شهدت السعودية خلال هذا العام بالفعل قفزات نوعية في مجالات الثقافة والإبداع، من مهرجانات فنية ضخمة إلى رموز حضارية تُروى من خلال التّراث، إلى منصات مستقبلية تدمج الفن والتكنولوجيا، لتشيد المملكة نهضة تضعها على خارطة الثقافة العالمية. تفاعل الجماهيري قامت الهيئة العامة للإحصاء بإصدار نتائج «مسح الأسرة للثقافة والترفيه» لعام 2024، والتي أشارت إلى أن 81.6 % من السعوديين زاروا فعالية أو نشاطًا ثقافيًا واحدًا على الأقل، كما أن 85.3 % حضروا فعاليات ترفيهية. أما النشاطات الثقافية الفرعية، فشملت زيارة الحدائق بنسبة 65.8 %، وحضور الاحتفالات الوطنية بنسبة 40.5 %، والمشاركة في أمسيات أدبية وشعرية بنسبة 2.5 %. وكان الطهي الثقافي 20.4 %، والفنون الجميلة 9.7 % أكثر الأنشطة شعبية، في حين سجل تصميم الأزياء أقل نسب المشاركة 1.7 %. فعاليات ضخمة * نور الرياض أقيمت دورته الرابعة في الفترة من 28 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2024 تحت شعار «Light Years Apart»، وضمّت أكثر من 60 عملًا ضوئيًا كبيرًا من 18 دولة. حيث سجّلت إنجازات استثنائية عالميًا، مثل رقم Guinness لأطول شعاع ليزر في عرض وإضاءة هرمية ضخمة، باستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير. * الفريق الرقمي أُعلن في صيف 2024 عن افتتاح متحف دائم بالتعاون مع فريق الفن الياباني teamLab في قلب جدة التاريخية، بمساحة 10,000 م2 و80 عملًا رقميًا تفاعليًا، واستقطب أكثر من 52,500 زائر خلال أول شهرين. * مهرجان البحر الأحمر السينمائي استمر الزخم السينمائي بتعزيز حضور المملكة في الإبداع العالمي، وشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي تكريم المواهب السعودية الناشئة، مع دعم حكومي لصناعة السينما، ومشاريع كبيرة مثل: Al Hisn Studios، وإنتاجات Telfaz11، بالتعاون مع NETFLIX. * موسم الرياض شهد موسم الرياض 2024 حضورًا جماهيريًا هائلًا، حيث اجتذب أكثر من 10 ملايين زائر خلال أول شهرين من انطلاقه في أكتوبر 2024. تضمنت فعاليات متنوعة من عروض الأزياء (مثل: احتفال Elie Saab بحضور مشاهير عالميين مثل Jennifer Lopez و Celine Dion)، إلى أحداث رياضية عالمية مثل بطولة الملاكمة بين Bivol وBeterbiev، وسباق الفورمولا 1 وعبور نهائي رابطة محترفات التنس. * الأوراق الفنية أقيم «معرض الرياض الدولي للكتاب» في سبتمبر – أكتوبر 2024 بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر من 30 دولة، وراقب الحدث استخدام روبوتات ذكية لخدمة الزوار والتواصل ب96 لغة. كما شهد «منتدى الترجمة العربي» ومؤتمر «PaperBack – معرض الكتب الفنية» تنظيمًا جديدًا، مما يعكس توسع المشهد الثقافي بأبعاد متعددة. حماية التراث * مواقع التراث والتنمية الحضارية المملكة تضمّ أكثر من 350 موقعًا تاريخيًا، وعدة مواقع مدرجة لدى UNESCO، مثل: العلا وجدة التاريخية. مشروع «الدرعية» التاريخية يشهد تطورًا ضخمًا لتصبح وجهة سياحية ثقافية، ضمن مشروع بقيمة 62.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يستقطب 50 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. كما تشهد العُلا مشروعات ترميم مستدامة وإشراك المجتمعات المحلية بالتخطيط العمراني والتصميم المعماري. * حفظ التراث الحي والمهارات التقليدية احتفال اليوم العالمي للتراث عام 2025 اشتمل على معارض وحرف وتدريب مباشر في مناطق مثل: الرياض وأبها، حيث طُرحت أنشطة تشمل القَط العسيري، والنسيج السدو، وصياغة الفضة، وغير ذلك. وأطلقت «لجنة التراث» برنامج Heritage Pioneers لتدريب 500 مشارك في مجالات مثل الآثار وإدارة المواقع والحرف اليدوية. * الهوية المؤسسية والفنون التقليدية في فبراير 2024، أعلن «المعهد الملكي للفنون التقليدية (Wrth)»، عن هويته الجديدة المستلهمة من الخط العربي والفنون التقليدية، لتعزيز الهوية الوطنية في مجال الفنون التقليدية. 1. التكنولوجيا والتعليم واللغة أطلقت «أكاديمية الملك سلمان العالمية للغة العربية» مبادرات رقمية مثل: سلسلة الفيديو «كلامنا» (1,000 مقطع تعليمي)، وحزمة كتب تفاعلية للأطفال لتعزيز اللغة العربية بثقافة معاصرة، أيضًا تم الإعلان عن مشروع «السياسات اللغوية حول العالم» لجمعها ومقارنتها، بالإضافة إلى حلول تعليمية متطورة. تجلى العام الماضي بوضوح أن المملكة العربية السعودية تخوض تجربة ثقافية عميقة وجريئة، تدمج بين الماضي والمستقبل، بين التراث والابتكار، وبين الجماهيرية والتفرد. إن هذا الحراك الثقافي السريع والمتعدد يُعد شاهدًا على التحول المجتمعي والثقافي الذي تحققه رؤية 2030، نحو نهضة حضارية حقيقية.