وطد فهم الهيئة العامة للترفيه والقائمين على تسييرها، لأهمية دور القطاع الخاص في النهوض بقطاع الترفيه وتحويله من قطاع موسمي مهمل إلى قطاع مستدام ومنتج، لعمل كل ما يلزم من أجل تمكينه من استغلال الفرص الكبيرة والواعدة التي يزخر بها القطاع، ونجح ذلك التوجه في إزالة العقبات التي كانت تمنع القطاع الخاص من الاستثمار والتوسع بحرية أكبر في أنشطة الترفيه المتنوعة لتتضاعف الاستثمارات المحلية والأجنبية وتزيد إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وفي المحتوى المحلي، وفي خلق الوظائف المناسبة والملائمة للمواطن، وفي خلق بيئة ترفيهية متنوعة تلبي احتياجات الجميع مواطنا ومقيما وزائرا قادما من خارج المملكة، ومن خلال تلك الجهود والتسهيلات التي يدلل على إتقانها تقديم الهيئة العامة للترفيه لخدماتها عبر منصة فرص التي تتيح للمستثمرين الاطلاع على الفرص المتاحة في القطاع الترفيهي في مختلف مناطق المملكة، مثل إنشاء المتنزهات، الفعاليات، والأنشطة الترفيهية وغيره تعزيزا منها تسهيل وصول الشركات والمستثمرين إلى جميع متطلباتها المتعلقة في الاستثمار بهذا القطاع، وتظهر أرقام واحصاءات الترفيه حول المملكة الأثر الإيجابي الكبير الذي تحقق حيث تنامى إجمالي التصاريح الترفيهية الممنوحة في مختلف مناطق المملكة من 464 تصريحا في عام 2017 م إلى 5526 تصريحا بنهاية 2024 م، تشمل المدن والمراكز لترفيهية ومختلف الفعاليات والعروض الحية بشكل عام وفي المطاعم والمقاهي، كما تسارع نمو قطاع الترفيه بشكل سريع وفعال، حيث يتم خلق نحو 150 ألف وظيفة جديدة في هذا المجال بالتزامن مع التعاون المستمر بين الشركات المحلية والعالمية لإنشاء أكاديميات متخصصة في تطوير مهارات العاملين، بهدف تأهيل كوادر قادرة على قيادة الصناعة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. ويعد موسم الرياض الذي نجح في نسخته السابقة في استقطاب أكثر من 20 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها، خير مثال على فاعلية دور القطاع الخاص في النهوض بقطاع الترفيه وإسهاماته في تحويله من قطاع موسمي مهمل إلى قطاع مستدام ومنتج، حيث أصبحت الشركات والمؤسسات المحلية والأجنبية تتنافس على اقتناص الفرص المتاحة في الموسم رغم حداثته إذ أنه بدأ في عام 2019 م، وتسعى لإقامة مشروعات خاصة بها خلال فترة الموسم إضافة إلى التسابق على تسجيل الرعايات التي تحقق لها الوصول إلى تحقيق نسب عالية من العوائد، ويعد تواصل تنافس كبريات الشركات والمؤسسات المحلية الدولية على مختلف الفرص الاستثمارية التي يوفرها موسم الرياض نسخة بعد نسخة إشارة جلية على أن قطاع الترفيه السعودي بات مطلبا مفضلا لدى العديد من شركات القطاع الخاص المحلية والدولية، ومن الأمثلة على ذلك إصرار مجموعة stc التي تم ترقية تصنيفها من فئة «BBB» إلى فئة «A» في أحدث تقييمات مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال (MSCI) للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، على أن تصبح راعيا بلاتينا للنسخة الخامسة من الموسم، ولمدة ثلاثة أعوام على التوالي، وذلك بعد رعايتها للمواسم الأربعة الماضية، ومن الأمثلة على ذلك أيضا النجاح الكبير الذي حققه معرض «كريستيان ديور بيت الأزياء الفرنسي الفاخر «مصمم الأحلام» خلال النسخة الماضية من الموسم في المتحف الوطني السعودي بمدينة الرياض في الفترة من 21 نوفمبر 2024، وحتى 2 أبريل 2025، ويظهر نجاح هذا المعرض الاهتمام الكبير الذي باتت دور الأزياء العالمية توليه لموسم الرياض إذ تشير مختلف التقارير إلى التنافس الكبير من قبل مثيلات تلك الدار العريقة على المشاركة في هذا الحدث الترفيهي الضخم وإلى اغتنامه لإطلاق مجموعاتها الحصرية وافتتاح المتاجر الفاخرة وتنظيم عروض الأزياء العالمية ضمن فعاليات الموسم المتنوعة والفريدة. وقد استقطبت النسخة الماضية من الموسم رعاية العديد من الشركاء المميزين (premium)، منهم شركة تطوير المربع، الخطوط الجوية العربية السعودية، شركة التعاونية للتأمين، إضافة إلى توقيع عقود مع الشركاء الاستراتيجيين مثل شركة التنفيذي، شركة لوسيد، مطعم بيتزا مايسترو، وتطبيق Check App. وأيضا العديد من الشركاء الرئيسين مثل شركات بيبسي، ليز، دانكن، بنده، وparket. وشركة سيرك كشريك بيئي، وتطبيق جاكو كشريك تواصل اجتماعي وشركة كودو. ولم تغفل الهيئة العامة للترفيه عن دور القطاع الخاص المحلي والذي يتميز بكثرة المنشآت الصغيرة والمتوسطة فعمدت إلى إنشاء مسرعة أعمال مختصة في مجال الترفيه، تهدف