يتفق أغلب الرياضيين أن دكة البدلاء هي الفتيل الأول الذي يُشعل الأحداث في كل مباراة نظراً لعدم وجود أنظمة وآليات تضبط الأمور لدى القابعين على الدكة. المدرب هو الوحيد المخول له قانونياً وفي حدود مساحة معينة الخروج من دكة البدلاء لتوجيه اللاعبين كذلك الحال لإخصائي العلاج الطبيعي الذي يمكن له التحرك والدخول للملعب وعلاج المصابين وغيرهما لا يمكن لهم الخروج من دكة البدلاء (قانونياً) سواء كانوا الإداريين أو اللاعبين أو الأجهزة الفنية الأخرى. النظام واضح وصريح لكن شرارة الانفعالات تعلو فوق صوت القانون لتجسد في مرات عديدة كوارث قد يشارك الجمهور الرياضي فيها. من هذا المنطلق تقترح (الجزيرة) في سبيل القضاء على تلك المعضلة (الدائمة) أن يعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم النظر في (نوعية) المكان المصمم في الملاعب السعودية لدكة البدلاء والرفع لإدارة المشاريع لتغييره بما يتوافق والملاعب العالمية حيث يكون موقع دكة البدلاء معزولاً عن الجماهير وغير مواز لكامل الملعب شبيهاً ب(الخندق) وهو ما يعني السيطرة نهائياً على الكوادر الموجودة بدكة البدلاء مع التأكيد على معاقبة أي لاعب أو إداري يخرج من ناحية الملعب دون مسوغ قانوني والأخذ بالاعتبار أن تكون زاوية الرؤية لجميع الموجودين بالدكة واضحة لمشاهدة ملعب المباريات. تنفيذ هذا الاقتراح سيكون ذا آثار إيجابية على كافة الأصعدة سواء للحكام الذين لن يضطروا إلى ملاحقة مشاغبي (دكات) الاحتياط وسيتفرغون لإدارة المباراة، والجماهير لن تشاهد الإداريين وهم يهددون ويتوعدون ويزيدون من الشحن الجماهيري والغليان كذلك الحال سينطبق على الحكم الرابع الذي لن يكون (تائهاً) بين دكات البدلاء خاصة عندما تكون المباراة هامة. الدول الأوربية قامت بتنفيذ ذلك بعد دراسات مستفيضة وجاءت إيجابيات التطبيق رائعة فيما عدا زوايا الرؤية وهو ما تعمل هذه الدول على تلافيه حالياً. ولا شك أن الأحداث التي تتكرر في ملاعبنا بين الفينة والأخرى والتباعد الرياضي بين منسوبي التحكيم وإدارات الأندية يأتي وضع دكة البدلاء كأحد أهم أسباب حدوثها وهو ما يجعل من دراسة المقترح من كافة جوانبه أمراً واقعياً وبانتظار النتائج. أصداء الاقتراح حرصت (الجزيرة) على أخذ بعض آراء المسؤولين الرياضين وذلك لاكتشاف جوانب أخرى متعلقة بهذا الاقتراح ولتأكيد تفعيل الرأي الآخر مع كل ما تطرحه (الجزيرة). الضوابط أولاً.. يقول الأمير نواف بن سعد عضو لجنة المنتخبات والمشرف العام على منتخبي الشباب والناشئين السعوديين لكرة القدم أن من المهم قبل الشروع في تنفيذ الفكرة التي تقترحها (الجزيرة) وضع ضوابط ملزمة تحدد أعداد الجالسين على دكة الاحتياط ونوعية أدوارهم ومراقبة كافة سلوكياتهم واتخاذ تدابير قانونية لمعاقبة المخالفين منهم موضحاً أن بعض الدول الأوروبية ترى أن زاوية الرؤية في دكات البدلاء الجديدة غير مجدية وشدد الأمير نواف على أن الضبط القانوني لدكة البدلاء أولوية هامة لإضفاء جو سلس للمباريات. اقتراح مميز الأستاذ ماجد الحكير رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم قال: اقتراح (الجزيرة) مميز ويستحق الدراسة والتطبيق وهو بلا شك إضافة تطويرية للملاعب السعودية وعامل مهم للسيطرة على المباريات الهامة خصوصاً، مؤكداً أن الاتحاد السعودي بقيادة الأمير سلطان بن فهد حريص على الأخذ بكل جديد ودراسة الأوضاع الرياضية والتماشي مع النظم الحديثة في كرة القدم. يجب تطبيقه عاجلاً.. في الشأن التحكيمي أكد الأستاذ مثيب الجعيد رئيس لجنة الحكام أن اقتراح (الجزيرة) في محله وكرئيس للجنة الحكام أتمنى تطبيقه اليوم قبل غد لأن الحكم سيكون بكامل حواسه داخل الملعب ولن يتشتت تفكيره بين الملعب وما يحدث بدكات الاحتياط والتي غالباً ما تبدأ شرارة الأحداث منها. وأثنى الجعيد على تبني (الجزيرة) لذلك الاقتراح قائلاً سعيكم للتطوير محل اهتمام الجميع. مؤيد وبقوة بعد أن أخذنا رأي الإداريين واللجنة الفنية ولجنة الحكام طرقنا باب المدربين والذين يهمهم الأمر كثيراً فقد أكد الخبير التدريبي السعودي محمد الخراشي أنه من أشد المؤيدين والمتحمسين لتطبيق اقتراح (الجزيرة) حيث إن إيجابياته كثيرة وأي تدخلات للإداريين واللاعبين البدلاء ستختفي بشكل كبير مما يعطي مدرب الفريق جواً من الهدوء واستجماع المعلومات وإعطاء القرارات الصائبة وهو الذي يختفي مع تدهور الجو العام على دكة البدلاء بفعل الصراخ والاحتجاجات وخلافه.