قتل ستة أشخاص وأصيب 90 بجروح بعضهم في حالة خطرة في انفجار شاحنة صهريج تنقل الغاز في حي مكتظ في شرق مكسيكو الأربعاء، وفق حصيلة جديدة أعلنتها سلطات العاصمة المكسيكية الخميس. وانفجرت الشاحنة أثناء وجودها على جسر في منطقة إيستابالابا المكتظّة بالسكّان في شرق مكسيكو ممّا تسبّب بحريق ضخم، وأدى إلى أضرار مادية جسيمة. وقالت المسؤولة في أجهزة الحماية المدنية ميريام أورزوا الخميس إن 10 أشخاص من بين 90 جريحا غادروا المستشفى فيما لا يزال 23 في حالة حرجة. ونقل بعض المصابين في مروحيات، في وقت شارك مئات المسعفين وعناصر من الجيش في عمليات الإغاثة الطارئة. وتجمّع أقارب ضحايا أمام مستشفيات المدينة، في محاولة للاطمئنان على ذويهم الذين غطت الحروق أجساد بعضهم بالكامل تقريبا. وقال شاب للصحافيين بينما كان يبحث عن والدته في مستشفى "نريد معلومات، ما حدث أمر خطر للغاية". وأمام المراكز الطبية، كثرت مظاهر تضامن السكان المحليين، الذين جاؤوا لتقديم القهوة والخبز لعائلات الضحايا الذين تراوحت أعمارهم بين عام واحد و60 عاما. من جهتها، قالت الرئيسة كلاوديا شينباوم للصحافيين الخميس إنه لا ينبغي السماح بتكرار مثل هذه الحوادث "المأسوية". * "ملابس مشتعلة" - وفتحت النيابة العامة تحقيقا لجلاء ملابسات الانفجار. ووفقا للمعلومات الأولية، كانت الشاحنة الصهريج تنقل ما يقرب من 50 ألف لتر من الغاز لم تكن مؤمّنة لنقل هذا النوع من المواد. وأظهرت مشاهد بُثّت عبر محطات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي لحظة وقوع الانفجار الذي بدا هائلا وأحدث كرة لهب ضخمة. وفي هذه المشاهد تظهر امرأة تحمل بين يديها رضيعا وقد أصيبت ذراعاها ووجهها بحروق، كما يظهر رجلان اشتعلت النيران في جزء من ملابسهما. وفي مقاطع أخرى، ظهر عشرات الأشخاص وهم يفرّون من مكان الكارثة وسط حالة من الذعر وخلفهم ألسنة من اللهب. وقال وزير أمن العاصمة بابلو فاسكيز "نعلم من خلال صور كاميرات المراقبة أنّ أشخاصا كانت النيران تشتعل بثيابهم وهم يغادرون مركباتهم". وأوضحت رئيسة بلدية مكسيكو كلارا بروغادا أن "الشاحنة انقلبت على الطريق"، مشيرة إلى أن عناصر الإطفاء تمكنوا من السيطرة على الحريق، بحسب لقطات مصورة من المكان. وأدى الانفجار إلى تضرر 28 مركبة، بعضها احترق بالكامل تقريبا. ووصل الدخان الكثيف الناتج عن الحريق إلى محطة ترولي باص، إحدى وسائل النقل الرئيسية في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 9,2 ملايين نسمة، بينهم نحو 1,8 مليون نسمة يعيشون في إيستابالابا، إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكّان في البلاد. وتتكرر الحوادث في المكسيك البالغ عدد سكانها نحو 130 مليون نسمة، إذ لا تُحترم معايير السلامة في كثير من الأحيان. والإثنين الماضي، أسفر حادث تصادم بين قطار وحافلة عند معبر سكة حديد في أتلاغومولكو إلى سقوط عشرة قتلى وإصابة 41 شخصا، وذلك على بعد حوالى 60 كيلومترا من وسط مدينة مكسيكو. وأعاد الانفجار إلى الأذهان حوادث مرتبطة بمركبات نقل الوقود ومنشآت المحروقات. وفي كانون الثاني/يناير 2019 تسبّب حريق تلاه انفجار في خط لأنابيب النفط بمقتل 137 شخصا في تلاويللبان، بولاية إيدالغو في وسط البلاد.