2000 دار نشر ووكالة.. زيادة العرض وتنوّع الأنشطة تميّز معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 بمؤشرات واضحة ساهمت في نشر ثقافة القراءة بين فئات متعددة من المجتمع؛ وخلال هذا التقرير الصحفي سنلمس قياس إسهامات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 في نشر ثقافة القراءة بين فئات المجتمع.وفيما يلي قراءة رقمية ومنهجية لتلك الإسهامات، مع ذكر المصادر والإحالات حيث أمكن. «مؤشرات حجمية» بلغ عدد دور النشر المشاركة: نحو 2000 دار نشر ووكالة من أكثر من 25 دولة، ما يعكس اتساع العرض وتنوّع العناوين المتاحة للزوار. كما أن عدد الفعاليات والبرامج كبير ويفي بمعرض كمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي تهافتت عليه الأمم من كل حدب وصوب. فالبرنامج الثقافي احتوى على أكثر من 200 فعالية (ندوات، ورش عمل، أمسيات توقيع/شعر، برامج للأطفال)، وشارك نحو 115 متحدثاً من داخل المملكة وخارجها. ومدة المعرض: 10 أيام متواصلة (2–11 أكتوبر 2025) مع تكرار جلسات موجهة لفئات متعددة (طلاب، عائلات، مهتمون). وهذه الأرقام تُعد مؤشرات أولية ولكنها محورية تخللها زيادة العرض وعدد دور النشر، وتنوّع الأنشطة الذي يرتبط عادة بزيادة فرص الوصول إلى قراء جدد وفئات عمرية مجدّدة ، وتأثير المعرض على فئات المجتمع رقميّاً ونوعيّاً كبيراً. «تخصيص الفعاليات» ومن أهم الفعاليات التي شهدها المعرض هذا العام الطلاب والجيل المدرسي، وآليات الوصول، ويقوم المعرض سنوياً بتخصيص فعاليات مدرسية وورش أطفال وبرامج أطفال، ما يسهّل استقطاب أعداد كبيرة من الطلبة خلال أيام المعرض؛ وعلى مستوى الإقليم، ومبادرات مثل «تحدي القراءة العربي» تُظهر أن الحراك المدرسي القائم في المنطقة يوفّر بنية تحتية ثقافية حيث مشاركة ملايين الطلاب إقليمياً، ما يكمل أثر المعارض المحلية في تحفيز القراءة المدرسية. وسجل التحدي مشاركة متزايدة وصلت إلى عشرات الملايين في مواسم سابقة. والقياس الميداني المقترح يكمن في مقارنة أعداد زيارات المدارس لأيام المعرض وسجلات استلام مجموعات الكتب التعليمية ويُنصح أن تنشر الهيئة أرقام الزيارات المدرسية تفصيلياً لتقييم الأثر بدقة. ومن ناحية الشباب والبالغون وخصوصا بأعمار (18–35) فقد جذبهم المحتوى المعاصر، ومن أهم ذلك إدراج جلسات عن الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الصحافة، وريادة الأعمال الثقافية ما جذب شرائح شبابية كبيرة، وهذا يساهم في تحويل القراءة إلى وسيلة وظيفية ومهنية لا تقتصر على الهواية فقط. وهذا الاندماج يُترجم عادة بارتفاع استهلاك كتب مهنية وتقنية، وهو ما تدعمه مؤشرات نمو سوق الكتب الإلكتروني في السعودية ، وتظهر تقديرات سوقية قيمة ( سوق خدمات الكتب الإلكترونية بالمنطقة). كما أن العائلات والقراء العامّون عايشوا تجربة واقعية للشراء والاكتشاف، فالمعرض كمنصة بيع مباشرة سمحت للمستهلكين بشراء نسخ مطبوعة بأسعار مرضية ؛ كما تُظهر التغطيات الإعلامية تزايداً في أعداد الزائرين من العائلات، ما يزيد من احتمال تحويل الزيارة إلى عادة قراءة