تناول سمو ولي العهد في الكلمة الضافية التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى الأربعاء الماضي، عددًا من الإنجازات النوعية التي تحققت خلال مسيرة الرؤية السعودية 2030، التي هي بحق مسيرة وطن، وطن لا يتوقف قادته عن العمل والإنجاز؛ سعيًا نحو مزيدٍ من النجاح والريادة، إذ أن غايتهم التميز ومنافسة الكبار على مستوى العالم، مع تمسكٍ بالجذور والطباع الكريمة المستمدة من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء. ولأن سموه يدرك أن نجاح الرؤية السعودية الشاملة، لا يتحقق بدون المتابعة الدقيقة ومعالجة ما قد يطرأ من سلبيات، فقد أكد -حفظه الله- في كلمته على ما تم من إجراءات؛ لمعالجة ارتفاع أسعار العقار السكني، حيث قال سموه: "إن النمو الاقتصادي القوي الذي تعيشه المملكة اليوم صاحبه ارتفاع في أسعار العقار السكني في بعض مناطق المملكة إلى مستويات غير مقبولة، ما أدى إلى بعض التشوهات في القطاع وتسببها في ارتفاع متوسط تكلفة السكن بالنسبة إلى دخل المواطن، ما استدعى العمل ووضع سياسات تعيد توازن هذا القطاع بما يخفض كلفة العقار، ويتيح خيارات مناسبة ومتعددة للمواطنين والمستثمرين". استعرض سمو ولي العهد واقع الاقتصاد السعودي اليوم، وما يشهده من تحولٍ إيجابيٍ كبير، إذ بلغ الناتج غير النفطي أكثر من 56 % من إجمالي الناتج المحلي، وهذا يتحقق لأول مرة في تاريخ المملكة. وهو بلا شك مؤشرٌ على ما تحقق من إنجازات، وتأكيدٌ على نجاح الاستراتيجيات المرسومة والهادفة لتنويع الاقتصاد؛ الأمر الذي جعل من المملكة مركزاً عالمياً جاذباً للاستثمار، وهو الدافع لأكثر من (660) شركة عالمية اختارت المملكة كمقر إقليمي لها، يُضاف إلى ذلك ما نراه من تقدمٍ ملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي وتوطين الكثير من الصناعات بما فيها الصناعات العسكرية. وأشار سموه الكريم إلى أن العمل جارٍ لتحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية، التي تسير بالتوازي مع الإنجازات الاجتماعية، التي من نتائجها انخفاض نسبة البطالة بين الشباب، وارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل. الحقيقة أن حديث سمو ولي العهد عن الإنجازات التي تحققت، بالتوازي مع حديثه عن بعض المعوقات التي طرأت لاسيما في قطاع الإسكان، وكيف تم التعامل مع تلك المعوقات وإزالتها، إنما هو حديث القائد المُدرك لشروط النجاح والريادة العالمية، قائدٌ استثنائي يعرف ما يُريد تمامًا، وكيف يجعل من بلاده بيئة جاذبةً لكبار المستثمرين من شتى بقاع الأرض، وهو ما تحقق بالفعل إذ تُصنف المملكة "اليوم" ضمن أفضل الوجهات الاستثمارية، وأكثرها أماناً في العديد من القطاعات والمجالات على مستوى العالم.