تحولت حفلات المحاورات الشعرية، لسوق حقيقي رائج، واقتصاد تنافسي، بين عشرات الشركات والمؤسسات المتخصصة، في مجال التنسيق مع الشعراء، والإنتاج، والتوثيق والترويج الإعلامي، وانتعاش السوق ألقى بظلاله على الفرق الشعبية المقدمة للألوان الشعبية، بمختلف تخصصاتها في الموروث الشعبي، ومقدمي الحفلات، والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. حراك القطاع وتناميه الاستثمارات في هذا المجال جاءت بفعل النمو المتزايد على تنظيم المحاورات الشعرية ليس في المملكة فحسب بل في بعض دول الخليج، التي واكبت اتساع المساحة الجماهيرية لحفلات المحاورة. معايير تحدد أجور الشعراء وفي سوق المحاورات الشعرية، تظل شهرة الشاعر وجماهيريته، ونجوميته المعيار الأول في تحديد الأجرة التي يتقاضاها، إضافة إلى موقع المدينة أو المحافظة التي تقام فيها الحفلة، وهل يتطلب لسفر بالسيارة أو بالطائرة، فيما تتراوح أسعار الصف الأول من الشعراء في الليلة الواحدة، ما بين عشرة آلاف ريال إلى ثلاثين ألف ريال، فيما تقدر أجرة الصف الثاني ما بين أربعة آلاف ريال إلى ستة آلاف ريال والصف الثالث أقل من ثلاثة آلاف ريال. ارتفاع متسارع للطلب أحمد اللحياني الهذلي «مخرج تلفزيوني، قال ل «الرياض» إن قطاع الموروث الشعبي في الحجاز يعيش حالة ملفتة من الحراك بمختلف الألوان، وسط تنامٍ كبير للطلب في القرى والهجر والمحافظات والمدن الكبرى، فيما قامت على هذه الألوان أنشطة اقتصادية، واكبت نمو الطلب وارتفاع العائدات، بل وأوجد ميادين مفتوحة للتوظيف الموسمي والدائم، حيث تم تأسيس مئات الشركات والمؤسسات المتخصصة في تنظيم الحفلات، والتغطيات والإنتاج الإعلامي، والتنسيق مع الشعراء، وتجهيز الفرق الشعبية. معايير المنافسة حسن بن فالح الهذلي «مقدم حفلات» أوضح أن ثمة معايير ترفع معدل التنافس بين شركات التغطيات والإنتاج الإعلامي لحفلات المحاورات الشعرية، من أبرزها، المهنية العالية، وسرعة بث الحفل مباشرة على الهواء او مقاطع من المحاورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وجودة إنتاج المحتوى الشعري، ووضوح الصوت ونقائه أثناء الحفلة بدون ترددات أو انقطاع، وكذلك التوزيع المهني للكاميرات، بحيث تكون كاميرا على الشعراء والثانية على صفوف المحاورة والأخرى على الجمهور، بما لا يقل عن ثلاث كاميرات إضافة إلى الالتزام والحضور المبكر في الحفلة للتجهيز، مشيراً إلى أن من ضمن الخدمات التي تقدمها تلك الشركات التوثيق الكامل وإنتاج فلم كامل عن الحفلة، وتوفير المنابر المتنقلة، وشاشات العرض، والحملات الترويجية قبل وبعد الحفلة، فضلاً عن أن تكون الأسعار متداولة، كل ذلك يعطي رضا للمتعاملين عن الشركات التي يتم التنسيق معها. إقبال جبار ووصف الهذلي، حجم الإقبال على سوق التوثيق والإنتاج الإعلامي لحفلات المحاورات الشعرية والموروث الشعبي في المناسبات الاجتماعية بأنه «جبار» ومتنامٍ مقدراً في هذا الصدد عدد الحفلات التي تقام يومياً بعشرين حفلة، وسط طلب كبير. مصادر مهتمة ذكرت أن صفوف المحاورة هم طرف مهم يشارك في اقتسام كعكات مواسم حفلات المحاورات الشعرية حيث تحدد أسعارهم، تفاعلهم الكبير في إشعال المحاورة، والالتزام باللحن والقافية، وسرعة التجاوب مع الشاعر، فيما تتراوح أجرة الشخص الواحد ما بين 200 إلى 300 ريال لأداء يستمر ما بين ثلاث إلى أربع ساعات. وطبقاً لمراقبين فإن أكثر المدن استقطاباً لاستثمارات الموروث الشعبي، من حيث التنسيق مع الشعراء، والإنتاج، والتوثيق الإعلامي، مكةالمكرمة، والطائف، والرياض، وجدة، والمدينةالمنورة، وما يتبعها من محافظات. فيما يتنافس على سوق المحاورات الشعرية قرابة مئة شاعر ممن يشتغلون في إحياء حفلات المحاورة. أحمد اللحياني