في اليوم الوطني تتوشح المملكة باللون الأخضر، وتتوحد القلوب تحت راية التوحيد إيمانًا بالله، ثم ولاءً للقيادة الرشيدة، وتجديدًا للعهد مع الوطن الغالي. إنها لحظة اعتزاز بما تحقق من إنجازات منذ توحيد البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومع مرور خمسة وتسعين عامًا من العز والفخر، جاء شعار هذا العام «عزّنا بطبعنا» ليجسد ما يميز السعوديين من أصالة وقيم راسخة، قيم الكرم والفزعة والطموح التي لم تبقَ مجرد شعارات، بل تحولت إلى ممارسات يومية وإنجازات وطنية نفاخر بها العالم. وتعتبر العمارة لغة تعكس روح المكان وتروي قصة الوطن. ففي اليوم الوطني، تتحول المدن السعودية إلى مشاهد نابضة بالهوية؛ واجهات مستوحاة من الطراز النجدي، ورواشين حجازية تزين البيوت التاريخية، وزخارف وخط عربي يضيء الميادين. مشاريع مثل الدرعية التاريخية والعلا وجدة التاريخية تجسد كيف يمكن للأصالة أن تمتد إلى المستقبل، فتجعل العمارة شاهدًا على الفخر بالماضي والطموح لغدٍ مشرق. وانسجامًا مع رؤية المملكة 2030، جاءت مبادرة العمارة السعودية التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -عرّاب الرؤية- حفظه الله، لتحدد تسعة عشر طرازًا مستوحى من جغرافيا وثقافة مناطق المملكة، في محاولة لدمج الإرث العمراني الأصيل مع المشاريع الحديثة. هذه المبادرة لا تقف عند حدود الشكل، بل تقدم إطارًا مرجعيًا للمكاتب الهندسية والمصممين، وتحث على احترام خصوصية كل منطقة وتحقيق التوازن بين الأصالة والتجديد. ويوازي ذلك «ميثاق الملك سلمان العمراني» الذي يمثل إطارًا وطنيًا يوجّه التصميم العمراني عبر مبادئ أساسية تشمل الإنسان أولاً، الأصالة، الاستدامة، التماسك، جودة الحياة، الإبداع والفعالية، ليكون كل مشروع فرصة لإبراز الهوية السعودية وتلبية متطلبات التنمية الحديثة. ويُعد الشباب السعودي الأقدر على التعبير عن روح المكان بما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من قيم وثقافة متجذرة، وما يعكسونه في مشاريع العمارة والتصميم الداخلي التي تمزج بين الأصالة والحداثة. إبداعاتهم لا تقف عند حدود الشكل، بل تحمل رسائل انتماء واعتزاز بالوطن، وتشكل صورًا حضارية متفردة تجعل من المشهد العمراني علامة بارزة في هوية المملكة. اليوم الوطني ليس مجرد احتفال، بل مناسبة لترسيخ الهوية وتجديد الولاء لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وتعميق الانتماء لهذا الوطن الغالي. ومن خلال العمارة السعودية ومبادراتها الرائدة، تتحول مدننا إلى مرآة تعكس اعتزازنا بتاريخنا وإيماننا بمستقبل أكثر إشراقًا ضمن رؤية المملكة 2030.