وددتُ لو أغيّر مفهومًا رياضيًا، اعتدنا على تسميته بتسمية معينة تحمل في طياتها، بوجهة نظري الشخصية، الإحباط السلبي في نفوس اللاعبين، حينما نقول "لاعب دكة"، أي بمعنى لاعب بديل جالس على الكرسي، ولا يُستعان به في الميدان إلا في وقت الحاجة أو الضرورة. ولم أجد أجمل وألطف من كلمة «لاعب الفزعة» لتكون محفزة وقوية للاعبين البدلاء. وربما كلمة بسيطة، لو غيّرنا مفهومها لعكسها، ستكون لها بالغ الأثر الإيجابي، والمستفيد من ذلك هم الأندية بالمقام الأول، والجماهير المحبة، والمشاهدون لعشاق كرة القدم. في فكر قديم ومترسب، يُؤخذ على اللاعب البديل على أنه الأقل قيمة من اللاعب الأساسي، وفي الاعتقاد الصحيح هو ورقة رابحة قد تفيد المدرب في حال نزوله إلى أرضية الملعب، وهو بكامل نشاطه وعزّ قوته. عايشتُ لاعبين، سواء في الحواري أو الأندية، كانوا يتذمرون ويتحسسون من جلوسهم على مقاعد البدلاء، وتشعر من خلال حديثه معك، مشتكيًا، يقول لك فورًا وعلى مضض: «أنا يبدو أنني جئت إلى هنا لكي ألمع الدكة!». ما يدل على ذلك أنها كلمة سببت عقدة نفسية عند كثير من اللاعبين، وتستحق أن تُمحى من السجلات وتُبدل بكلمة أخرى، وهي «لاعب الفزعة». ختامًا: دورنا الصحفي، عبر معشوقتنا الساحرة المستديرة، هو معالجة الأزمات وتبديد المشكلات، ومن رأى شيئًا سلبيًا فليُشر إليه بالكلام، وتقديم النقد البناء مع النصح والمشورة، وإذا لم يستطع ذلك فليكتب، وتأكد بأن رسالتك ستصل لو كانت من صميم قلبك.