انتقال الوكالة إلى خدمة الحاسب الآلي في عملها التحريري عام 1997 منذ تأسيس بلادنا الغالية على يد المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وهي تولي الاعلام أهمية بالغة فهو صوتها للعالم، لذا فقد كان الاهتمام بالإعلام مبكراً حيث سبق إعلان توحيد المملكة تأسيس جريدة أم القرى، فمنذ دخول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مكةالمكرمة أمر بتأسيسها، حيث صدر عددها الأول في 15 جمادى الأولى 1343ه الموافق 12 ديسمبر 1924م، أي قبل إعلان توحيد المملكة بنحو ثمانية أعوام، لتكون نافذتها نحو العالم الإسلامي، ونشر ما من شأنه أن يبصّر الناس فيما يصلح أمرهم خلال تلك الفترة، فبدأت الجريدة في عددها الأول قبل أكثر من قرن ب(عونك اللهم) لتكون بداية قصة تمتد أحداثها على مدى تلك السنين، واستمراراً في نشر تغطية شاملة للأحداث والقضايا المختلفة وأخبار البلاد والعلم من حولنا فقد تم تأسيس العديد من القنوات الإعلامية شملت العديد من الصحف والمجلات، ومن ثم تم إنشاء الإذاعة، وتعود فكرة تأسيس الإذاعة إلى الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان وليًا للعهد آنذاك، حيث عرض الفكرة على والده (الملك عبدالعزيز) فوافق على الفكرة، وكُلِفَ وزير المالية حينها (عبدالله السليمان) ليقوم بتنفيذها بإشراف نائب الملك في الحجاز الملك فيصل بن عبدالعزيز، حيث أنشئت أول محطة إذاعة سعودية في مدينة جدة، وانطلق إرسالها يوم عرفة من حج عام 1368ه الموافق الأول من أكتوبر 1949م، وشهدت كلمة للملك عبدالعزيز ألقاها نيابة عنه ابنه الملك فيصل، وتضمنت تهنئة الحجيج بأداء مناسك الحج، والترحيب بقدومهم إلى الأراضي المقدسة، وعلى مدى عقود انطلقت العديد من الإذاعات من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وأصبحت الإذاعة السعودية أكثر تفوقا بعد تزايد المحطات. وفي عام 1971م، أطلقت المملكة (إذاعة السعودية الدولية) التي كانت تهدف إلى نقل صوت المملكة إلى العالم العربي والعالم بأسره، وقد أصبحت هذه الإذاعة واحدة من وسائل الإعلام الأكثر تأثيرًا على المستوى الدولي، حيث تبث برامجها بعدة لغات، منها العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والأوردو، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور الدولي، كما تلا ذلك بداية البث التلفزيوني في المملكة بالأبيض والأسود رسميًّا في عام 1385ه/1965م، من محطتي الرياضوجدة على قناة واحدة، بعدها وصل البث التلفزيوني إلى مكةالمكرمة والطائف من محطة جدة عام 1387ه/1967م، ثم بدأ البث من محطة المدينةالمنورة في شوال 1387ه/يناير 1968م، ثم محطة القصيم والدمام عام 1388ه/1968م، بعد ذلك بدأ البث الرسمي الملوّن عام 1394ه/1974م، من محطتي جدةومكةالمكرمة، وفي عام 1392ه/1972م كان أول بث مباشر لوقفة عرفات. وفي عام 1971 في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز تم تأسيس وكالة الأنباء السعودية (واس) لتكون المصدر الرئيس للأخبار المحلية والدولية في المملكة العربية السعودية، ولتغطية الأحداث والقضايا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مع التركيز على الأحداث ذات الصلة بالمملكة، كما تهدف إلى تعزيز المهنية الإعلامية والصحفية في المملكة ومواكبة التطورات التقنية في مجال الإعلام، وتتلخص مهمة وكالات الأنباء في جمع وتوزيع الأخبار والمعلومات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، مع التركيز على الدقة والسرعة والموضوعية، تعمل هذه الوكالات على توفير تغطية شاملة للأحداث والقضايا المختلفة، وتسعى إلى تعزيز المهنية الإعلامية وتطوير قدراتها التقنية، وعلى مدى أكثر من نصف قرن تواصل الوكالة نجاحاتها، حيث تصدر الوكالة نشرة يومية شاملة للأخبار المحلية والعالمية يتم بثها طوال 24 ساعة كما تصدر نشرة إخبارية باللغة الإنجليزية ونشرة أخرى باللغة الفرنسية ونشرة للخدمات الخاصة، إضافة إلى توزيع الصور وتستقبل الوكالة جميع الخدمات الإخبارية الصادرة بكل اللغات، من وكالات الأنباء الأوربية، والعربية، ووكالات أنباء الدول الإسلامية. بدايات تعد وكالة الأنباء مؤسسة تقدم خدمة إخبارية حيث تعني بتجميع الأخبار وتغطية الأحداث بالصورة والكلمة والصوت، وتقوم بتوفير خدماتها الإخبارية إلى مختلف المؤسسات الإعلامية كالإذاعة والتلفزيون والصحف