في إطار أنشطتها الأدبية الهادفة إلى تعزيز الحراك الثقافي في مختلف مناطق المملكة، نظّمت جمعية الأدب المهنية عبر سفرائها في منطقة جازان، أمسية أدبية بعنوان: «ألَقُ النايات»، بالتعاون مع الشريك الأدبي مقهى هيلا، وذلك مساء الجمعة، في لقاء احتفى بالكلمة الصادقة والتجربة الإنسانية العميقة. أحيا الأمسية القاص والكاتب المعروف محمد الرياني، الذي قدّم مجموعة من نصوصه القصصية والخواطر، مستعرضًا تجربته الطويلة في مجالات الإعلام والتعليم والأدب، وسط حضور نوعي من الأدباء والمثقفين ومحبي الأدب. وقد أدارت الحوار الأستاذة فاطمة محنشي، التي قادت الحديث مع الرياني حول محطات حياته ومسيرته الإبداعية، حيث تحدّث عن بداياته قائلًا: «كنت صاحب بقالة صغيرة في الحي، وكنت أقرأ المحتويات على المعلبات والبسكويت، وكانت كلها مستوردة، فعبرتُ العالم من خلالها، وكونت حصيلة لغوية كبيرة». وأضاف، «أنا أتأثر بما يدور حولي، وأستلهم كتابتي من التفاصيل اليومية الصغيرة، فالمجتمع القروي الذي نشأت فيه كان مصدر إلهام دائم، من شجر الفل والحناء، إلى العشش والرعي والنساء والرجال، كلها شكلت أرضًا خصبة للسرد». وتحدث الرياني عن بداياته مع الكتابة الأدبية، مؤكدًا أن نصه القصصي «صباح مختلف»، كان المنعطف الأول الذي فتح له آفاق النشر والانتشار، لتتوالى بعدها مجموعاته القصصية التي بلغت حتى الآن (11 إصدارًا)، أبرزها «ليلة على الرابية» التي طبعها نادي جازان الأدبي عبر الدار العربية للعلوم ناشرون، مشيرًا إلى أنه يستعد لطباعة عدد مماثل خلال الفترة القادمة. كما استعرض الرياني تجربته في النشاط الأدبي الطلابي، حيث تولى الإشراف على المنتدى الأدبي الطلابي في تعليم جازان، واصفًا إياه بأنه كان من ثمار النجاحات التعليمية والإبداعية التي أثرت الساحة الأدبية في المنطقة. وأكد خلال مداخلاته أن القراءة والإملاء عنصران أساسيان لأي كاتب، مضيفًا: «هما أساس اللغة وبوابة الفكر، والموهبة وحدها لا تكفي دون تغذية معرفية مستمرة». وقد تفاعل الحضور مع الأمسية من خلال أسئلتهم ومداخلاتهم، التي دارت حول فن القصة القصيرة وتحديات الكتابة الحديثة، كما قرأت المحاورة فاطمة محنشي مقتطفات من بعض نصوص الرياني، من بينها نص «لثام وعينان سوداوان» الذي كتبَه خلال جائحة كورونا ضمن ما يعرف ب»أدب العزلة». واختُتمت الأمسية بتكريم كل من الكاتب محمد الرياني والأستاذة فاطمة محنشي، بحضور الشاعر الكبير إبراهيم صعابي، كما وقّع الرياني على نسخ من أحدث إصداراته القصصية «زجاجة عطر زرقاء»، شاكرًا الجمعية وأعضاءها:أيمن عبدالحق، د. محمد عاتي، محمد عبيري، أفراح مؤذنة، وعبدالعزيز طياش، على الثقة والاستضافة. وتُعد هذه الأمسية استمرارًا لجهود جمعية الأدب المهنية في نشر الثقافة الأدبية وبناء جسور التفاعل بين الكتّاب وجمهورهم، ضمن أنشطة نوعية تقام في مختلف مناطق المملكة.