منزلية. فالمهنيّون والناشرون شكلوا سوقاً ومجالاً للنشر والترجمة. وتواجد 2000 دار نشر ووجود ضيف الشرف (أوزبكستان) يهيئ فرص عقود ترجمة وتوزيع بين دور نشر مختلفة، وهذا يعد عامل مركزي لتوسيع العناوين المترجمة والمتوفرة للقارئ العربي وبالتالي رفع تنوّع الخيارات أمام الجمهور. «أسس نجاح» ومع استمرار الدعم الكبير من وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة، فإن معرض الرياض مرشح لأن يصبح خلال سنوات قليلة أحد أهم المعارض العالمية القادرة على تصدير الفكر والكتاب السعودي إلى العالم، وتأكيد أن الرياض ليست فقط عاصمة الكتاب العربي، بل منصة للفكر الإنساني المشترك. ولابد من الاستمرار بالتطوير والإبداع فلقد أصبحت معارض الكتاب العالمية اليوم أكثر من مجرد منصات لعرض الكتب وبيعها، إذ تحوّلت إلى مواسم ثقافية شاملة تجمع بين الفكر والإبداع والصناعة والتقنية، وتستقطب مئات الآلاف من الزوار والناشرين والمثقفين من مختلف دول العالم. وفي هذا الإطار، يُعَدُّ معرض الرياض الدولي للكتاب من أبرز التجارب الثقافية العربية التي نجحت في إعادة تعريف مفهوم المعرض ليكون واجهة حضارية للمملكة ومركزًا للحوار الثقافي العالمي، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمامه للاستفادة من أسس النجاح التي أرستها المعارض الدولية الكبرى. لقد رسم معرض الرياض الدولي للكتاب رؤية واضحة وهوية مميزة، ومن أهم أسرار نجاح معارض الكتاب العالمية امتلاكها هوية ثقافية مميزة ورؤية موضوعية واضحة، حيث تتبنى العديد منها شعارًا سنويًا يعبّر عن فكرة إنسانية أو أدبية كبرى، مثل: «الترجمة» والتي تعد «جسر الحضارات» أو «القراءة من أجل المستقبل». ويمكن لمعرض الرياض الدولي للكتاب أن يعزز هذا النهج من خلال إطلاق محور ثقافي سنوي يعكس رؤية المملكة في بناء مجتمع معرفي مستدام، ويُسهم في توجيه برامج وندوات المعرض نحو قضايا محددة تُثري الحوار الثقافي والفكري. وخلق توازن بين الثقافة والصناعة فالنجاح في معارض مثل فرانكفورت، وغوادالاخارا في المكسيك، وبكين يعود إلى قدرتها على الدمج بين الجانبين الثقافي والتجاري، حيث لا يُنظر إلى الكتاب كمنتج معرفي فقط، بل كصناعة اقتصادية متكاملة. «مواصلة التميز» وفي هذا الجانب، يُمكن لمعرض الرياض الدولي للكتاب أن يواصل مساره المميز في جذب دور النشر المحلية والعالمية، وتنشيط سوق حقوق النشر والترجمة، من خلال إقامة "ملتقى الحقوق الأدبية" ليكون منصة للتبادل الثقافي والاقتصادي، تدعم الكتّاب السعوديين وتفتح آفاقًا للترجمة والنشر العالمي. كما يمكن الاستفادة من تجربة الزائر فهي محور النجاح، فالمعارض العالمية تواي اهتمامًا كبيرًا بتجربة الزائر، من حيث التنظيم وسهولة الحركة ووضوح الجداول وتنوع الفعاليات. ومن خلال التطوير التقني الذي تشهده المملكة، يمكن لمعرض الرياض أن يكون نموذجًا في التحول الرقمي الثقافي عبر إطلاق تطبيق ذكي يوفر خريطة تفاعلية للأجنحة، وجدول الفعاليات، وخدمة حجز التذاكر، ومعلومات حول الكتّاب والندوات، مع استخدام تقنيات الواقع المعزز لربط الزائر بالكتاب