عادت الطائف إلى مكانتها كإحدى أهم مصايف المملكة، بما تمتاز به من جغرافيا ساحرة، وأجواء خلابة، وموقع استثنائي يجعلها البوابة البرية لمكة المكرمة. ويظهر ذلك جليًا في القفزة النوعية التي تشهدها المشاريع والفعاليات السياحية المتنوعة، والتي تتسم بتصاميم مميزة تعكس أصالة المدينة وحب أهلها للألوان والفنون الجميلة. وقد انعكس هذا الحراك السياحي على أعداد الزوار، حيث شهدت الطائف في عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا ليصل عدد الزوار إلى نحو 3.6 مليون زائر. وفي ظل هذا النمو المتسارع، تأتي أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى تمكين سهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المرافق والخدمات السياحية، بما يشمل المتنزهات والفنادق والمطاعم، عبر تهيئة المنحدرات الداخلية، وتحسين تجهيزات دورات المياه، وتوفير المواقف المخصصة لهم بشكل كافٍ مع ضمان عدم استغلالها من غير المستحقين. وبحسب الإحصاء السكاني الأخير في المملكة، هناك أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شخص من ذوي الإعاقة، يشكّل ذوو الإعاقات الحركية والجسدية منهم ما نسبته 44%. ومن الجميل أن تتاح لهم ولعوائلهم فرص الاستمتاع بالمرافق والأنشطة السياحية بسهولة ويسر. وتُعد برامج الامتثال التي تنفذها مختلف الجهات المعنية مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ممثلة في الأمانات والبلديات، ووزارة السياحة رافدًا مهمًا لتحقيق بيئات سياحية مهيأة تراعي أعلى المعايير، وتضمن وصول الجميع للمشاريع والمرافق الحديثة. كما أن لمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم دورًا مهمًا في رفع مستوى الوعي وتعزيز التجارب الإيجابية، من خلال التواصل المستمر مع الجهات المختصة، بما يسهم في جعل الطائف نموذجًا وطنيًا رائدًا في مجال السياحة الشاملة التي تحتضن جميع فئات المجتمع.