كشفت نتائج استطلاع بحثي حديث أجرته "كاسبرسكي"، عن أن 41% من الأطفال في المملكة يطمحون إلى احتراف صناعة المحتوى الرقمي مستقبلاً، في ظل تنشئتهم ضمن بيئة رقمية متقدمة تهيمن عليها الأجهزة الذكية منذ المراحل الأولى من أعمارهم. وبيّن الاستطلاع أن 42% من هؤلاء الأطفال بدأوا فعلياً في إنشاء مدوناتهم أو العمل على تطوير محتوى رقمي يعكس توجهاتهم المستقبلية. وتعددت دوافعهم، حيث عبّر 66% عن رغبتهم في تحقيق الشهرة، فيما أشار 43% إلى استمتاعهم بصناعة المحتوى المرئي، واعتبر 42% أن التدوين مصدر سهل للدخل، في حين اختار 33% المهنة باعتبارها مواكبة للعصر. ورغم هذا التوجه، أظهر الاستطلاع تبايناً في مواقف أولياء الأمور؛ إذ أعرب 14% منهم فقط عن تأييدهم الصريح لاحتراف أبنائهم هذا المجال، في حين لم يعتبره 43% خياراً مناسباً في هذه المرحلة العمرية، وأبدى 28% رفضهم الكامل لفكرة اعتماد صناعة المحتوى كمهنة مستقبلية. ومع ذلك، فإن 76% من الأهالي إما يدعمون التوجه أو لا يرفضونه صراحة، ما يعكس انفتاحاً نسبياً على هذا المسار المهني الجديد. وعلّق سيف الله جديدي، الرئيس الإقليمي لقنوات المستهلكين في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا بشركة "كاسبرسكي"، على نتائج الاستطلاع قائلاً: "رغم تباين وجهات النظر بشأن التدوين، إلا أن إنشاء وإدارة المحتوى يتطلبان مهارات متعددة تسهم في تنمية القدرات الإبداعية لدى الأطفال، كما تعزز من وسائل التعبير عن الذات، وتدعم التقارب الأسري حين يُشارك الأهل في هذا النشاط، مع ضرورة الانتباه لجوانب الأمن السيبراني". وفي هذا السياق، قدمت "كاسبرسكي" عدداً من النصائح لصنّاع المحتوى الشباب وأولياء أمورهم لضمان الانطلاق بأمان، شملت أهمية حماية حسابات التواصل الاجتماعي عبر تفعيل المصادقة الثنائية، واختيار كلمات مرور قوية وفريدة، والحذر في مشاركة المعلومات الشخصية أو تحديد المواقع الجغرافية. كما دعت إلى التوعية بآليات التعامل مع المتابعين الغرباء، وعدم الرد على الرسائل المشبوهة، مع إمكانية استخدام أدوات الحماية الرقمية.