والمؤلف بشكل مبتكر. كما أن التنوع والشمول الثقافي مهم حيث تستمد معارض الكتاب قوتها من تنوع برامجها وشمول جمهورها، بحيث يجد فيها الطفل والباحث والناشر والهاوي ما يناسب اهتمامه. ويمكن لمعرض الرياض الدولي للكتاب أن يُكرّس هذا المفهوم من خلال برامج موجهة للفئات المختلفة: فعاليات للأطفال تشجع على حب القراءة. وعقد ورش تدريبية غير تقليدية للشباب حول الكتابة والنشر الرقمي. وعقد منتديات فكرية للباحثين والأكاديميين، وأمسيات شعرية وثقافية تعكس التنوع الثقافي السعودي والعربي. ويمكن للقائمين على معرض الرياض الدولي للكتاب تحويله من مجرد فعالية تقليدية إلى تجربة ثقافية متكاملة ومُلهمة، والخروج من النمطية في فعاليات المعرض وندواته نحو التجديد والإلهام الثقافي، والتحول من العرض إلى التجربة، فلم يعد الزائر يبحث فقط عن شراء الكتب، بل عن تجربة تفاعلية متكاملة. ويمكن للمعرض تجاوز الطابع التقليدي عبر إنشاء مساحات سردية تفاعلية يعيش فيها الزائر أجواء الرواية أو الشعر من خلال المؤثرات الصوتية والضوئية. وتحويل بعض الأجنحة إلى تجارب غامرة تحاكي بيئة الرواية أو حياة الكاتب. وتخصيص منطقة للأطفال واليافعين تجمع بين القراءة واللعب الإبداعي بتقنيات الواقع المعزز. «تجديد وتحديث» من الطبيعي أن الندوات التقليدية باتت أقل جاذبية لجمهور اليوم، ويمكن تطويرها من خلال: تبني أسلوب الحوارات المفتوحة التي تجمع كاتبًا مع جمهور متفاعل دون منصة أو بروتوكول رسمي. وإدخال تقنيات العرض البصري، بحيث تتحول الندوة إلى عرض قصصي بصري مصحوب بالصور والمقاطع. واستضافة جلسات مثل: «اسأل المؤلف» عبر بث حي تفاعلي على المنصات الرقمية. وتشجيع الشباب على إدارة الندوات لتقديم رؤى أكثر حداثة وتنوعًا في الأسلوب والطروحات. والدمج بين الأدب والفنون لتحقيق التنوع الثقافي، ويمكن لمعرض الرياض للكتاب أن يدمج بين الكتاب والفنون عبر معارض مصاحبة للفن التشكيلي مستوحاة من نصوص أدبية سعودية. وكذلك عروض مسرحية قصيرة مأخوذة من روايات سعودية. وإقامة ورش الخط العربي والزخرفة الإسلامية والرسم بالكلمات. وتخصيص جناح للفنون الرقمية والذكاء الاصطناعي في الكتابة والنشر. والانفتاح على الثقافة الرقمية فالتطور التقني يفرض نفسه، لذلك ينبغي مشاركات الكتاب الرقمي والذكاء الاصطناعي في النشر. وإطلاق تطبيق تفاعلي للمعرض يتيح للزائر جدولة فعالياته، والتفاعل المباشر مع الكتّاب، والتصويت لأفضل كتاب أو جناح. وتخصيص منصة للبودكاست الثقافي تبث حوارات مباشرة مع المؤلفين والمؤسسات الثقافية. مع أهمية تعزيز البُعد الاجتماعي والثقافي الوطني بدمج مبادرات مثل: «مجتمعنا يقرأ» أو «القراءة للجميع» لتصل فعاليات المعرض إلى المدارس والجامعات. وتفعيل الشراكات مع الجمعيات الثقافية والمناطق التراثية لإبراز الأدب المحلي (النجدي، الحجازي، الجنوبي الشمالي الشرقي). وإبراز القصص الملهمة من صنّاع المحتوى والقراء المؤثرين كقدوات جديدة للجيل الرقمي. والتوجه نحو «الكتاب الحي» حيث يمكن للمعرض أن يقدم تجربة «الإنسان كتاب»؛ أي أن يلتقي الزوار بأشخاص ملهمين