من أبرز سلبيات بعض رؤساء الأندية في عالمنا العربي أن همّهم الأكبر يصبح الظهور الإعلامي المتكرر وحب التصريحات، رغم أنهم لا يجيدون هذا الفن، مما يضعف صورة النادي ويعرضه للسخرية أو التشويش، فالانشغال بالإعلام بحثًا عن الأضواء (الكاميرا) لا يعكس قيادة حقيقية، بل يكشف فراغًا في الرؤية ويجعل النادي ساحة لتصفية الحسابات بدلاً من أن يكون مؤسسة رياضية متوازنة، ويشكك في أهداف الشخص من تواجده في هذا المنصب. رئيس النادي ليس مجرد إداري أو ممول، بل هو واجهة الكيان وصوت جماهيره، وانعكاس مباشر لصورة النادي داخليًا وخارجيًا، لذلك، فإن شخصية الرئيس الناجح يجب أن تقوم على مزيج من الحزم والكاريزما المنضبطة، بعيدًا عن الانفعال أو الدخول في صراعات إعلامية لا تُكسب النادي شيئًا. في عالم كرة القدم، هناك نماذج بارزة لرؤساء أثبتوا أن القيادة الحقيقية تُقاس بالقرارات الاستراتيجية لا بالتصريحات الصاخبة. فلورنتينو بيريز في ريال مدريد مثال واضح حيث يقود أكبر نادٍ في العالم منذ عقدين، ورغم الضغوط والأزمات، ظلّ هادئًا يركز على بناء مشروع مالي ورياضي متكامل ، كذلك، قدّم أندريا أنييلي مع يوفنتوس درسًا في الرؤية طويلة المدى والقدرة على إدارة الأزمات بمرونة وذكاء تفاوضي أما في إنجلترا، فنجاح ملاك ليفربول ومانشستر سيتي لم يكن نتيجة وعود إعلامية، بل ثمرة لإدارة مؤسسية صارمة تعامل النادي كمؤسسة اقتصادية ورياضية في آن واحد ، وهذه النماذج تكشف أن الاستقرار والنجاح لا يأتيان من الظهور الإعلامي المكثف، بل من وضوح الاستراتيجية والقدرة على اتخاذ القرار في اللحظات الحرجة. الخلاصة أن الرئيس الحقيقي هو من يجمع بين الهدوء الذي يمنح الثقة والقوة التي تحسم المواقف، وأنديتنا المحلية اليوم، إذا أرادت الوصول إلى مصاف العالمية، فعليها أن تختار قادة يتمتعون برؤية تتجاوز اللحظة، ويملكون شخصية متزنة تبني ولا تهدم، تقود ولا تُقاد، وتجعل من النادي مؤسسة يُحتذى بها.