكة من أهم وأكبر أسواقنا عالميًا، حيث يضم مجتمع "سناب شات" أكثر من 26 مليون مستخدم نشط شهريًا، وأكثر من 90% من الفئة العمرية بين 13 و34 عامًا يستخدمون التطبيق باستمرار. لكن ما يجعلنا فخورين ليس فقط هذه الأرقام، بل الانتماء الحقيقي الذي نشهده من السعوديين للمنصة. "سناب شات" لم يعد تطبيقًا في السعودية، بل أصبح مساحةً يومية للتعبير والتواصل الصادق، مكانًا يحكي فيه الناس قصصهم بعفوية، ويوثقون لحظاتهم مع الأصدقاء والعائلة. نقول دائمًا: "سناب شات يعيش مع السعوديين، لا بجانبهم"، وهذه العلاقة الفريدة هي ما تصنع الفرق. "الثقافة السعودية وجوهر سناب شات يتشابهان في شيء واحد: العفوية والصدق" س: برأيكم، ما سر هذا الارتباط القوي بين السعوديين والمنصة؟ ج: لأننا فهمنا المجتمع السعودي من الداخل، ولم نحاول تغييره. الثقافة السعودية بطبيعتها مجتمعية ودافئة، تقوم على الصدق، والتعبير العفوي، والخصوصية. وهذه بالضبط هي القيم التي وُلدت عليها "سناب شات". لا توجد عندنا "إعجابات" أو "متابعين"، بل علاقات حقيقية. السعوديون يعبّرون عن أنفسهم على سناب شات بمعدل 2.2 مرة أكثر من أي تطبيق آخر، لأنهم يشعرون أن المنصة تمثلهم وتفهمهم. "سناب شات" هو المنصة التي تعكس شخصيتهم الحقيقية.. بلا تصنع ولا زيف "نحن لا نعرض حياةً مثالية على سناب شات، بل نُظهر الحياة كما هي: جميلة ببساطتها." التوسع في الرياض.. أكثر من مكتب، بل مركز لصناعة الإبداع س: ماذا يمثل افتتاح مكتب "سناب شات" في الرياض بالنسبة لكم؟ ج: افتتاح مكتبنا الجديد في حي جاكس بالدرعية يمثل محطة مهمة في رحلتنا. هو أكثر من مقر إداري، إنه رسالة التزام تجاه المملكة ومجتمعنا الإبداعي. أنشأنا فيه أول "مجلس سناب لصناع المحتوى" (Majlis Snap for Content Creators) في المنطقة، وهو مساحة مخصصة لتطوير وتمكين صنّاع المحتوى السعوديين. من خلاله، نقدم ورش عمل، تدريبًا عمليًا، وإرشادًا للمبدعين حول كيفية بناء حضور فعّال ومستدام على المنصة. "نريد أن تكون العدسة القادمة التي تُدهش العالم سعودية الصنع." هذا التوسع يعكس إيماننا بأن السعودية ليست فقط سوقًا للتقنية، بل بيئة خصبة للإبداع الرقمي وريادة المحتوى. الاستثمار في الإنسان السعودي.. من البرنامج الأول إلى النسخة الثانية س: كيف يسهم "سناب شات" في تمكين الكفاءات المحلية؟ ج: نؤمن أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأذكى والأكثر استدامة. لدينا اليوم فريق سعودي يقود العديد من عملياتنا المحلية، ونفخر بأن نسبة كبيرة من موظفينا في المملكة هم من الكفاءات الوطنية الشابة. ولأننا نؤمن بدور الشباب، أطلقنا برنامج تطوير الخريجين السعوديين (Snap Graduate Development Program) الذي استهل نسخته الثانية في أغسطس 2025، استمرارًا لجهودنا في تمكين المواهب السعودية ورفع كفاءتها ضمن قطاعي التقنية والإعلام الرقمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. يستمر البرنامج لمدة 12 شهرًا، ويُعد من المبادرات النوعية التي تركز على التدريب العملي والإرشاد المهني، حيث يمنح ستة خريجين سعوديين خبرات متنوعة تشمل مجالات الشراكات مع المواهب، الاتصالات، الاستراتيجية الإبداعية، وحلول الأعمال، وذلك ضمن بيئة عمل دولية قائمة على نقل أفضل الممارسات العالمية وتطبيقها محليًا. منذ انطلاقته الأولى، أثبت البرنامج أنه جسر فعلي بين التعليم وسوق العمل، إذ يمنح المشاركين فرص تدريب عملية، وإشرافًا مباشرًا، وتدويرًا وظيفيًا يُمكّنهم من اكتشاف مساراتهم المهنية واكتساب مهارات متعددة. بعض خريجي النسخة الأولى التحقوا بوظائف داخل "سناب" أو في شركات تقنية أخرى، وهو ما يعكس قيمة البرنامج وتأثيره. لقد أظهرت التجربة الأولى القيمة الحقيقية للتدريب العملي الممنهج، ونتطلع هذا العام إلى تكرار النجاح مع دفعة جديدة من الخريجين. هدفنا هو أن نُمكّن المشاركين من بناء مهاراتهم بما يتناسب مع احتياجات السوقين المحلي والعالمي، وأن نُسهم في إعداد كوادر سعودية تقود مستقبل الإعلام الرقمي. "كل خريج سعودي نراه اليوم في سناب هو مشروع قائد رقمي للغد." "الواقع المعزز".. عندما تلتقي التقنية بالثقافة س: الواقع المعزز من أبرز بصمات "سناب شات". كيف ترونه في السياق السعودي؟ ج: الواقع المعزز بالنسبة لنا ليس ترفًا تقنيًا، بل أداة إنسانية وثقافية. اليوم، أكثر من 85% من مستخدمي سناب شات في السعودية يتفاعلون مع عدسات AR يوميًا، و80% منهم يرونها جزءًا من حياتهم اليومية. لقد أصبحت تقنيات الواقع المعزز في "سناب شات" جزءًا من الحياة اليومية في المملكة، سواء من خلال العدسات التي ترافق الفعاليات الثقافية والترفيهية الكبرى، أو عبر مبادرات تعكس الثقافة المحلية بطريقة مبتكرة. من أبرز هذه المبادرات مجموعة أزياء بيتموجي سعودية التي مكنت المستخدمين من التعبير عن هويتهم من خلال شخصيات رقمية ترتدي الأزياء التقليدية السعودية، مما جعلها رمزًا فريدًا للأصالة في العالم الرقمي. كما عملنا مع عدد من المبدعين السعوديين لتطوير عدسات تحاكي معالم وطنية ورموزًا ثقافية محلية، لتتحول الكاميرا إلى مساحة إبداع تجمع بين التقنية والفن والتراث، وتُظهر للعالم روح السعودية المتجددة التي تجمع بين الأصالة والابتكار. "الواقع المعزز عندنا لا يُخفي الواقع.. بل يُضيئه." من التسوق إلى الاقتصاد الرقمي.. كيف تُسهم سناب في النمو المحلي؟ تُظهر الدراسات الحديثة أن السوق السعودي يمتلك قوة شرائية تتجاوز 366 مليار دولار، وأن جيل الشباب يقود تحوّلًا نوعيًا في سلوك التسوق الرقمي. وقد أثبتت البيانات أن 22% من السعوديين يبدؤون التخطيط لمشترياتهم في أكتوبر، لتبدأ الموجة بالتصاعد حتى تبلغ ذروتها في نوفمبر، ما يجعل هذه الفترة موسماً حيويًا للعلامات التجارية. وخلال هذا الموسم، يُسجل شهر أكتوبر أدنى تكلفة للإعلانات الرقمية (CPM) بنسبة تقل عن غيره من أشهر الربع الرابع بنحو 20%، مع تحقيق أداءٍ أعلى في معدلات المشاهدة والاستكمال بنسبة تتراوح بين 15% و31%. كما أظهرت دراسات Snap أن الإعلانات عبر الواقع المعزز وعدسات الكاميرا تحقق انتباهاً يفوق المنصات الأخرى بخمس مرات، في حين يؤكد 79% من المستخدمين أن المحتوى الذي يقدمه صُنّاع المحتوى والمؤثرون على سناب شات يُلهمهم لاتخاذ قرار الشراء. المتسوق السعودي اليوم هو متسوق اجتماعي بطبعه؛ إذ يرى نحو 89% من المستخدمين أن سناب شات هو أفضل وسيلة للتسوق مع الأصدقاء حتى وإن لم يكونوا في المكان نفسه، فيما قال 88% منهم إنهم اكتشفوا منتجات وعلامات جديدة خلال مواسم العروض عبر المنصة. كل ذلك يعكس حقيقة واضحة: أن "سناب شات" لم يعد مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل، بل أصبح منصة تسوق مؤثرة تربط العلامات التجارية بجيل جديد من المستهلكين، ممن يبحثون عن التجارب التفاعلية والتواصل الإنساني خلف كل عملية شراء. "نحن في سناب نساعد العلامات التجارية على الوصول إلى جمهورها بطريقة واقعية، إنسانية، وتفاعلية – لا عبر الإعلانات فقط، بل من خلال قصص حقيقية ترويها العدسة." "تلقانا على سناب".. حين تصبح الحكايات مرآة للمجتمع س: بعد أكثر من عشر سنوات من حضوركم في المملكة، كيف تصفون علاقتكم بالمجتمع السعودي؟ ج: فخورون بهذه الرحلة. من خلال حملتنا الأخيرة "تلقانا على سناب"، احتفلنا بعشر سنوات من القصص السعودية التي صنعتها المنصة قصص من العائلة، والمواهب، والضحك، والنجاح. "سناب شات" أصبح مساحة تعكس الروح السعودية كما هي: بسيطة، دافئة، ومليئة بالحياة. "نروي قصة السعودية على سناب، لا قصة سناب في السعودية." كلمة أخيرة "سناب شات" اليوم ليس مجرد منصة اجتماعية، بل شريك في رحلة التحول الرقمي للمملكة. نستثمر في الشباب، في الإبداع، وفي المستقبل. التقنية ستتغير دائمًا، لكن التواصل الحقيقي ذلك الذي يولد من القلب سيبقى جوهر كل ما نفعله. "حين نرى شابًا سعوديًا يبدع بعدسته.. نعلم أن المستقبل يُكتب هنا، في السعودية."