يروون تجاربهم بدلاً من قراءتها، وهي فكرة مطبقة عالميًا ضمن مفهوم «المكتبة البشرية». إن تجاوز معرض الرياض للكتاب مرحلة التقليدية ليس خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة لمواكبة مكانة الرياض كعاصمة للثقافة العربية والعالمية، ولدعم رؤية 2030 في بناء مجتمع معرفي وإبداعي. فحين تتحول القراءة إلى تجربة، والكتاب إلى حوار، يصبح المعرض أكثر من مناسبة ثقافية، ويصبح حدثًا وطنيًا يكتب فصوله الجميع. «أرقام ومؤشرات» ومعدلات القراءة في المجتمع السعودي وفق دراسات واستطلاعات محلية متباينة تشير إلى أن حوالي 34% من العينة تذكر أنها تقرأ في مجالات مختلفة، بينما تُظهر دراسات أخرى تبايناً في الوقت المخصص للقراءة كعادة يومية/سنوية. وهذه الخلفية توضح أن رفع معدلات القراءة يتطلب استمرار برامج تعليمية ومبادرات نقل المعرفة خارج قاعات دور العلم وحجم سوق النشر السعودي وفق تقديرات سوقية، توضح أن سوق النشر في المملكة يُقدَّر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، فيما تشير تقارير تحليلية إلى نمو في سوق الكتب الإلكترونية وخدمات الاشتراكات الرقمية. ونمو السوق يعطى مؤشراً اقتصادياً لإمكانات تحويل الاهتمام المكتسب لدى الزوار إلى استهلاك مستمر. وخلال ملاحظات تحليلية واستنتاجات فإن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد كرافعة كشفية وتكاملية، مثلا: الأرقام (2000 ناشر، 200+ فعالية، 10 أيام) تجعل المعرض أداة فعّالة للوصول إلى شرائح واسعة محلية وعالمية شرط وجود برامج موجهة ومقاييس متابعة وحتى الآن، لا تتوفر إحصاءات رسمية مفصّلة حيث لايزال المعرض قائماً، لنكشف لنا احصائيات المنظمين عن عدد الزوار الإجمالي، وتوزيعهم العمري، أو تأثير الزيارة على سلوك القراءة بعد الحدث. ولقياس فاعلية حقيقية يحتاج المنظمون لجمع بيانات ما بعد الزيارة (استبيانات متابعة، قياس مبيعات لناشرين، واشتراكات رقميّة متعلقة بالكتب المشتراة). والتكامل مع مبادرات تعليمية إقليمية (مثل تحدي القراءة العربي) يعظّم الأثر ويحوّل الزيارات إلى نشاطات قراءة دائمة لدى الطلبة. ومن هنا يمكننا كشف توصيات قابلة للتنفيذ فوراً مثل: إصدار نشرة إحصائية رسمية بعد كل نسخة تتضمّن: إجمالي الزوار، نسبة الزيارات المدرسية، مبيعات تقريبية حسب الفئات العمرية، وأهم الدول المشاركة. وإطلاق مؤشر أثر القراءة سنوياً (نسبة الزائرين الذين يقرؤون بانتظام قبل وبعد المعرض خلال 6 أشهر). وتوسيع الشراكات مع مبادرات المدارس الوطنية والإقليمية لقياس أثر المعرض داخل النظام التعليمي، ودمج زيارات المعرض في مناهج الأنشطة. ومعرض الرياض الدولي للكتاب 2025 له أهمية كبرى حيث يوفّر بنية عرضية قوية كأرقام المشاركة والفعاليات، لرفع ثقافة القراءة بين فئات مجتمعية متنوعة، لكنه ما يزال بحاجة إلى نظام قياس ومتابعة منظمين ومبادرات تكاملية لتحويل الزيارة إلى عادة قراءة مستدامة لجعل الأثر قابلاً للقياس والزيادة، ومن المهم نشر بيانات تشغيلية سنوية وربط المعرض بمبادرات تعليمية ومنصّات رقمية تقيس سلوك القارئ بعد الحدث.