والشبكة العنكبوتية، وقد تأسست أول وكالة أنباء في العالم بشكل رسمي في باريس سنة 1835م، وأطلق عليها اسم (هافاس) نسبة إلى مؤسسها (شارل لويس هافاس) والتي أصبحت فيما بعد فرانس برس (وكالة الأنباء الفرنسية) التي تعد حالياً واحدة من أهم الوكالات العالمية رفقة (رويترز البريطانية)، و( اسوشيتد برس ) الأمريكية، ومن بين الوكالات أيضا نجد ( يونايتد برس انترناشيونال ) التي تأسست في عام 1907 في الولاياتالمتحدةالأمريكية على يد (ادوارد سكريبس) وهذا لتغطية المنطقة الغربية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كذلك نجد وكالة (وولف) الألمانية والذي كان موظف لدى ( هافاس )، أنشئت في سنة 1849 وكانت من بين الوكالات الرائدة في العالم بسبب نفوذ ألمانيا، وفي 1934 تمت إعادة هيكلتها ولم يعد لها تأثير وتحول اسمها إلى وكالة الأنباء الألمانية في 1949 ومن بين الوكالات ( تاس ) السوفييتية تأسست سنة 1925 وتراجعت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وفي بلادنا جاء تأسيس وكالة الأنباء السعودية ( واس ) في وقت مبكر حيث تم تأسيسها في عام 1971 في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، وتعمل تحت إشراف وزارة الإعلام، وقد كانت البداية بتغطية موسم الحج، إذ رصدت تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة، وأبرزت حينها الخدمات التي تقدم لهم، ومع تقدم الزمن والتطور الذي شمل كافة المجالات في بلادنا فقد خطت الوكالة خطوات حثيثة وسريعة كان أهمها السعي نحو تدعيم إمكاناتها وتكثيف خدماتها وتطويرها لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة، فسعت الوكالة إلى استقطاب كوادر بشرية مؤهلة صحفياً وفنياً لتنشيط خدماتها الإخبارية، وأحدثت أقساما نشطة كالنشرة الإنجليزية والنشرة الفرنسية التي أنشئت عام 1401ه وإحداث أقسام جديدة في التحرير الداخلي: أحدها للعناية بالشؤون الثقافية ومتابعة حركة النشاط الثقافي والمكتشفات العلمية في الداخل والخارج، وتغطية أخبار المؤتمرات العلمية وما يُعقد من ندوات علمية وأدبية، والثاني قسم الشؤون الرياضية الذي يُعنى بمتابعة الحركة الرياضية والشبابية على الصعيد الداخلي والخارجي، أما الثالث فهو قسم الشؤون الاقتصادية لمتابعة الحركة الاقتصادية على الصعيد الداخلي والخارجي، كما قامت الوكالة بإنشاء استديو في مقر الوزارة ب( منى ) لتحميض وطبع وإرسال الصور الفوتوغرافية التي تمثل نشاط الدولة في الحج إلى المركز الرئيس في الرياض لتوزيعها إلى وسائل الإعلام في الداخل والخارج، وتم ربط المشاعر المقدسة بالحاسب الآلي كما تم ربط المناطق داخل المملكة والمكاتب الخارجية بالرياض مما أدى إلى اختصار المسافة الزمنية التي كانت تفصل بين وقوع الحدث الإخباري والمصور ومن توزيعه على وسائل الإعلام. تطوير منذ العشرين من ديسمبر 1997م بدأت وكالة الأنباء السعودية في استخدام الحاسب الآلي في كافة أعمالها ومكاتبها ووحداتها مما أدى إلى ميكنة أعمال الوكالة في إرسال واستقبال الأخبار، وتصنيف وحفظ المعلومات، وفي أعمال الوكالة الإدارية، وتقوم الإدارة الفنية في (واس) بالإشراف على تشغيل الحاسب الآلي وصيانته، كما تختص الإدارة الفنية بالإشراف على جميع الأقسام والأعمال والأجهزة الفنية والهندسية وأعمال وتركيب وتجهيز وصيانة الأجهزة وتشغيلها وتخطيط وتنفيذ مشاريع الوكالة الفنية والإشراف على صيانة مبنى الوكالة، وأقامت الوكالة عدداً من المكاتب والمراسلين في داخل المملكة وخارجها لتغطية شاملة للأحداث ومباشرة. ففي الداخل أنشأت الوكالة مكاتب رئيسة في كبار المدن السعودية كما عينت مراسلين في المحافظات والمدن الأصغر وعينت مراسلات في عدد من المدن داخل المملكة. أما في الخارج حرصت الوكالة على إنشاء مكاتب لها في عواصم الدول الكبرى كخطوة أولى، كما عينت عدداً من المراسلين في عدد من المدن الأخرى ليزودوا الوكالة بالأخبار من مصادرها مباشرة وفي أوقات حدوثها، كما أقامت مكاتب الوكالة في الخارج كان أولها مكتب الوكالة في بيروت الذي أنشئ عام 1390ه الموافق 1970م ويعمل به أكثر من عشرين شخصاً ما بين صحفي وإداري، وقد أثبت هذا المكتب مهارة عالية في تغطية أحداث بيروت في أيام محنتها، بالإضافة إلى ذلك فإن هناك مراسلين للوكالة في الدول التي لا يوجد بها مكاتب، كما تعزم الوكالة إنشاء عدد من المكاتب