تعالت أصوات قبل انطلاق كأس العالم للأندية تتمنى للأسف إخفاق الهلال في أولى مواجهاته أمام ريال مدريد، وكأن بعض القلوب لا تنبض بحب الوطن حين يكون ممثله الهلال، تمنوا تعثره - إن لم يكن في النتيجة فعلى الأقل في الأداء - ولكن رجال الزعيم كانوا في الموعد وقدموا عرضًا بطوليًا أذهل الجميع ، وأجبر حتى مشجعي الخصم على التصفيق ! انتهى اللقاء بالتعادل لكن الطعم كان مختلفًا ، تعادل بطعم الخسارة لبطل أوروبا والعالم وقد تكون هذه المواجهة فصلًا أول من رواية لم تنته ، وربما يتقابل الفريقان مجددًا في المشهد الختامي ، لتكون الكلمة الأخيرة لمن يستحقها. المدير الفني الإيطالي إنزاغي دخل اللقاء دون مهاجم صريح بعد إصابة الهداف الأسطوري الصربي ميترو فيتش، ومع ذلك قدم فريقًا أبهر العالم بأداء جماعي وانضباط تكتيكي اعتمد فيه على الضغط العالي والافتكاك السريع وتقريب المسافات بين الخطوط لفرض الهيمنة وإعطاء الحلول دون خوف أو تردد، واستخدم سلاح المفاجأة الذهنية للخصم الذي توقع من الهلال أن يتحصن في مناطقه فإذا به يفرض الاستحواذ على مجريات اللقاء في أغلب فتراته ، وما زاد من حضور الهلال الفعال داخل الملعب هو قرب المدرب من لاعبيه ووضوح الرضا المتبادل، وهو الشيء الذي كان غائبًا عن الفريق منذ زمن، رغم خشونة صوته وحدة ملامحه إلا أن اللقطات أظهرت مديرًا فنيًا يعرف كيف يصل لقلوب لاعبيه ومن يديرهم كرجال قبل أن يكونوا محترفين. واليوم وقد تخطينا ريال مدريد أو تعادلنا معه فعلًا لا بد أن نعيد السؤال على أنفسنا: ( ماذا بعد الريال يا نجوم الهلال ؟) الجواب لا يقبل المساومة كل الأمنيات بالتوفيق في بقية المشوار كل مباراة نهائي ، وكل خصم يجب أن يعامل كفرصة لإثبات أن ما حدث لم يكن صدفة بل بداية لهيمنة زرقاء قادمة ، فالهلال لا يمثل نفسه فقط بل يحمل علم وطن وآمال قارة والفوز ولا غير الفوز هو اللغة الوحيدة المقبولة من هنا فصاعدًا. سعود الضحوك