في خطوة طال انتظارها، أعلنت اللجنة الرسمية لتوثيق البطولات في السعودية، خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا في العاصمة الرياض، النتائج النهائية لعدد البطولات الرسمية المعتمدة للأندية السعودية، ما تسبب في موجة واسعة من ردود الفعل بين الجماهير والإعلاميين، بين مؤيد لما صدر، ومعترض يرى أن ناديه تعرض للظلم أو التجاهل. نتائج التوثيق أظهرت تصدّر نادي الهلال بعدد البطولات الرسمية، يليه كل من الاتحاد والنصر والأهلي والشباب، اللجنة أكدت أنها اعتمدت في توثيقها على بطولات منظمة من الاتحاد السعودي لكرة القدم إضافة إلى بطولات إقليمية ودولية مصادق عليها من الجهات الرسمية، مثل الاتحاد الآسيوي والعربي والخليجي، إلا أن الإعلان لم يمر مرور الكرام، إذ أبدت إدارات بعض الأندية، مثل النصر والأهلي، تحفظاتها على عدد البطولات المعلنة، مشيرة إلى وجود بطولات "مغفلة" تم تنظيمها قبل تأسيس الاتحاد السعودي أو بطولات محلية كان يُنظر إليها تاريخيًا على أنها رسمية، لكن لم تُدرج ضمن القائمة النهائية. في الحقيقة، إن المؤتمر الصحفي أثار نقاشًا حادًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مشجعو بعض الأندية وسم (#توثيق_البطولات) للتعبير عن غضبهم، وطالبوا اللجنة بإعادة النظر في بعض الملفات وفتح باب التظلم أو المراجعة. في المقابل، رحبت جماهير الهلال والاتحاد بما اعتبرته اعترافًا رسميًا بتفوق أنديتهم التاريخي، مستشهدين بالمعايير المعلنة. المتحدث الرسمي بإسم اللجنة أكد أن التوثيق تم بناءً على مستندات رسمية وسجلات موثقة، مشيرًا إلى أن اللجنة لم تعتمد أي بطولة لم يتم تنظيمها أو الإشراف عليها من جهات رياضية رسمية، كما بيّن أن اللجنة لا تهدف إلى إرضاء طرف على حساب آخر، بل إلى تقديم سجل رياضي تاريخي دقيق ومحايد. رغم النية المعلنة لتنظيم التاريخ الرياضي وتوحيد الرواية حول بطولات الأندية، يبدو أن توثيق البطولات في السعودية قد فتح بابًا جديدًا للجدل بدلاً من أن يغلقه، وبين معايير التوثيق المعتمدة، والتاريخ الشعبي المتداول بين الجماهير، تتضح الحاجة إلى تشكيل لجان استئناف أو مراجعة لتفادي استمرار الخلافات. الصراحة أن توثيق تاريخ الكرة السعودية ليس مجرد أرقام في جدول، بل توثيق لذاكرة وطن، وهو محاولة لتقديم الحقيقة المجردة، بعيدًا عن التحيز والانتماءات، وإرساء ثقافة رياضية قائمة على التنافس الشريف والمعرفة الدقيقة ولعل الجدل بين الجماهير لن ينتهى، لكنه بالتأكيد يضع مرجعية رسمية تُعتمد في البرامج الرياضية، والمؤسسات الإعلامية، وذاكرة الأجيال القادمة، في النهاية، كل نادٍ له تاريخه والتاريخ يُكتب بلغة الإنصاف لا الانتماء.. دمتم سالمين.