الجديدة، وإرسال عدد من المراسلين إلى عدد من البلاد الأخرى، ولا يقتصر نشاط الوكالة على ما يصلها من المكاتب والمراسلين ولكنها ترسل البعثات الصحفية إلى مواقع الأحداث والمناسبات في أي بقعة من العالم لمتابعة الأحداث، وفي جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين بتاريخ 7 رجب 1433 الموافق 29 مايو 2012 أقر المجلس تحويل ( وكالة الأنباء السعودية ) إلى هيئة عامة تسمى وكالة الأنباء السعودية لتصبح هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي، ويرأسها رئيس بالمرتبة الممتازة يتم تعيينه بأمر ملكي بعيداً عن البيروقراطية، وفي 19 شعبان 1437 ه الموافق 26 مايو 2016م وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - دشن معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي المبنى الجديد ل(واس) في حي الصحافة شمال مدينة الرياض، وأقيم حفل بهذه المناسبة، بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى معالي رئيس وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين، كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين لحفل تدشين المبنى الجديد لوكالة الأنباء السعودية تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله مؤكدًا أنه سيكون بمشيئة الله انطلاقة نحو المستقبل والمزيد من العمل الجاد والمثمر لتواصل (واس) مهامها ومسؤولياتها ودورها في تقديم عمل إعلامي مميز يحظى بثقة الجميع، وقدم معاليه شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، -حفظهم الله- على دعمهم المتواصل ورعايتهم الكريمة التي مكنت ( واس ) من تحقيق هذا الإنجاز الذي طالما تطلّع إليه منسوبوها، مثنيًا الشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية على متابعته المستمرة لمشروع مبنى الوكالة، وللقائمين على تنفيذ المشروع وتجهيزه، وأوضح معاليه أن مبنى ( واس ) يقع على مساحة عشرة آلاف متر مربع، ويتكون من عدة أجزاء، أولها يتألف من عشرة طوابق تضم الإدارات الإخبارية بتخصصاتها المتنوعة ومكاتب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الوكالة ونائبه والشؤون الإدارية والمالية وثلاث قاعات للاجتماعات تم تجهيزها بنظام الفيديو، والجزء الثاني يضم مركزًا إعلاميًا يتألف من ثلاثة طوابق، ومسرح يتسع ل (380) مقعداً جُهز بنظم متطورة ومتكاملة للإضاءة والصوت والترجمة الفورية لثلاث لغات أجنبية، بجانب مبنى خاص للقسم النسائي يتكون من طابقين للمكاتب الإدارية والتحرير، ومسجد، ومواقف للسيارات ومبان وغرف للخدمات المساندة. إنجاز حققت وكالة الأنباء السعودية العديد من الاجازات والجوائز، حيث حصلت على جائزة التميّز الإعلامي العربي لأفضل مؤسسة إعلامية عربية في مجال (الإعلام التنموي) عام 2022م، كما حصلت على جائزة التميز الإعلامي لأفضل وكالة أنباء عربية متميزة بأقسامها المتخصصة عام 2022م، وجائزة (أحسن صورة) في المسابقة التي يُعدّها اتحاد وكالة الأنباء العربية ( فانا ) عام 2022م، إضافة إلى جائزة التميّز الإعلامي العربي في دورتها الثامنة في مجال (إعلام الأزمات والكوارث والمخاطر) فئة (الإعلام الرقمي) عام 2024م، وفي 4 يونيو 2025م دشّن وزير الإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية سلمان بن يوسف الدوسري، منصة الصور السعودية (cc.spa.gov.sa)، وذلك خلال زيارته ل (ملتقى إعلام الحج) في نسخته الثانية، وتتيح المنصة، التي طوّرتها وكالة الأنباء السعودية، الوصول المجاني إلى صور موثّقة، قابلة للاستخدام والمشاركة بموجب رخصة المشاع الإبداعي (CC BY-SA 4.0)، وفي 29 فبراير 2024م أطلقت ( واس ) بالشراكة مع برنامج تنمية القدرات البشرية (أكاديمية واس للتدريب الإخباري) أول أكاديمية متخصصة في التدريب الإخباري في الشرق الأوسط، والتي تهدف واس من خلالها إلى تطوير المهارات الإخبارية المتقدمة لتلبية متطلبات السوق، وتعزيز تبني نقل المعرفة والتكنولوجيا والأدوات الحديثة للعمل الصحفي والإخباري، وتعزيز الفهم العميق للقضايا الإخبارية والتحديات العالمية. بداية البث التلفزيوني في المملكة بالأبيض والأسود عام 1385ه أنشئت أول محطة إذاعة بجدة وانطلق إرسالها يوم عرفة من حج 1368ه تدشين مبنى وكالة الأنباء انطلاقة نحو المستقبل لتقديم عمل إعلامي مميز مبنى عصري لوكالة الأنباء افتتح 2016م إعداد: حمود الضويحي