مرة أخرى يظهر "نادي القرن الآسيوي" الهلال على مسرح كأس العالم، حيث البطولة الأكبر التي تجمع سادة الكرة في مختلف القارات، وعلى العكس من مشاركته التاريخية التي ختمها بحضور باهر في المواجهة النهائية أمام "نادي القرن الأوروبي" ريال مدريد. تختلف المواجهة هذه المرة باعتبارها مواجهة افتتاحية على عكس النزال الأخير الذي كان حضور "الأزرق" فيه رائعا ومميزاً. يلعب الهلال بمدرب جديد هو الايطالي سيموني إنزاغي للمرة الأولى، ما يشكل مخاطرة بمشوار المدرب الإيطالي الذي خطف الأنظار في السنوات الأخيرة أوروبياً، وفي الوقت ذاته يضع الهلاليون أيديهم على قلوبهم إذ كانت فترة الانتقالات الاستثنائية التي مُنحت للفرق "العالمية" قبل البطولة مخيبة للآمال، ولم تتمكن إدارة فهد بن نافل من إدارتها بالشكل المطلوب، ما أثار الكثير من الغضب بعد موسم لم يكن مثالياً على الإطلاق بالنسبة للهلاليين. أؤمن أن الحكم على الإيطالي إنزاغي سيكون مجحفاً فهو جاء في وقت ضيق، ولم يستطع التعديل في قائمة لاعبيه ليتحصل على مجموعة قادرة على عكس أفكاره داخل الميدان، لذا فإنه سيكون بعيداً عن التقييم والمساءلة خصوصاً إن اتخذ منهجية فنية لا تبتعد كثيراً عن منهجية الفريق وأسلوبه الذي اعتاد عليه، بينما سيكون ملاماً إن حاول تغيير الرسم التكتيكي بشكل كبير وربما تكون تجربته مشابهة لتجربة البرتغالي ليوناردو جارديم الذي فشل مع الهلال حتى وهو يتسلح بعناصر اختارها بنفسه. ليس المطلوب من الهلال تكرار ما حققه في 2023، بقدر ما تنتظر منه الجماهير الهلالية أن يقدم نفسه بصورة جيدة، وأن ينتقل للدور الثاني وعندها ستتضح أكثر الصورة حول قدرته على الذهاب إلى مراحل أبعد من البطولة.