احتفت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالفائزات بجائزة التميز النسائي في دورتها السابعة، حيث تفضّلت حرم خادم الحرمين الشريفين، الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، بتكريم الحرفية السعودية مرزوقة بنت فضي العرماني، تقديراً لإبداعها اللافت في مجال الفنون الحرفية، وتحديداً في حرفة السدو، التي ارتبطت بالهوية الثقافية للمرأة البدوية في الجزيرة العربية. وقد شهد الحفل حضوراً رسمياً وثقافياً لافتاً، وتضمّن كلمة للأمينة العامة للجائزة، الدكتورة ابتسام بنت صالح العثمان، إلى جانب عرض مرئي عن إنجازات الفائزات، وتدشين "متحف المرأة السعودية" بمركز سارة السديري. تنتمي مرزوقة العرماني، المقيمة في مدينة بريدة، إلى جيل نادر من النساء اللاتي نذرن أنفسهن لصون الحرف التقليدية من الاندثار. وعلى مدى سنوات، استطاعت أن تُحوّل السدو من ممارسة تقليدية إلى مشروع إنتاجي متنامٍ تجاوز حدود السوق المحلي، بدعم من وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت لها تسويق أعمالها بطرق حديثة وجاذبة. وتروي العرماني، التي تجاوزت الستين من عمرها، أن تجربتها بدأت كهواية ثم تحولت إلى مهنة، قبل أن تتوسع مع تصاعد الطلب على منتجاتها، ما دفعها إلى نقل المهارة لبناتها الثلاث: دلال، فوزية، وسلمى، اللواتي برزن بدورهن في تطوير الحرفة بأفكار عصرية دون المساس بأصالتها. وتشير إلى أن عملية التدريب تمت على مراحل، حتى بلغن مستوى من الإتقان جعلهن ينافسن في المشهد الحرفي المحلي. وترى العرماني أن نجاحها لم يكن نتاج الموهبة فقط، بل هو حصيلة شغف متواصل، وانضباط في استثمار الوقت، وقدرة على التجاوب مع رغبات العملاء وتفصيل القطع بما يتماشى مع ذائقة السوق. فبعض منتجات السدو – كما تقول – قد تستغرق ساعات، وأحياناً أياماً، بحسب التفاصيل التي تتطلبها كل قطعة. تكريم مرزوقة العرماني ضمن جائزة الأميرة نورة يعكس التحول الذي تشهده الحرف التقليدية في المملكة، من مجرد رموز تراثية إلى مشاريع مستدامة تقودها نساء مؤثرات وملهمات. وهو أيضاً تكريم لجيل من النساء حملن الحكاية والهوية في خيوط ملونة، وواصلن العمل بصمت حتى وصلت إبداعاتهن إلى المنصات الرسمية، ليُكتب لهن التميز والتقدير في سجل الإنجاز الوطني.