حققت السينما السعودية في الأسبوع الرابع من سبتمبر «21 - 27» حضورًا لافتًا على صعيد شباك التذاكر، حيث بلغت الإيرادات الإجمالية «15.5» مليون ريال، مع بيع أكثر من «321» ألف تذكرة، من خلال عرض «60» فيلمًا تنوعت بين الإنتاجات العالمية والإقليمية، كما أن هذا الزخم يعكس المكانة المتنامية للسينما كجزء من المشهد الثقافي والاجتماعي في المملكة، ويؤكد أن الإقبال على دور العرض أصبح جزءًا ثابتًا من اهتمام الجمهور وحياته اليومية، أيضاً تصدر الفيلم الأمريكي «One Battle After Another» قائمة شباك التذاكر في أسبوعه الأول، محققًا إيرادات وصلت إلى «4.2» ملايين ريال، بعدد تذاكر بلغت «66.8» ألف تذكرة، حيث إن هذا الفيلم الذي جاء ليؤكد حضور السينما الأميركية في السوق المحلي، استطاع أن يجذب الجمهور منذ أيامه الأولى، مستفيدًا من قوته الإنتاجية وقصته التي حملت عناصر الإثارة والتشويق، ويعكس تصدره المبكر قدرة هوليوود المستمرة على اقتناص الصدارة حتى في أسواق تشهد منافسة متنامية من آسيا. كما حل الفيلم الياباني في المرتبة الثانية Demon Slayer: Kimetsu No Yaiba، الذي واصل مساره الناجح للأسبوع الثالث على التوالي، أيضاً سجل الفيلم هذا الأسبوع وحده إيرادات بلغت «2.5» مليون ريال بعدد تذاكر وصل إلى 52 ألف تذكرة، ليرفع حصيلته الإجمالية منذ انطلاق عرضه في المملكة إلى «17» مليون ريال وأكثر من «323.8» ألف تذكرة، كما يرسخ هذا النجاح الكبير مكانة الأنمي كأحد أكثر الأنماط الفنية رواجًا في المملكة، ويكشف عن تحول في ذائقة الجمهور المحلي الذي بات يتعامل مع الأنمي ليس بوصفه منتجًا يابانيًا خاصًا، بل كجزء من المشهد العالمي الذي يجمع بين الترفيه والثقافة البصرية. كذلك السينما الصينية، فقد جاء فيلم The Shadow's Edge في أسبوعه الثاني محققًا إيرادات بلغت «615.8» ألف ريال مع بيع «14.5» ألف تذكرة. ورغم أن أرقامه تبدو أقل مقارنةً بالفيلم الأميركي والياباني، إلا أن وجوده ضمن قائمة شباك التذاكر السعودي يعكس تنامي حضور الإنتاجات الصينية في السوق المحلي، ويشير إلى فضول المشاهد السعودي للتجارب القادمة من الشرق الآسيوي، كما أن الفيلم حمل أسلوبًا مختلفًا في السرد والصورة، وهو ما أضاف قيمة للتنوع الذي يميز العروض السينمائية في المملكة، وأكد أن المنافسة لم تعد محصورة بين هوليوود والأنمي، بل باتت تمتد لتشمل تجارب جديدة قادرة على جذب جمهورها الخاص. كما شهد الأسبوع نفسه استمرار عرض الفيلم الأميركي A Big Bold Beautiful Journey في ثاني أسبوع منذ عرضه في شباك التذاكر، حيث سجل إيرادات وصلت إلى «986.5» ألف ريال، مع بيع «16» ألف تذكرة، كما أن استمراره في المنافسة يؤكد أن السوق السعودي بات قادرًا على استيعاب أكثر من عمل أجنبي في الوقت نفسه، وأن التنوع أصبح جزءًا أساسيًا من تجربة المشاهد. حيث تجمع هذه الأرقام دلالات مهمة على واقع السينما في المملكة، أيضاً يتضح معها أن السوق لم يعد مقتصرًا على نوع واحد من الأفلام أو مدرسة إنتاجية واحدة، بل أصبح ساحة مفتوحة تتجاور فيها الأعمال الأميركية واليابانية والصينية جنبًا إلى جنب، ويعكس هذا التنوع وعيًا جماهيريًا متناميًا، كما يكشف عن قوة السوق المحلي الذي أصبح لاعبًا أساسيًا في الخريطة العالمية، ليس فقط من حيث الأرقام، بل أيضًا من حيث الذائقة التي تتشكل مع تزايد الإقبال، فالحضور المتنامي للأفلام في السعودية لم يعد انعكاسًا للنجاح التجاري فحسب، بل هو أيضًا دليل على تحول حقيقي في اهتمامات الجمهور، وإشارة إلى أن السينما أصبحت جزءًا ثابتًا من تفاصيل الحياة اليومية، تواكب طموحات الأجيال الجديدة وتفتح أمامها آفاقًا أوسع للتواصل مع التجارب العالمية.