إلى تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال الممارسة المباشرة مع شركاء محليين وعالميين وتوفير الخدمات والتوجيه في قطاع الترفيه بهدف تأسيس شركات ناشئة على أسس سليمة وإمكانيات عالية؛ لدعم الاقتصاد السعودي ورفع نسبة إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي إلى 35 % ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المجالات المختلفة وتعزيز قطاع مسرعات الأعمال في المملكة، باتباع أفضل الممارسات العالمية وتوفير فرص استثمارية في الشركات الناشئة وهناك كثير من الأمثلة التي تظهر نجاح ذلك العمل وجدواه في مختلف مناطق المملكة، كما توسعت الهيئة في المبادرات والبرامج المعينة على ذلك مثل برنامج «شريك الترفيه» الرامي إلى تمكين رواد الأعمال ودعم الشركات الناشئة في قطاع الترفيه بالمملكة، ضمن توجهات الهيئة في تنمية القطاع وخلق بيئة حيوية تستوعب الأفكار والمشروعات الواعدة، ويستهدف البرنامج دعم منظومة الشركات الناشئة في قطاع الترفيه من خلال تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات المصممة خصيصًا لتناسب مختلف مراحل نضج الشركات، بدءًا من المراحل الأولى وحتى مرحلة النمو، كما أنه يقدم عدة خدمات تشمل الخبرات المتخصصة، والتمويل، والتدريب والإرشاد، وبناء العلاقات، والتوجيه، إلى جانب حزم دعم شاملة تُعزز فرص النجاح للمشروعات الناشئة، وأيضا أطلقت الهيئة العامة مشروع مسارات الترفيه، كمبادرة نوعية تهدف إلى دعم وتمكين رواد الأعمال في قطاعات الترفيه والأعمال المرتبطة بها، وذلك من خلال توفير منصة رقمية شاملة تتيح لأصحاب المشروعات الناشئة والقائمة التواصل المباشر مع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات متنوعة، وحاليا تزخر المدن السعودية في مختلف المناطق بالكثير من المشروعات الترفيهية القائمة والجار تنفيذها والتي يصعب حصرها ولكن يمكن الجزم بجدوى تأثيرها وفعالية إسهامها مخرجات قطاع الترفيه ودعمه للسياحة عبر تنمية عدد السياح وتحسين تجربتهم السياحية في المملكة. كما تميزت سياسة الهيئة العامة للترفيه في عملها من أجل تحسين بيئة الاستثمار وتسهيل دور القطاع الخاص المأمول في الرقي بقطاع الترفيه بالحكمة ويظهر ذلك بوضوح في إتاحتها للشركات الأجنبية فرصة تسجيل أعمالها والحصول على التراخيص لمزاولة النشاط في قطاع الترفيه دون الحاجة إلى شريك محلي، فعززت بذلك جاذبية السوق السعودي للاستثمارات العالمية وأسهم ذلك بشكل فعال في تعزيز مكانة المملكة كوجهة ترفيهية رائدة على مستوى المنطقة والعالم، وتعددت الأنشطة ففي مجال الترفيه الرياضي على سبيل المثال سباقات الفورملا 1 ونزالات الملاكمة والفنون القتالية ومنافسات البادل وغيرها، وفي الفن والسينما مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومختلف الحفلات الموسيقية التي تستضيف نخبة من النجوم العرب والعالميين المميزين ناهيك عن الطفرة الكبيرة في فعاليات الترفيه والتسويق وغير ذلك من أنشطة الترفية والأمثلة كثير ة على تسارع قدوم المستثمرين من مختلف مناطق العالم ومن ذلك على سبيل المثال ما صدر مؤخرا طرف أمانة المنطقة الشرقية في السعودية عن مشروع إنشاء «المدينة العالمية» أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى والنوعية، بالتعاون مع مستثمر تايلندي، حيث إن المشروع يدمج بين الترفيه والسياحة والثقافة والتجارة في قالبٍ واحدٍ، ويتميز بتصميمه العصري المبتكر، وستضم المدينة أجنحة مخصصة ل 16 دولة، تُبرز ثقافاتها وتقاليدها، ويُخصّص لكل جناح مطعم يُظهر المطبخ المحلي لتلك الدولة، بما يمنح الزوار تجربة ثقافية وغذائية عالمية،ومن الأمثلة على ذلك أيضا إعلان شركة مشروعات الترفيه السعودية "سڤن"، التابعة لشركة القدية للاستثمار، والمملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، و"ماتيل"، الشركة العالمية المتخصصة في قطاع الألعاب والترفيه، عن تقديم سباق السيارات الكهربائية من "هوت ويلز" في ست مدن في أنحاء المملكة العربية السعودية. ومع إضافة سباق السيارات الكهربائية من "هوت ويلز" الى قائمة استقطاباتها، حيث تواصل "سڤن"، توسيع محفظة مشروعاتها وتعزيز رياضة الكارتينج في المملكة، وتستثمر شركة مشروعات الترفيه السعودية "سڤن" ما يزيد على 50 مليار ريال سعودي لإنشاء 21 وجهة ترفيهية في 14 مدينة في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي ستوفر تجارب عالمية المستوى مبتكرة وفريدة من نوعها، إضافة إلى عقد شراكات على مستوى العالم في قطاع الترفيه.