ليست مجرد مدينة على قارعة طريق دولي، بل هي قطعة فاتنة من الجمال بكل صوره الأخاذ، وفي كل جزء من أجزاء المدينة ولا تحتاج إلى أن تبحث عنه، حيث الجمال بجلاء في طقسها، وجبالها، وتراثها، وموروثها، وأسواقها، تطالع السياح والمصطافين بمشاهد طبيعية وأجواء باردة مريحة ومبهجة للنفس ومشبعة للذائقة. هي محافظة النماص التابعة لمنطقة عسير، والتي تبعد عن أبها بنحو 140 كم، على امتداد جبال السروات، بارتفاع يتراوح بين 2,200 و2,700 متر فوق سطح البحر، قابلتنا وكأنها تتوشح أبهى حلل الجمال، كعروس تزينت لاستقبال المصطافين والزوار أمثالنا، بخيارات سياحية، وبنية خدمية، وملامح واضحة في تقدم المدينة. "الرياض" بدأت زيارتها، من مركزية النماص، حيث رائحة الماضي، بعبقه التاريخي يفوح ما بين سوق الثلاثاء بحوانيته التي تبيع العسل والسمن والتمور والأواني والمستلزمات التراثية، وبين الوجهة السياحية الأكثر إقبالاً "قصور العسابلة التاريخية"، حيث تعيش حراكا واضحا من السياح والمصطافين من داخل المملكة وخارجها. وقال علي الشهري -المشرف على الموقع التاريخي-: هي قصور تاريخية تقع على مساحة تفوق 30 ألف متر2، وتضم أكثر من 12 قصراً، أصبحت وجهة سياحية تستقبل يومياً في موسم الصيف قرابة 2000 زائر 75 % منهم مواطنون، وتضم مقاهي ومطاعم، ومحلات لبيع الملابس والمنتجات الشعبية، ومسرحا مفتوحا، ومتحفا تاريخيا. نترك قصور العسابلة التاريخية، في اتجاه موقع آخر لا يقل جمالاً عن بقية المواقع السياحية في النماص وهو الشفا المطل على منحدرات تهامة، حيث الانتشار الكثيف لأشجار أشجار العرعر والشوحط، والسمر، والقرض، فيما كان المشهد المريح بروز الضباب وهو يعانق قمم جبال النماص، في لمسة من جمالية، دفعت كثيرا من السياح للاستمتاع لتوثيق المشاهد عبر هواتفهم المتنقلة. وأوضح العم مسعود بن حمدي المقاطي -مواطن يقضي فترة الاستجمام في النماص- أن مقومات الطبيعية والطقس، والتجهيزات السياحية، وتنامي مرافق السياحة والإيواء، وقربها من مدن منطقة مكةالمكرمة الساحلية تجعل النماص خيارا مهما لقضاء أوقات ممتعة فيها. وتحتضن النماص مساحات مهولة من المنتجعات الطبيعية، وغطاء نباتيا كثيفا، ومتنزهات واعدة، ومرافق سياحية مستدامة، النزل الريفية، ومساكن السياح الفندقية، والمقاهي، الحديثة، وممشى مبهج توافق معه اسمه "ممشى الضباب". هل للبيئة والطقس دور في التأثير على سلوك ونفسيات سكان المدن؟ سؤال تناثرت مفرداته أمامنا، ونحن نعيش مع سكان النماص في السوق الشعبي، والمساجد، ومنافذ البيع الأخرى، وهم يستقبلون الجميع بكل حفاوة واحترام. نترك العم مسعود الذي يعيش نشوة الارتياح، لكشف أسرار وجماليات المدينة الفاتنة النماص، حيث عدة سمات واضحة، منها المشاركة المجتمعية الواضحة بجلاء، وبروز مشروعات تنموية ضخمة في الصحة والشؤون البلدية والتعليم والمياه والكهرباء، إضافةً إلى مجال الطرق خاصةً التي تربط النماص بمدن وقرى تهامة والساحل. وتحتضن النماص قرابة 150 قرية وهجرة، كلها تتكئ على تاريخ موغل في القدم، وعلى عمق في الموروث والأصالة، وإرث معماري، وقرى تاريخية، ومتاحف متعددة وكأنها نوافذ مشرعة لتاريخ قديم ما زالت تتشبث فيه. إطلالات على تهامة مسعود المقاطي النماص استعدت لاستقبال المصطافين والزوار