في مشهدٍ مؤثر داخل معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحت شعار "الرياض تقرأ"، وقّعت الكاتبة ريما الدريجان كتابها الأول "حين تهمس الحياة"، لتقدّم من خلاله تجربةً ملهمة تتجاوز حدود الأدب إلى عمق الإرادة الإنسانية. ريما، المصابة بمتلازمة موركيو، جسّدت بإبداعها أن الجسد قد يقف عند حدوده، لكن الوعي لا يتوقف عن التمدد. فالمتلازمة النادرة، التي تؤثر على العظام والعمود الفقري دون أن تمس القدرات العقلية، لم تمنعها من تحويل معاناتها إلى طاقةٍ معرفية تفيض بالأمل. تقول ريما في مقدمة كتابها: "أكتب لأحتفي بما بعد الألم"، واضعةً بذلك فلسفة عملها القائم على تجاوز الألم نحو المعنى، وتحويل الضعف إلى مساحةٍ للتأمل والنور. ويأتي كتابها ليعيد تعريف العلاقة بين الجسد والروح، وليبرهن أن الإبداع فعل وعيٍ قبل أن يكون نتاج قوة. ويؤكد حضور ريما في "كتاب الرياض" على الدور الإنساني المتنامي للمعرض، الذي أصبح فضاءً يحتفي بالتنوع الإنساني ويحتضن المبدعين من مختلف الفئات. فالإبداع، كما يبرزه هذا الحضور، لا تحدّه الإعاقة، بل يتجلّى حين تصغي الحياة لِمَن يهمسون بإصرارهم رغم الصعاب.