في ظل خيارات الوجهات الصيفية المتعددة على مستوى العالم، من السواحل الفاتنة، والجزر البحرية، ومرتفعات الثلوج، والغابات الاستوائية، تحولت مكةالمكرمة بروحانيتها، وقدسيتها، وفضلها، وجهة عالمية، تجتذب معتمري عدة دول من قارات العالم. ساحات المسجد الحرام، برخامها الفاخر، وخدماتها اللوجستية، والتي تحيط بها المجمعات الفندقية الفاخرة، أصبحت ساحات مفتوحة، تجمع معتمري العالم، رغم اختلاف الثقافات، والجنسيات، والأعراق، والفكر واللغة. مشاهدات "الرياض" التي استمرت لساعة بالتمام والكمال، في الجهات الغربية، خرجت بلفتات عدة، وقصص متنوعة، تستحق أن تكتب، وأن تروى، كونها بوح يفيض بالإنسانية، والتجارب والمواقف الماتعة. وبمجرد اقتراب "الرياض" منه قال معتمر فلسطيني ستيني من سكان بلدة يافا -فضّل عدم ذكر اسمه-: مجرد أن دلفت الحافلة من المنفذ السعودي المقابل للمنفذ الأردني، شعرت بهيبة وأصالة وعروبة الأرض، شعور غريب لامس وجداني، مبيناً أنه بعد وصوله للمملكة، عاش أجمل رحلات حياته ما بين طيبة الطيبة، حيث قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام، واستحضار تاريخ إسلامي مضيء، ليجد نفسه يجهش بالبكاء أمام قبر نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن وصوله لمكةالمكرمة ورؤيته للكعبة المشرفة، وأدائه لمناسك العمرة وسط منظومة خدمات عملاقة قرر الحجز لعمرة أخرى في أكتوبر القادم -بعون الله-. ولفت المعتمر الإفريقي سالم أيوب انتباه "الرياض" ومن حولها عن انتشار آليات صيانة وتشغيل ونظافة في ساحات الحرم، وحواجز، وسلالم، وحاملات حافظات الماء، لم يسبق أن شاهدها رغم جولاته السياحة لعشرات الدول في أوروبا وإفريقيا، ومنها آلية شفط بقايا ماء زمزم في الحافظات، بدون رفعها، وقال: أشعر وكأن هذه الآليات والمعدات، والوسائل، هي عبارة عن ابتكارات، صنعت خصيصاً للمسجد الحرام والمسجد النبوي، معجباً بتوظيف عربات "الجولف" العصرية في خدمات الإسعافات الأولية ومباشرة الحالات الحرجة في مطاف ومسعى وأسطح وأروقة وساحات المسجد الحرام. من جهته تحدث محمد مجيب الرحمن -معتمر من بنغلاديش- قائلاً: يمكن أن اختصر اهتمام السعوديين بأدق التفاصيل في المسجد الحرام، من خلال وجبات الصائمين التي تقدم يومي الاثنين والخميس، فهي مغلفة بتغليف فاخر، بتمر منزوع النوى، وعبوة دقة، وزبادي، وملعقة، وقطعة خبر بر بحبة البركة مع قارورة ماء، وسط تنظيم مبهر في التوزيع والتنظيف، مضيفاً: منظومة الخدمات وتقنيتها وسهولة التعامل مع باقات الخدمات، سهل على مسلمي العالم أداء العمرة، في ظل توفر الناقل الجوي المباشر، وعروض السكن والاعاشة والنقل، الفاخرة. وكشف معتمرون خليجيون أن ثمة عوامل تزيد من جاذبية التوجه إلى المملكة في إجازة الصيف فضلاً عن أداء العمرة، وهي الاستمتاع بالأجواء الباردة على طول طريق يمتد أكثر من 560 كم، تتناثر على طوله عشرات المدن ببنى تحتية عصرية، وبرامج سياحية جاذبة، مثل الباحة وبلجرشي، والنماص، وتنومة، وأبها، وخميس مشيط وغيرها، فضلاً عن التنوع الطبيعي، والزراعي، والثقافي، والموروث الشعبي. وإذا كانت ملامح المشاهدات الرائعة في ساحات المسجد الحرام، فإن ذات المشاهدات من داخل الأروقة والردهات والبوابات أروع وأجمل، منها الصور الماتعة، لتفوق العمل الخيري غير الربحي المؤسسي المنظم، المتمثل في ضيافة المعتمرين وتفطير الصائمين، والشاشات التفاعلية لعشرات الخدمات، التي يحتاجها المعتمر والمصل، لكن المشهد المدهش الإطلالة على صحن المطاف، حيث تتربع الكعبة المشرفة بكل هيبة وجلال. وفي اتجاه آخر كثفت الهيئة العامة للعناية بالحرمين من خدماتها وعنايتها عنايتها بمختلف الجوانب التشغيلية والميدانية في المسجد الحرام، من خدمات السجاد، وسقيا زمزم الماء المبارك، وخدمات التطييب، والتعطير، والتنقل في ساحات المسجد الحرام، عبر عربات الجولف، وتسهيل حركة الحشود البشرية أثناء أداء العمرة، وجاهزية خدمات التكييف والإضاءة والصوت لتهيئة بيئة تعبدية مريحة لضيوف الرحمن. وتحرص الهيئة على تقديم تجربة مميزة لضيوف الرحمن من خلال تقديم مجموعة من الخدمات في مراكز الخدمات، ومراكز ضيافة الأطفال، وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن وتسهيل زيارتهم للمسجد الحرام، وتكثيف الجوانب التوعوية من خلال الشاشات الرقمية وقنوات التواصل الاجتماعي، وتعزز الهيئة خدماتها بالتنسيق والتكامل مع كافة القطاعات العاملة في المسجد الحرام، لتقديم أرقى الخدمات للمعتمرين والمصلين، وتحقيق تجربة مميزة لا تنسى وعناية فائقة بضيوف بيت الله الحرام. وتلف ساحات المسجد الحرام، وفي ذروة حرارة الصيف نسائم باردة بفعل قوة اندفاع تكيف التوسعة السعودية الثالثة والثانية، فضلاً عن تشغيل أعمدة رذاذ الماء، مما خفف كثيراً من حرارة رياح الصيف. آليات عصرية لشفط بقايا ماء زمزم في الحافظات انسيابية حركة الحشود ساحات تنوع الثقافات