قدم الهلال ملحمة للتاريخ وفرض تعادلًا مثيرًا أمام ريال مدريد في افتتاح مشواره بكأس العالم للأندية 2025، في مباراة استمتع بها عشاق كرة القدم وظلت نتيجتها معلقة حتى اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء. وظهر الهلال تحت قيادة «سيموني إنزاغي» في حُلة جديدة، ربما لا يمكن الحكم عليها من المباراة الأولى للمدرب الإيطالي، لكنها على الأقل كشفت عن ملامح الفريق في حقبته الجديدة. وخلال الموسم الماضي عانى الهلال من أزمة على المستوى الدفاعي والتي كانت تجهض ما يقدمه الخط الأمامي، الأمر الذي كلف الفريق خسائر في مباريات سجل مهاجموه فيها أهدافًا لكن اهتزت شباكه بأهداف أكثر. بيد أن المدرب الإيطالي بدا كما لو أنه فطن مبكرًا لهذه الأزمة ووجد لها الحل، فظهر الهلال بأسلوب دفاعي لم يعهده جمهوره من قبل، اعتمد فيه إنزاغي على الدفاع المتقدم حتى لا يحرم الخط الأمامي من القيام بهجمات مرتدة شكلت خطرًا على الخطوط الخلفية ل «ريال مدريد»، وهو ما ظهر جليًا في أكثر من لقطة، لعل من أبرز لقطة ركلة الجزاء التي حصل عليها ليوناردو. دخل الهلال اللقاء بتشكيلة مكونة من ياسين بونو، كاليدو كوليبالي، رينان لودي، حسان تمبكتي، كانسيلو، ناصر الدوسري، سافيتش، روبن نيفيز، مالكوم، سالم الدوسري وليوناردو. وتميز أداء الهلال في الشوط الأول بالضغط المتقدم وهو ما قلل من هجمات ريال مدريد الذي لم يشكل أي خطورة على المرمى الهلال سوى في كرة الهدف. وفي الشوط الثاني ومع تزايد ضغط ريال مدريد من أجل التقدم مجددًا كان تراجع الهلال «المحسوب» والذي دعمته تبديلات إنزاغي إذ دفع بالثنائي محمد القحطاني وحمد اليامي بدلًا من مالكوم وكانسيلو، قبل أن يدفع ب «محمد كنو» بدلًا من ناصر الدوسري والذي لعب دورًا كبيرًا على مستوى خط الوسط الدفاعي في آخر الدقائق. وشهدت المباراة تألقًا لافتًا في الخط الدفاعي لاسيما اللاعب حسان تمبكتي الذي قدم أداء ذكّر الجماهير بما قدمه في المباراة التاريخية للمنتخب السعودي أمام الأرجنتين في كأس العالم، كما قدم كوليبالي أداء مميزًا، ليزين الحارس ياسين بونو هذا العمل الدفاعي الكبير بإنقاذ رائع لركلة جزاء مدريدية في الوقت القاتل.