المباريات الودية في العادة تجيء من أجل كشف العيوب والأخطاء للوقوف عند مكامن الخلل والنقص، والعمل على وضع الحلول ضمن إجراءات فنية واقعية تتلاءم مع القدرات والإمكانات المتوفرة، ولعل ذهاب الأندية السعودية إلى معسكرات خارج المملكة جاء لهذا الهدف الذي يرمي من خلاله مدربو تلك الأندية للوصول إلى استقرار في التشكيلة وتثبيت الأسماء، بما يُمكنهم من تنفيذ رؤيتهم وتطبيق أسلوبهم على نحوٍ يعطي عناصره الثقة والثبات في المنافسات القادمة لموسم 2025 - 2026م، بدءاً من كأس السوبر، ومروراً بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وانتهاء بالمنافسات والبطولات الخارجية. وضمن استعدادات النصر فقد كسب تجريبية سانت يوهان النمساوي بخمسة أهداف مقابل هدفين في أول مباراة تحت قيادة البرتغالي جورجي خيسوس مدرب الهلال السابق، وخسر الاتحاد أمام فيتوريا جيماريش البرتغالي بهدف مقابل ثلاثة أهداف، وضمن الاستعدادات للموسم الجديد للأهلي فقد شارك في بطولة كومو الودية وحقق المركز الرابع، كما اكتفى الاتفاق بالتعادل مع بورتيمونينسي البرتغالي بهدفين لمثله، في أولى مبارياته التجريبية خلال معسكره الجاري بمدينة أوبيدوس البرتغالية، كما سيخوض نيوم، عدة مباريات ودية، أبرزها أمام فالنسيا الإسباني، في معسكره الذي سيقام في إسبانيا. ومن دون أدنى شك، فإنه ليس من المهم أن تكسب الأندية مبارياتها الودية، بقدر ما هو مهم أن تخرج بفائدة وحلول تُعالج العثرات وتمنع وقوعها عند المباريات الرسمية، فهو الهدف والطموح من المباريات الودية؛ لأن غرضها يرتكز على التصويب والإصلاح ولا يكون الفوز بها هو الأهم، لأن الغاية تكون للمقبل والمستقبل، الذي يتم النظر إليه بعين الحصاد وجني الثمار. وقد تصبح هذه الفترة الزمنية من مرحلة الإعداد والاستعداد مناسبة لمدربي تلك الأندية، كي يتعرفوا ويبحثوا ويستندوا على نوعية من اللاعبين التي قد تعطيهم مساحة كافية لتثبيت فكرهم وأسلوبهم بما يتكيف مع قدرات وإمكانيات العناصر الحالية لفرقهم الرياضية، ويُمكِّن أولئك المدربين أيضاً من الحصول على شكل وصورة متجددة لهوية فرقهم الرياضية التي تريدها الجماهير، من ناحية الفوز بالبطولات المحلية والخارجية فالهدف من المباريات الودية ليست في انتصار وإحراز الأهداف بقدر ما هي تخطيط وبناء وتكوين متساير مع معطيات آنية، يتم خلالها تهيئة اللاعبين وتمكينهم لمرحلة تستدعي الكثير من العمل المركز والجهد العالي، والتي وقتها لن تحتمل هفوات جديدة ولن تغفر لأي عثرات قد تحدث؛ فالمسؤولية قائمة ومشتركة بين الجهات ذات العلاقة، ويجب أن يبادر الكل من اتجاهه وفق رؤية العمل الداعم الذي يخدم مستهدفات هذه مرحلة تلك الأندية الرياضية وتجهز لها أجواء من الإيجابية المليئة بالنشاط والحيوية والتفاؤل لإحراز النجاح المبتغى. الأهلي خسر ودية سيلتيك بركلات الترجيح الفتح في معسكره في النمسا عبدالكريم بن دهام الدهام