قبل عصور من وجود البشرية... و"الديناصورات"أيضاً، في ما يسمى جيولوجياً بعصر"الكامبري"تكونت جغرافيا وتضاريس محافظة النماص الواقعة في منطقة عسيرجنوب غربي السعودية، وتحديداً إلى الشمال من مدينة أبها"البهية"، ما يعني أن 100 مليون عام مرت على طبيعة المكان التي لا تزال"بكراً"، ولا تزال محتفظة بجمالها الأخَاذ، وبيئتها النقية، وطقسها العليل. موقعها القابع على ارتفاع يزيد على 2200 متر فوق سطح البحر أهّلها لتكون مزاراً صيفياً، خصوصاً أن درجة حرارتها لا تزيد في أقصاها على 27 درجة مئوية، الأمر الذي يدفع السعوديين إلى اللجوء إليها، عند اشتداد قيظ معظم المناطق السعودية المعروفة ببيئتها الصحراوية الحارة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السياح الخليجيين الذين يتهافتون إلى زيارتها وقضاء أوقات بين جبالها الشاهقة التي ترتقي على الغيم، مثبتة تميزها عن سواها. وتتميز المحافظة التي أنهت استعداداتها لاستقبال السياح برفقة محافظاتعسير المختلفة، بمشاهد تأسر الأرواح، برؤية السحاب يداعب قمم الجبال، وهبات النسيم الحالمة، وقطرات المطر المنعشة وسط أجواء ضبابية تحمل نكهة خاصة.ولكي يجد المصطاف والزائر المتعة خلال زيارته للمحافظة، تم توفير الخدمات الضرورية والمساندة التي توفر له ما يحتاجه، إضافة إلى ملاعب الأطفال، وأماكن مخصصة لجلوس العائلات في المتنزهات، كمتنزه آل وليد وجبل ناصر ومتنزه شحر ومتنزه شعب العين ومتنزه سنان وبدعه.تعدد الغابات والمتنزهات تعطي المصطاف خيارات عدة، فمن غابات الغمى وجبل العرفج إلى متنزه العقيقة وشعف صدريد وشعف آل زيدان، ومتنزهات آل جميرة وصولاً إلى الأودية كوادي ترج ووادي بدوة ووادي مدار. "حديقة كبيرة"تمثلها النماص، فمتنزه آل وليد العائلي الذي يعتبر المتنزه الرئيسي في المحافظة توجد به المرافق الترفيهية مثل: الملاهي وملاعب الأطفال، وتتوافر به جميع الخدمات العامة مثل الكهرباء ودورات المياه والمواقع المحددة للشواء، وهو لا يبعد عن طريق الطائف السياحي سوى كيلومتر واحد. بعيداً عن الطبيعة، تشتهر المحافظة بكثرة القلاع والحصون، التي تمثل شاهداً واضحاً على طبيعة الحياة السائدة قديماً، إذ ما زالت المعالم التاريخية قائمة، تتميز بإبداع البناء والتناسق في لولبية الحصون أو تربيعها وميولها، كما تتميز بتعدد طبقاتها وضخامة أحجارها واسترتيجية الموقع الذي عليه، إضافة إلى البيوت التي مازالت في قمة الروعة من التوزيع التقليدي وجمال البناء. وتعد هذه الحصون والقلاع من الأماكن الملفتة للانتباه في المحافظة، إذ كانت تستخدم للمراقبة والدفاع عن القرى وقت الحرب، كما تستخدم في تخزين الحبوب. وتشاهد هذه القلاع غالباً في الأماكن المرتفعة وقمم الجبال، ومن أشهرها قصور العسابلة في مدينة النماص، وقصور آل عثمان، ويعود تاريخها إلى 800 عام.