في سياق الحراك الثقافي المتنامي الذي تشهده المملكة، يخطو المعهد الملكي للفنون التقليدية (وِرث) خطوة نوعية بإطلاق برامج أكاديمية متخصصة، تُطرح لأول مرة في المملكة، بهدف إعداد كوادر مؤهلة أكاديميًا في مجالات الفنون التقليدية. هذه المبادرة تأتي لتؤكد أن الفنون ليست مجرد موروث محفوظ، بل هي رافد معرفي وإبداعي قادر على المساهمة في صياغة المستقبل الثقافي للمملكة. تقدَّم البرامج بالشراكة مع جامعات عالمية مرموقة في التعليم الفني والثقافي، معتمدةً على منهجيات علمية حديثة تتناغم مع السياق المحلي، وتواكب أحدث التجارب الدولية. وقد صُممت لتجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، بما يمنح الطلاب تجربة تعليمية متكاملة تُعزز من فهمهم للفنون التقليدية وتطبيقاتها المعاصرة. ويؤكد المعهد أن هذه البرامج ليست مجرد دراسة أكاديمية، بل هي جسر ثقافي ومعرفي يعيد تقديم الحرف والفنون السعودية بروح جديدة، تُبرز أصالتها وتفتح أمامها آفاقًا عالمية. من أبرز ما يميز هذه البرامج الأكاديمية: * طرحها لأول مرة داخل المملكة بخبرة أكاديمية متخصصة. * شراكات عالمية تتيح نقل التجربة والخبرة. * رؤية تعليمية تجمع بين الأصالة والحداثة. * المزج بين الجانب النظري والتجربة العملية. تفتح هذه البرامج أبوابًا واسعة أمام الخريجين للعمل في مجالات متعددة، تشمل: * الحفظ الرقمي وتوثيق التراث. * تصميم الأثاث المعاصر بلمسات محلية. * تصميم التجارب الفنية والمسرحية. * ريادة الأعمال في الفنون التقليدية. * تنظيم الفعاليات الثقافية وإنتاج المحتوى. * العمل في المتاحف والمعارض. * تطوير المنتجات التقليدية. * تصميم الأزياء الأدائية. وأوضح المعهد أن التسجيل بدأ في يوليو 2025 ويستمر حتى نهاية أغسطس الجاري، مما يتيح للطلاب فرصة الالتحاق ببرامج فريدة تمزج بين الإرث الثقافي والابتكار الأكاديمي. وبإطلاق هذه البرامج، يرسخ "وِرث" مكانته كمنارة تعليمية وثقافية، تُعيد الاعتبار للفنون التقليدية السعودية، وتُسهم في تأهيل جيل جديد من المبدعين القادرين على نقل الهوية الثقافية المحلية إلى آفاق عالمية.